الثورة أون لاين _ مريم إبراهيم
بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يصادف الرابع عشر من تشرين الثاني كل عام ، تقام العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة بهدف تنبيه الناس حول داء السكري ، حيث يعرف الأطباء هذا المرض انه اضطراب استقلابي يتظاهر بارتفاع سكر الدم وإصابات تشمل كافة أجهزة الجسم ، ويسبب الكثير من الاختلاطات للمريض .
الدكتورة هناء الغانم رئيسة الجمعية السورية لداء السكري اختصاصية غدد صم وسكري بينت في لقاء للثورة أن هناك العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة المتعلقة بمرض السكري هدفها تنبيه الناس حول داء السكري ، وتشمل هذه الفعاليات إقامة المؤتمرات والندوات الطبية التوعوية والمباريات الرياضية واللقاءات التوعوية عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ، وحملات مجانية عدة للقيام بتحليل سكر الدم في الشوارع من أجل التوعية بداء السكري وأخطاره .
وأشارت أن سورية منذ العام ١٩٧٥ منتسبة لاتحاد جمعيات السكر العالمية ، ففي مجموعة الدول الكبيرة استطاعوا ان يأخذوا من هيئة الأمم المتحدة اعترافاً بأن السكري مرض ووباء مزمن وبحاجة للعلاج ، ويجب التنبيه له ، وحددوا الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي للداء السكري ، ومنذ عام ٢٠٠٧ اتخذوا شعاراً جماعياً هو حلقة زرقاء ، أي الحلقة التي تجمع العالم في فكرة خطر الداء السكري .
وذكرت الغانم حسب الإحصائيات أن كل ١١شخصاً بينهم مريض سكري ، وفي المنطقة التي تتبع لها سورية وهي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقال إن نسبة السكري هي تسعة بالمائة غير أنه لاتوجد إحصائيات دقيقة لدينا ، وفي منطقتنا تبين الدراسات أن إصابات النساء بالسكري أكثر قليلا من إصابات الذكور وبكل الأعمار ، كما أن الوفيات بسببه عند النساء أكثر من الرجال ، والإصابات القلبية اكثر عند النساء المصابات بالداء السكري ، إضافة لخطورة ارتفاع سكر الدم اثناء الحمل وفيه خطورة على المرأة والجنين والتوعية حوله مهمة جدا .
وأضافت الدكتورة الغانم أنه في كل عام يتم تحديد شعار لليوم العالمي للسكري مثل التنبيه حول الإصابات العينية او القدم السكرية والتوعية حوله ، أو السكري والعائلة ، فكل مريض سكري بالعائلة ممكن وجود عوامل وراثية أو بيئية ترفع خطورة حدوثه عن بقية أفراد العائلة ، ويجب دعم الشخص المصاب ومساعدته والانتباه لتحاليله .
ولفتت الغانم إلى أن الداء السكري ليس مجرد رقم فعندما يكون تحليل السكر ١٢٦ يشخص داء سكرياً ، وعندما يكون بين ١٠٠-٢٦ يدل ذلك على مرحلة ماقبل السكري واذا لم تعالج ّممكن ان تتطور لداء سكري صريح ، وهي مرحلة تحمل خطورة على الأوعية والشرايين والقلب لكن بنسب قليلة ، وعلاجها المشي والحمية ممايطبق على مرضى السكري تحت مسمى تعديل نمط الحياة من مشي وحمية وإيقاف تدخين ، مع إضافة منظم السكر للأشخاص البدينين والنساء ممن لديهم سكر حملي ، وصغار السن تحت عمر الأربعين .
– السكري وفائدة التمريض :
وأوضحت رئيسة الجمعية أنه يجب إجراء تحليل السكر لكشف الداء السكري لأن مقابل كل مريض سكري هناك مريضان لديهم داء سكري لايعلمون أنهم سكريون ، والحملة التي تقام في اليوم العالمي للسكري تتوجه لهؤلاء الأشخاص للانتباه ، وتحليل السكر ، وتسمى المجموعات عالية الخطورة وهي كل شخص عمره فوق ٤٥سنة أو كل شخص عمره أقل من ذلك بدين وعنده عامل خطر مثل قصة عائلية للداء السكري أو ارتفاع ضغط ، أو مشاكل في الشرايين ، أو اضطرابات شحوم ، أو سيدة عندها سكر حملي ، أو ولادة لطفل وزنه اربعة ونصف كيلو ، أو فتاة عندها مبيض متعدد الكيسات لأن هذا كله يشكل عامل خطر ، موضحة أن عنوان الحملة لهذا العام هو السكري وفائدة التمريض حيث تركز على أهمية مجموعة التمريض في ضبط السكري لأن الطبيب وحده غير كاف ، وأن دور كادر التمريض المتابع والمهتم والمثقف هام في إعطاء الأدوية للمرضى والنصائح التغذوية ، إذ تعد مجموعة التمريض هي الجهات الراعية التي تساعد الأطباء ليحصل مريض السكري على أفضل رعاية ويتجنب مضاعفات المرض .
– مرضى السكري وكورونا :
حول موضوع مريض السكري وفيروس كورونا بينت الدكتورة الغانم انه بوجود جائحة الكورونا لحظت الدراسات أن مرضى السكري ممن يدخلون غرف العنايات وبحاجة لمنفسة وتحدث لديهم وفيات هم ضعفا أو ثلاثة أضعاف المرضى غير السكريين ، إذ يعد مرض السكر عامل خطر كبير عليهم ، ويجب تقديم العناية المناسبة لهم ، ففي دول عدة مثل الصين مثلا هناك نسبة ٥-٢٠% ، وفي إيطاليا ١٧% ، وفي أمريكا ٣٣% ، مرضى بالعناية ، والذين توفوا هم مرضى سكريين نتيجة لما يحدثه السكري من اختلاطات وعائية وقلبية ونقص المناعة لأنهم معرضون أكثر من غيرهم للإنتانات والالتهابات حيث يكون لديهم استجابة مناعية سيئة ، كما أن مرضى السكريين ممن لديهم بدانة معرضين للخطر نتيجة الضعف في عضلات التنفس وحجم الرئة الفعال ، ويحدث لديهم توقف تنفس أثناء النوم إضافة لحدوث علاقة عكسية بين النسيج الشحمي والجهاز المناعي .
وأهم النصائح التي تقدم للمرضى السكريين بوجود جائحة كورونا هي ضرورة تأمين أدويتهم والمحافظة على ضبط السكر عبر التحاليل المتكررة وتأمين أدوية السكر واتباع التعليمات الصحية كالتباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات وغسل اليدين المتكرر والاتصال بالطبيب حين الحاجة ، فالوفيات اكثر عند مرضى السكري للنمط الأول من المرض حسب رأي الغانم ، فداء السكري يحدث اختلاطات أوعية اما مرضى السكري للنمط الثاني فهي أقل بعض الشيء ، لكن النمطين تقريبا يشكلان ثلث المرضى ممن يدخلون غرف العنايات وتحدث عندهم الوفيات لذلك يجب الانتباه لهم اكثر وحمايتهم وضرورة ان يكونوا واعيين اكثر حتى لاتحدث لديهم إصابة أو حرارة أو أعراض أخرى ، والاتصال بالطبيب للتأكد من عدم إصابتهم