طغى الهم المعيشي والحياتي على المشهد اليومي للسوريين، من ربطة الخبز إلى انتظار رسائل الغاز والسكر والخبز وغير ذلك، واقع لا يمكن لأحد أن يتجاهله وألا يراه، لأنه فعلاً وجع ومعاناة، ولكن علينا أن نكون أيضاً واقعيين فإن ثمة أسباباً كثيرة تقف وراء هذه المعاناة، أولها وفي قلبها ولبها الحصار الاقتصادي الظالم والجائر الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية على سورية.
صحيح أنه ليس وليد الليلة، لكنه يتصاعد بشكل همجي جنوني، ويشترك فيه كل من يصمت عليه، أو ينفذه، ويرى أن التشريع الأميركي يلزمه بذلك، مع أنه عمل عدواني مرفوض أممياً وإنسانياً، لكن ثمة تبع يمضون بركب من يشن العدوان علينا، ولم يتوقف.
الإرهاب الذي فتك بالكثير من المقدرات السورية، يأخذ أشكالاً مختلفة والعدو خبيث يخطط ويتجه نحو خطط ربما لا تخطر ببال أحد، ومع هذا كله لم ننهزم، ولن ننكسر، صمدنا، وسنبقى صامدين، ولن نتخلى عن الكرامة واستقلالية القرار السيادي السوري، وأيضاً هذا لا يعني أن ثمة تقصيراً واضحاً وجلياً، لايمكن للمرء أن يغفل عنه، أعني به سوء التخطيط والتنفيذ من قبل جهات حكومية كثيرة، كان يجب أن تعمل على أرض الواقع أكثر من ذلك.
فمن غير المعقول أن تداهمنا أزمات كبيرة من دون أن نكون قد قرأنا ملامح تكونها وعملنا على التخفيف ما أمكن من آثارها، ولايمكن للمواطن أن يغفر لأي أحد هذا الجنون بارتفاع الاسعار، والصمت الذي يكاد يكون سياسة عامة لدى المعنيين بمكافحة هذا الجنون.
لسنا بظروف عادية، نعرف ذلك، نعيه، من هنا علينا أن نكون أكثر وعياً وقدرة على اجتراح الحلول بتعاون الجميع من المواطنين إلى الجهات التنفيذية، ونثق أن الكثير مما نحن فيه سيمضي وسيكون ذكرى مؤلمة، لكن ما يتركه من آثار وندوب مجتمعية تحتاج إلى فعل الكثير وبناء وعي حقيقي، لا ينقصنا هذا الوعي لكن لابد من تفعيله أكثر، جهات تنفيذية أو مواطنون، الغد سيكرس النصر بمختلف ألوانه الاجتماعية والثقافية والإنسانية، وما كان اليوم من بلسمة للكثير من هذه المعاناة هو خطوة بالتأكيد تتلوها خطوات فاعلة، والغد ليس ببعيد.
كلمة الموقع – ديب علي حسن