الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
يبدو أن العودة إلى مفاوضات سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا وسط خلافات متصاعدة مع دول حوض نهر النيل باتت ضرورة تمليها الحاجة إلى توصل لاتفاق يرضي كل الأطراف المعنية، في ظل مخاوف من تفاقم حدة التوترات الحاصلة، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة على خط المفاوضات، وإطلاق الرئيس دونالد ترامب تهديدات مبطنة قد تدفع الطرف الإثيوبي نحو المزيد من التعنت، وبالتالي عدم الوصول إلى نتائج تراعي مصالح الأطراف الأخرى.
رئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوسا قال إن المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن سد النهضة على النيل الأزرق ستستأنف يوم غد الثلاثاء، بعد نحو شهرين من انسحاب مصر من المحادثات.
وفي بيان له اليوم قال رامافوسا: “استئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة.. هو إعادة تأكيد للثقة التي لدى الأطراف في عملية المفاوضات التي تقودها إفريقيا”.
من جانبها أعلنت وزارة الري السودانية أن وزراء خارجية السودان ومصر وإثيوبيا سيعقدون اجتماعا الثلاثاء برعاية الاتحاد الإفريقي، وقالت في بيان لها اليوم الاثنين: “يعقد وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعا غدا الثلاثاء 27 تشرين الأول برعاية الاتحاد الإفريقي لبحث سبل استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي بدعوة من دولة جنوب إفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي”.
وأضاف البيان “السودان سيشارك في اجتماع الثلاثاء للتباحث حول طرق تفاوض مغايرة لتلك التي اتبعت في الجولة الماضية بمنح دور أكبر وأكثر فعالية للخبراء والمراقبين”.
ويأتي استئناف المفاوضات بعد يومين من استدعاء إثيوبيا للسفير الأمريكي بسبب ما وصفته بأنه “تحريض على الحرب” بين إثيوبيا ومصر من الرئيس ترامب، بشأن الخلاف بين الدول الثلاث بشأن ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله.
وكان ترامب قد دعا يوم الجمعة إلى اتفاق بين البلدين، لكنه أضاف إن الوضع خطير وإن القاهرة قد “تفجر ذلك السد”.
وقال ترامب أيضا إن إثيوبيا خرقت اتفاقا توسطت فيه الولايات المتحدة لحل النزاع، مما أجبره على تقليص التمويل المخصص لهذا البلد.
وخفضت الولايات المتحدة 100 مليون دولار من المساعدات لإثيوبيا في سبتمبر بسبب موقفها من سد النهضة.
وقال نواب إثيوبيون اليوم الاثنين، إن “لا قوة على وجه الأرض” ستوقف استكمال السد وإنهم مستعدون للدفاع عنه من الهجمات الداخلية والخارجية على حد سواء حسب تعبيرهم.
وانسحبت مصر، التي تحصل على أكثر من 90% من إمداداتها من المياه العذبة الشحيحة من نهر النيل في آب الماضي بعد أن اقترحت إثيوبيا جدولا زمنيا جديدا لملء السد، وهي تخشى أن يدمر سد النهضة اقتصادها.
وبدأت إثيوبيا ببناء السد منذ 2011. ويتوقع أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا.
ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيله، لكنها أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.