الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
يوماً بعد آخر تطفو على مشهد الانتخابات الأميركية القادمة متغيرات جديدة وتظهر إلى العلن معطيات ومؤشرات تسلط الضوء على احتمالات قد تحدث وتقلب معادلات الانتخابات وتغير ما يتم التنبوء به حالياً من مسك ملحوظ للديمقراطيين بزمام الأمور، وربما ترجح الكفة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب رغم سيطرة المرشح الديمقراطي جو بايدن وفق استطلاعات الرأي الأميركية التي باتت على ما يبدو محط شك ولا يمكن الوثوق بنتائجها، ولا توضح بأي اتجاه تسير تلك الانتخابات، ومن صاحب الحظ في الوصول إلى سدة الحكم .
فعلى ما يبدو أنه على الرغم من كل التكهنات التي يتم تداولها في الأوساط الشعبية الأميركية وكل الاصطفافات الشعبية التي تقف إلى جانب بايدن، من الممكن أن تحدث تغيرات غير متوقعة في الانتخابات القادمة ويتكرر سيناريو الانتخابات التي جرت عام 2016 عندما تقدم دونالد ترامب على هيلاري كلينتون.
فاستطلاعات الرأي بعد نجاح ترامب في انتخابات 2016 لم تعد مقياساً ومعياراً لتقدم مرشح على آخر في الانتخابات القادمة رغم التصويت الشعبي والتقدم الملحوظ في الأوساط الشعبية والذي يصب في صالح بايدن حالياً، ولحظة الحسم النهائي ستكون لجمع أصوات الهيئة الناخبة التي يحتاجها المرشح ليصبح رئيساً وليس للتصويت الشعبي إذ أن ترامب خسر في عام 2016 في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون، لكنه فاز بما يكفي من الولايات لجمع أصوات الهيئة الناخبة التي يحتاجها ليصبح رئيساً.
وعلى الرغم من تقدم بايدن حالياً على ترامب بتسع نقاط مئوية على الصعيد الوطني، بحسب معدلات الاستطلاعات التي نشرها موقع “ريل كلير بوليتيكس، لكن في الولايات المتحدة، يفوز المرشحون بالبيت الأبيض عن طريق الهيئة الناخبة، لا التصويت الشعبي.
وهذه السنة، يُنظر إلى ست ولايات على أنها أساسية للوصول إلى البيت الأبيض، هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وأريزونا وويسكنسن وبنسيلفانيا وميشيغان ، لكن إذا صحت الاستطلاعات، يبدو بايدن في وضع أفضل في هذا الصدد، على الرغم من أنه أحياناً ضمن هامش الخطأ، ويتراوح تقدمه بفارق يبلغ ما بين 1,7 نقطة مئوية في فلوريدا إلى 7,2 في ميشيغان.
وفي عام 2016 حدثت أخطاء عشية الانتخابات الأميركية آنذاك، حيث توقّعت الاستطلاعات بشكل صحيح تقدماً طفيفاً لكلينتون على الصعيد الوطني، لكنها أخطأت في بعض ولايات وسط غرب البلاد المتأرجحة التي فاز فيها ترامب في نهاية المطاف، وفق ما أفاد كريس جاكسون من مركز “إيبسوس للشؤون العامة” فرانس برس.
هذه المرة ومع قرب الانتخابات تشير معظم معاهد الاستطلاعات إلى أنها أدخلت تصحيحات على منهجيتها العامة لاستبعاد أخطاء كهذه في الانتخابات المقبلة، وتجري استطلاعات باهتمام أكبر وبشكل أكثر تكراراً في الولايات الحاسمة التي لم تشهد ما يكفي من الاستطلاعات المرة الماضية.
إضافة إلى ذلك، يشير منظمو الاستطلاعات إلى ثبات النتائج هذه المرة. فمنذ الربيع، تقدّم بايدن بمعدل لم يتراجع إطلاقاً عن أربع نقاط مئوية.
وبناء على حسابات أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، سيفوز بايدن حتى ولو كانت الاستطلاعات الحالية في كل ولاية خاطئة بالدرجة نفسها التي كانت عليها قبل أربع سنوات.
بالمحصلة وبالرغم من الغموض الواضح وعدم وضوح الصورة بشكل جلي بخصوص الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة فإن سياسة ترامب الفاشلة في إدارة الملفات الداخلية والخارجية قد تنهي مستقبله السياسي وحلمه في الوصول إلى كرسي الرئاسة مجدداً.