الثورة أون لاين – اسماعيل جرادات:
شاركت وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية خلال الفترة بين 20-22 تشرين الأول/ 2020 عن بعد عبر برنامج زوم في الجلسة الاستثنائية لاجتماع التعليم العالمي 2020، والذي تنظمه اليونسكو افتراضياً، حيث قدم وزير التربية الدكتور دارم طباع رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو في الجمهورية العربية السورية في الاجتماع رفيع المستوى للجلسة الاستثنائية لاجتماع التعليم العالمي اليوم 22/10/2020، كلمة الجمهورية العربية السورية جاء فيها:
يشرفني أن أمثل بلادي سورية في أعمال الجلسة رفيعة المستوى لاجتماع التعليم العالمي 2020 الذي يُشكّل فرصة استراتيجية لنا جميعاً للحفاظ على الالتزامات بالتعليم، وتوسيع نطاقه كطريق أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وهي مناسبة أشكر من خلالها اليونسكو وجميع الشركاء في تنظيم هذا الحدث العالمي المهم، وأثني على الأفكار القيّمة التي طرحت، وأتفق مع معظمها لجهة مواجهة خطر فايروس كورونا وآثاره في قطاع التعليم، والخطوات المقترحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأؤكد أن سورية إضافة إلى مواجهة هذا التحدي الكبير، تبذل الجهود، وتحشد الطاقات المتاحة وطنياً لمواجهة تداعيات الحرب الظالمة، والعقوبات الاقتصادية، والحصار الجائر بحقها منذ عشر سنوات، والتي أعاقت العملية التنموية بشكل مباشر وحاد، وأثّرت على جميع مرافق الحياة للمواطن السوري بما في ذلك التعليم؛ الذي تُعدّ بلادي سورية رائدة فيه على المستوى العربي.
وأضاف: نرحب بالتوصيات التي سنخلص إليها في ختام الاجتماع، والتي يجسدها هذا الإعلان العالمي المهم، وزدنا يقيناً بعد الاطلاع على مضمونه ومناقشته بأننا متوافقون مع الخطوات العالمية، وسنقوم بالتحقق من إجراءاتنا الوطنية التي تكفل تطبيقه، ومستعدون للانخراط في أي مراجعة عالمية للالتزامات الضامنة لإتاحة فرص التعليم للجميع ومدى الحياة، وضمان ردم الفجوة الزمنية في مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030م، كما أن حكومة بلادي تبذل جهودها بتوجيه الإرادة السياسية العليا، لضمان حق التعليم الذي كفله الدستور لجميع الأبناء، وتحرص على النأي بالقطاع التربوي من الوصول إلى أزمة مباشرة تشكل كارثة على الأجيال القادمة، مؤكداً أن نسبة الإنفاق على التعليم المخصصة وطنياً تحاكي النسب المعمول بها عالمياً، لافتاً إلى أن وزارة التربية في سورية حددت في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها بلادي استراتيجية وطنية للتعليم تأخذ بالاعتبار بدائل التعليم والتعليم الافتراضي عن بعد، والاستمرار في تطبيقها رغم ضيق ذات اليد.
وأكد الوزير طباع الحرص على تكامل الأدوار بين الطالب والأسرة والمجتمع لضمان نتائج التعليم، ومراعاة قضايا المواطنة والمساواة بين الجنسين والإدماج والشباب والمرأة والإعاقة، والتمسك بالإجراءات الصحية الاحترازية الضامنة لسلامة الأبناء والمعلمين (من افتتاح آمن للمدارس، ومراعاة قواعد النظافة الشخصية، والتعقيم، والتباعد المكاني، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي)، مرحِّباً بالتعاون مع اليونسكو كبيت خبرة في مجال الاختصاص والانفتاح على الخبرات والتجارب الرائدة التي تقودها المنظمة في مجالي مواجهة الفيروس، وضمان تحقيق التنمية المستدامة، منوهاً إلى الجدية في إعداد التقارير الوطنية التي تؤكد متابعة استخدام طرائق التعلم البديلة ونتائجها على استمرار العملية التعليمية وتعويض الفاقد التعليمي للأبناء، موضحاً أن هذه الالتزامات لا تخص فقط القطاع التربوي والمعلمين فيه، بل هي مسؤولية رسمية ومجتمعية وإنسانية عامة، تتطلب منا جميعاً بذل الجهود لإنتاج مزاج عام ووعي شعبي يؤمن بتكامل الأدوار وتقاسم المسؤوليات.
واختتم حديثه قائلاً: إننا في وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية من هذا المنبر العالمي نتطلع من المجتمع الدولي ومنظماته إلى مراجعة أخلاقية وموقف إنساني موضوعي حيال ما يجري بحق بلادي وشعبها، ونأمل من اليونسكو توجيه نداء ودعوة صريحة عالمية تطالب فيها الدول الأعضاء بالتدخل وبذل الجهود لوقف الاعتداءات ورفع العقوبات وأشكال الحصار الجائر المفروض بحق بلادي وشعبها، فضلاً عن دعم مبادراتنا الوطنية التي تضمن حق التعليم للجميع، وتلبية الاحتياجات والخدمات الأساسية للمواطنين، وتأكيد المضي قدماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يُذكر أنه تمّ في هذه الجلسة الاستثنائية لاجتماع التعليم العالمي يومي ٢٠-٢٢/ تشرين أول/٢٠٢٠ مناقشة موضوعات حماية التمويل المحلي والدولي للتعليم، وإعادة فتح المدارس بشكل آمن، والتركيز على الشمولية والعدالة والمساواة بين الجنسين، وإعادة التفكير في التعليم والتعلم، وتسخير الحصول على تكنولوجيا التعلم وخدمات التواصل بشكل متساو، لتحقيق أجندة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بجودة التعليم، والاتفاق على مذكرة مفاهيمية يتبناها التحالف العالمي للتعليم الذي أطلقته اليونسكو في شهر آذار الماضي ويضم (150) دولة ومنظمة عالمية لدعم إعادة افتتاح المدارس بشكل آمن لضمان استمرار التعليم في ظل جائحة كورونا.
واُفتتح الاجتماع بمداخلات المديرة العامة لليونسكو، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس وزراء النرويج، ووزير تربية غانا ووزير الخارجية والتنمية البريطانية، بمشاركة ملكة بلجيكا، ورؤساء دول: البرتغال، جمهورية كولومبيا، كينيا، أنغولا، ناميبيا، ورؤساء حكومات: إيطاليا، المغرب، إسبانيا،
ونائب رئيس وزراء أوزبكستان، إلى جانب ضيوف خاصين وممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ووزراء التربية والتعليم لعدد من الدول العربية والعالمية.
وشارك في الاجتماع أمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو، ومديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، ومديرو الصحة المدرسية، والمعلوماتية، والتوجيه، وعدد من العاملين في اللجنة الوطنية والمكتب الصحفي في الوزارة.