الثورة أون لاين- راغب العطيه:
انعكست مخاوف الكيان الصهيوني من نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، ممارسات عدوانية متصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة على صعيد الاستيطان والضم، الأمر الذي أدى إلى تهجير وتشريد مئات الفلسطينيين نتيجة هدم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم في الأغوار والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وتجلت هذه المخاوف بشكل مطالبات ملحة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من بعض المسؤولين الإسرائيليين بتطبيق خطة الضم فوراً ودون تأخير، لأنهم يرون أنه بمرور كل يوم تزداد الأمور صعوبة، في إشارة منهم إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وخوفهم من هزيمة ترامب الذي كرس سنين ولايته الأربع في خدمة كيان الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتوسعية.
وجاءت مطالبات الضم الفوري التي وردت على لسان ما يسمى رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية في كيان الاحتلال يوسي داغان، وعضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، بحسب ما نقلته إذاعة جيش العدو لتؤكد من جديد أن الكيان الصهيوني ماض في مخططه التهويدي، وقول سموتريتش: “في حال خسر ترامب سيتعيّن علينا الضغط على نتنياهو لتطبيق إجراءات الضم وتثبيتها قبل وصول جو بايدن إلى الرئاسة”، يكشف بأن ترامب هو الداعم الأساسي لهذا المخطط العدواني ضد الفلسطينيين، ولكن هذا لا يعني بأن يكون بايدن أقل منه دعما لجرائم الكيان الصهيوني، ومخططاته التوسعية.
ورداً على الأعمال العدوانية الإجرامية الأخيرة التي طالت ممتلكات عشرات الأهالي من قرية حمصة البقيعة في الأغوار وحظائر حيواناتهم ومواشيهم دعت القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة إيفون هيلي: كيان الاحتلال إلى وقف أعمال الهدم غير القانونية على الفور، وقالت في بيان لها: أذكّر جميع الأطراف بأن التدمير الشامل للممتلكات والتهجير القسري للأشخاص المحمّيين في منطقة محتلة يشكلان انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة”، مشيرة إلى أن ضعف السكان يزداد تعقيدا مع بداية فصل الشتاء وجائحة كـوفيد-19 المستمرة.
وبخصوص الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف أكدت هيلي أنه تم هدم 689 حتى الآن خلال عام 2020 ما يشكل أكبر عملية هدم منذ عام 2016، وهو ما تسبب بتشريد 869 فلسطينيا، مشيرة إلى أن عمليات الهدم تُعتبر وسيلة أساسية لخلق بيئة مصممة لإكراه الفلسطينيين على مغادرة منازلهم.
بالتوازي جاء موقف الاتحاد الأوروبي حيال عمليات الهدم والتدمير للمنازل والممتلكات الفلسطينية خجولاً، على الرغم من أن هذه العمليات العدوانية طالت مبان ومؤسسات يمولها الاتحاد الأوروبي وبعض دوله منفردة بشكل إفرادي.
وقول المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل بيتر سانتو اليوم الخميس: إن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم المباني الفلسطينية يشكل عائقا أمام حل الدولتين، لا يسمن ولا يحمي الفلسطينيين من مخاطر إجراءات الاستيطان المتسارعة، من دون اتخاذ أي موقف أوروبي حازم يردع الانتهاكات الصهيونية المخالفة للقرارات الدولية.
وما نشره تقرير مركز الدراسات والتوثيق الفلسطيني عن نتائج الاعتداءات الصهيوني خلال شهر تشرين الأول المنصرم يؤكد للقاصي والداني بأن الكيان لا يعير أي اهتمام للمجتمع الدولي ولا لمنظماته المختصة، حيث أكد التقرير أن نتائج الانتهاكات الصهيونية خلال الشهر الماضي فقط هي شهيدين و450 معتقلا وهدم 59 منزلا والمصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية.
أما في جديد الاعتداءات المستمرة ضد الفلسطينيين فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، بلدة سبسطية شمال محافظة نابلس، وأغلقت الموقع الأثري أمام المواطنين، كما اعتقلت الليلة الماضية وفجر اليوم 18 فلسطينياً بينهم طفل من الضفة الغربية، نصفهم من محافظة طولكرم.