يشعل النظام التركي القوقاز والمتوسط، تعم فوضاه الهدامة المنطقة برمتها، يحتل أراضي الآخرين كما تفعل قواته الغازية في سورية، يجند الإرهابيين ويرسلهم إلى ليبيا لدعم شركائه بالإرهاب وسرقة نفطها وثرواتها، يوتر الأوضاع مع جارته اليونان وتغزو سفنه البحار للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية للدول الأخرى، فيتسبب بإثارة شرارة حروب طاحنة لا أحد يعلم مدى تفجيرها للأمن العالمي ونسفها للاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين.
تفجر حماقاته أمن العالم، وتتنقل مخططاته العثمانية من بحر إيجة إلى أواسط إفريقيا، وتتمدد أطماعه إلى سواحلها الشرقية، دون أن يجتمع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات تحت الفصل السابع تضع حداً لاستفزازاته ونشره للإرهاب، وتقول له: كفى لمن يحاول نسف الاستقرار العالمي وضرب الأمن والسلم الدوليين بمقتل.
لم نر أيضاً الولايات المتحدة وهي تستنفر مجلس حقوق الإنسان ليدبج البيانات التي تدعو إلى حصاره وإدانته وشجبه بسبب سياساته الاستعمارية، كما فعلت غير مرة مع سورية وروسيا وإيران وفنزويلا وغيرها من الدول التي تعارض سياساتها، مع أن سورية وغيرها من الدول لم تقم إلا بواجبها في محاربة الإرهاب واجتثاثه، ولكن واشنطن ذهبت إلى حد اختراع المسرحيات الكاذبة والتقارير المزيفة لإدانتها في حين تسترت على جرائم النظام التركي ودعمته.
ولم يقم الاتحاد الأوروبي بخطوة على أرض الواقع تضع حداً لجرائمه وتدخلاته في القوقاز والمتوسط وسورية وليبيا، ما يشي بحقيقة دامغة واحدة وهي أن هذا النظام هو ذراع الناتو وأداة واشنطن لتحقيق أطماعهما وأجنداتهما الاستعمارية، وأما الخلافات المزعومة والتنديدات المزيفة فلا تعدو كونها قنابل صوتية لا تسمن ولا تغني من جوع، وما هي إلا للتعمية والتضليل كما كانت واشنطن وأدواتها تعارض بعض خطوات النظام التركي العدوانية في سورية كأحلامه في المناطق الآمنة وغيرها، ثم نراها تنسق معه في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة.
هذه باختصار سياسات الغرب الداعمة للفوضى الهدامة ونسف الاستقرار العالمي وتشجيع أدواته كالنظام التركي لترسيخها، في الوقت الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها على دول أخرى ويستنفر مجلس الأمن الدولي لإصدار القرارات تحت الفصل السابع لمعاقبتها وتهديدها.
بقلم مدير التحرير أحمد حمادة – من نبض الحدث