الثورة أون لاين:
تكثف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاستيطان في مدينتي القدس المحتلة والخليل بالضفة الغربية بهدف تهويدها وطمس هويتها العربية الفلسطينية وتزوير معالمها التاريخية لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية بدعم من الولايات المتحدة فيما يلتزم المجتمع الدولي الصمت ويتجاهل التزاماته تجاه الشعب الفلسطيني بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدوليةالتي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وتطالب بوقفه.
باب الخليل أحد أهم الأبواب التاريخية للبلدة القديمة في القدس المحتلة والمدخل الغربي لقلعة القدس يتعرض لحملة تهويد شرسة كما يقول مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لمراسل سانا حيث يعمل الاحتلال على تغيير معالمه ضمن مخطط خطير يهدف لتزوير تاريخ وجغرافية وحضارة القدس وطمس رموزها المسيحية والعربية الإسلامية.
وأوضح خاطر أن الاحتلال ومنذ العام 2010 ينفذ بخطى متسارعة مخططاته لتهويد البلدة القديمة فإلى جانب الحفريات تحت الأرض قام بنقل حجارتها التاريخية والأثرية واستبدلها بحجارة جديدة بهدف تغيير واجهتها الحضارية وطمس النقوش والرسومات العربية التاريخية الموجودة على واجهات أبوابها وفي أزقتها ومبانيها الأثرية.
من جانبه قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان وجدار الفصل العنصري صلاح الخواجا إن مخطط التهويد الذي يستهدف باب الخليل وقلعة القدس هو عملية تزوير للمشهد الحضاري للقدس المحتلة.
وأضاف إن سور القدس التاريخي الذي يقع في البلدة القديمة ويمتد على طول نحو 4 كيلو مترات ويبلغ ارتفاعه 10 أمتار ويضم 15 بابا “يتعرض لمذبحة حضارية” على يد الاحتلال الذي أزال كل الرموز العربية لطمس الهوية التاريخية للقدس الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” لحماية البلدة القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وأشار الخواجا إلى أن المخططات التهويدية التي تستهدف البلدة القديمة في الخليل لا تقل خطورة عن تلك التي تستهدف البلدة القديمة في القدس المحتلة حيث أعلنت سلطات الاحتلال مؤخراً مخططا لإقامة عشرات الوحدات الاستيطانية في سوق الحسبة التاريخي ومحيط الحرم الإبراهيمي الذي يتعرض كذلك لعملية تهويد ممنهجة تصاعدت بشكل خطير في الآونة الأخيرة في ظل الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال ومخططاته التوسعية الاستعمارية.
مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان أشار إلى أن تنفيذ المخططات الاستيطانية الجديدة في قلب الخليل سيؤدي إلى هدم عشرات المحال التجارية والاستيلاء كذلك على كل المساحة التي تقع بمحاذاة سوق الحسبة التاريخي الذي سيقيم الاحتلال مخططه الاستيطاني على أنقاضه في أوسع عملية تهويد يتعرض لها وسط الخليل منذ احتلالها عام 1967.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن عمليات الاستيطان والتهويد التي تشهدها المعالم التاريخية والأثرية والحضارية في مدينتي القدس والخليل تكرار لنكبة عام 1948 فيما المجتمع الدولي صامت على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة إن استيلاء الاحتلال على أراضي الفلسطينيين وهدمه منازلهم وتهجيرهم يظهر الشركة الكاملة بينه وبين الإدارة الأمريكية التي تسابق الزمن من أجل تنفيذ مخططات الضم الاستعمارية التي يواجهها الفلسطينيون وسيبقون بكل ثبات وصمود دفاعا عن أرضهم ووجودهم.