الثورة أون لاين – سامر البوظة:
تتحضر بريطانيا للخروج فعلياً من الاتحاد الأوروبي مع نهاية العام الجاري دون تحقيق أي تقدم في مسار المفاوضات المتعثرة بينهما بسبب الخلاف حول ثلاث نقاط جوهرية, كانت ولا تزال عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق يحدد أطر التعاون المستقبلي فيما بينهما لمرحلة ما بعد “بريكست”, وهي إمكانية وصول الأوروبيين إلى المياه البريطانية للصيد والضمانات التي ستعطيها لندن في مجال المنافسة العادلة وكيفية معالجة الخلافات في الاتفاق المستقبلي.
وعلى الرغم من إعلان الطرفين استعدادهما تكثيف المحادثات بينهما قبل نحو شهرين, إلا أنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى صيغة للتفاهم وحل الخلافات, ولا يبدو أنهم سيتوصلوا, خاصة مع تعنت كل طرف وتمسكه بشروطه في تقديم أي تنازلات, وسط تبادل الاتهامات فيما بينهما حول المماطلة في المفاوضات والدفع بها نحو مخاطر “عدم الاتفاق”, على الرغم من التداعيات الكارثية لذلك على اقتصادات الطرفين التي تعاني أساساً جراء أزمة “كورونا”.
وفي ظل تلك المعطيات يبدو أن الأمور تسير بقوة نحو هذا الاحتمال, ويبدو أن الطرفين قد أيقنا ذلك وسلما بالأمر الواقع, وبدؤوا يتحضرون فعلياً لذلك, وهو ما يؤكده تصريح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال, الذي دعا اليوم المملكة المتحدة إلى الامتناع عن التركيز على “أساليب التفاوض” في محادثاتها التجارية للمرحلة التالية للخروج من الاتحاد الأوروبي المتعثرة حاليا فيما تقترب مهلة نهايتها، وصب اهتمامها بدلاً من ذلك على النتائج.
حيث أعلن ميشال من البرلمان الأوروبي أن أمام المملكة المتحدة الآن خياراً هاماً عليها اتخاذه من أجل مستقبلها, الأمر لا يتعلق باختيار أساليب للتفاوض، بل يتعلق بنموذج المجتمع ونموذج الاقتصاد الذي تريده في مستقبلها.
وانتقد رغبة لندن بالدخول إلى السوق الموحدة الأوروبية مع التمتع في الوقت نفسه بقدرة على عدم الالتزام بمعايير ونظم الاتحاد الأوروبي حين يلائمها ذلك”، مشدداً على أنه لا يمكن لها الحصول على كل شيء.
وفيما المفاوضات متعثرة أكثر من أي وقت مضى، تدعو كل من لندن وبروكسل الطرف الآخر منذ أيام على اتخاذ خطوة لفك الجمود الحاصل.
ويطالب البريطانيون بـ “تغيير جوهري” في مقاربة الاتحاد الأوروبي، بمعنى أن يكون الأوروبيون أيضا على استعداد لتقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق، فيما يؤكد الأوروبيون منذ الخميس الماضي أنهم جاهزون للقيام بذلك.
وفي هذا السياق قال بارنييه اليوم: من البديهي أن أي اتفاق دولي ستترتب عليه قيود على الطرفين، مقبولة من كلاهما. وأضاف: رغم الصعوبات، الاتفاق في متناول يدنا إذا ما كنا، أي كلا الطرفين، مستعدين إلى العمل بشكل بناء في الأيام المقبلة لأن “الوقت محدود جداً”.
وازدادت مفاوضات بريكست الصعبة أصلاً, تعقيداً الخميس الماضي حين طلب الاتحاد الأوروبي من المملكة المتحدة تنازلات للتوصل إلى اتفاق تبادل تجاري حر خلال الوقت المتبقي، لتطبيقه اعتباراً من العام المقبل حين لا تعود القواعد الأوروبية صالحة للتطبيق في بريطانيا