الثورة أون لاين :
استقال جوسيب ماريا بارتوميو من رئاسة نادي برشلونة الإسباني في قرار تأخر كثيراً، كما أجمعت وسائل الإعلام الإسبانية، بعد تراكم العديد من المشاكل في عهده، وفضّل الانسحاب قبل أن يكون أول رئيس للنادي الكاتالوني يغادر بسحب الثقة.
وأراد بارتوميو تجنب الإذلال الأخير بالخروج من الباب الخلفي، عقب موافقة 20 ألف عضو على اقتراع حجب الثقة منه ومن مجلسه.
وأنهى بارتوميو فترة فوضوية، خاصة في عامه الأخير، على كل المستويات الرياضية والإدارية، وخرج الفريق الأول للبارسا خالي الوفاض دون أي لقب في الموسم الماضي، لأول مرة منذ سنوات طويلة، وتعرض لهزيمة كارثية 2-8 من بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.
وتوقع الغالبية استقالة بارتوميو بعد هذه النكسة، لكنه تمسك بمقعده لحين إجراء انتخابات في آذار القادم ، لكن الضغوط كانت أكبر منه، وقاد الحملة ضده ليونيل ميسي الهداف التاريخي للنادي.
وارتكب بارتوميو كوارث على مستوى الصفقات، بعد إنفاق نحو 400 مليون يورو على لاعبين لم يقدموا إضافة حقيقية حتى الآن، مثل فيليب كوتينيو وعثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان وفرينكي دي يونغ.
واعتاد البارسا الفشل في دوري الأبطال مؤخراً، وخرج بعد ريمونتادا كارثية أمام روما ثم ليفربول، قبل الانهيار أمام بايرن، ما دفع ميسي لطلب الرحيل، ودخل في حرب مع الإدارة طيلة الصيف، قبل أن يقرر البقاء لعدم خوض معركة قضائية ضد ناديه المفضل، كما يعتبر بقاؤه انتصاراً بعد رحيل بارتوميو، الطرف الثاني في النزاع مع ميسي.
ودمر بارتوميو اقتصاد برشلونة عبر تدليل اللاعبين بتجديد العقود ورفع الأجور في فترات خارج الميركاتو، في محاولات غير مجدية لكسب الولاء، وعندما تضرر من أزمة كورونا دخل في حروب معهم لخفض الأجور أكثر من مرة.
ولم يشعر اللاعبون بحرج في انتقاد بارتوميو ومجلسه بشكل علني، وكان ميسي قاسياً في الهجوم عليه عند الإعلان عن استمراره لموسم آخر مع الفريق، وتبعه جيرارد بيكيه.
وخسر برشلونة 100 مليون يورو بسبب الأزمة المالية الأخيرة خلال الوباء، لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت فضيحة (بارسا جيت).
واتهم بارتوميو بإهدار أموال النادي عبر توجيه شركة لإدارة الحسابات عبر الإنترنت لمهاجمة رموز النادي، مثل ميسي وجوسيب غوارديولا وتشافي هرنانديز، وتجميل صورة بارتوميو.وبعد انكشاف الفضيحة، استقال 6 من أعضاء مجلس بارتوميو، وواجه صيحات استهجان في نيوكامب، مع رفع رايات بيضاء تطالب برحيله.وحاول بارتوميو الصمود في آخر معركة بمنع اقتراع حجب الثقة، بعد توجيه اتهامات بتزييف الأصوات، لكن في النهاية رضخ ورفع راية الاستسلام، في إعلان لانتصار ميسي.