الثورة أون لاين -بقلم مدير التحرير: بشار محمد
يتباكى الغرب اليوم مندداً بالتطرف الديني ويطلق ساسته تصريحات الدعم والتكاتف في وجه مايسمى “الإرهاب” الذي ضرب النمسا بالأمس وقبلها فرنسا وسابقاً عواصم غربية متعددة متناسين أنهم من دعم هذا التطرف بالمال والسلاح وهيأ له البيئة المثالية للعبور عبر الحدود.
الإرهاب أداة شر وقتل صنعتها ومولتها ووضعت أسسها الاستخبارات الاميركية، وأيدتها صاغرة مطيعة الدول الغربية ونقلت هذا الفكر الإرهابي عبر الحدود إلى المناطق التي تخالف إرادتها لترهب الشعوب وتكسر إرادتها وتسلبها قرارها.
الإرهاب الذي نقاومه ونحاربه في سورية والمنطقة والذي مولته القيادة الأميركية والغربية واحتكر قيادته رأس النظام التركي الإخواني أردوغان وفتحت له المطارات وأنفقت مليارات الدولارات لتمويله وتحركت ماكينات إعلامية عالمية وإقليمية لدعمه وتحسين صورته وإظهاره بلبوس المدافع عن حقوق الشعوب المستضعفة يرتد اليوم على داعميه ويضرب عواصم الغرب “فطباخ السمّ لابد أن يتذوقه”.
حملات الدعم الغربية لمكافحة الإرهاب كذبة سمجة ونفاق غربي جديد يضاف لرصيد الغرب المتشدق بالحريات وحقوق الإنسان فهو من رضخ لابتزاز أردوغان بقضية اللاجئين، وهو من مول ونقل المتطرفين من ديارهم ويرفض عودتهم وهو من تراخى عن دعم وتمويل أردوغان لجماعات ومدارس دينية أنتجت فكراً متطرفاً حاقداً والإسلام منه براء.
الغرب التابع يدفع اليوم ثمن سياساته العمياء خلف الأميركي المشغول بانتخابات قد تكون استثنائية بالنظر للتهويل من تبعات نتائجها على لسان ترامب، وهذا الغرب مطالب بإعادة النظر بسياسته الخارجية والداخلية، وباتخاذ قرارات حاسمة وقاطعة بالتعاطي مع الداعم الأول لفكر التطرف في العالم نظام أردوغان وبتطبيق القوانين الدولية التي وضعت تجفيف منابع الإرهاب وتمويله في سلم الأولويات لا محاصرة الشعوب وفرض إرهاب اقتصادي عليها.
الإرهاب لادين له والإرهاب ليس إسلامياً كما يحاول ماكرون تصويره وكما تسعى الصهيونية العالمية لتعزيزه في العقول لتحقيق أجنداتها، فالتطرف ضدها وضد سياستها إرهاباً والتطرف ضد الدول التي ترفض الانصياع لإرادتها وإرادة سيدها الأميركي لايوسم بالإرهاب بل بثوار الحرية التي يدعون أنهم أهل لها.