الثورة أون لاين -حسين صقر:
تتّصف مهنة التمريض بأنها مهنة إنسانية ، وهي عبارة عن فن وعلم ينتهجه الممرض لتقديم الخدمات العلاجية للمريض بشكل خاص و المجتمع بشكل عام للحفاظ على صحة الفرد وبقائه سليماً ، كما يهدف التمريض إلى مراقبة الحالة الصحية للمريض خلال رقوده على سرير الشفاء والحد من المضاعفات التي قد ترافق المرض.
كما قد يهدف التمريض إلى الوقاية من الإصابة بمرض ما أو مد يد العون لتشخيص مرض مُعيّن وعلاجه والوقاية منه ، ما يعني أن التمريض مهنة شاقة ويواجه صاحبها مصاعب ومتاعب جمة ، بدءاً من احتمال الإصابة بالعدوى من الأمراض السارية ، مروراً بالجهد الذي يجب أن يبذله لمتابعة الحالات المرضية ، وليس انتهاء بالسهر والمناوبات والعمل أحياناً على مدار الساعة والقلق النفسي من المضاعفات التي قد تصيب المريض والحرص على شفائه .
– معاناة كبيرة
طبيعة العمل القاسية التي تواجه الممرضين دفعتهم لتساؤلات كثيرة ، لعل وعسى يلقون آذاناً مصغية لمعاناتهم ، ولاسيما أن ثمة مشكلات ومعاناة تواجههم لعدم إنصافهم حسب قولهم ، ولهذا لديهم جملة من المطالب تتعلق برفع طبيعة عملهم ، ومنحهم الحوافز ، وعدم التمييز بشريحة الرواتب ، حيث يقولون : إنه تم منح أطباء الطوارئ والتخدير والمعالجة والصيادلة وفنيو التخدير طبيعة عمل تتراوح بين ٧٥% و ١٠٠% شهرياً ، بينما استثنيوا هم من ذلك ، متسائلين لماذا ؟
العمل الشاق الذي يزاوله هؤلاء بحاجة لنقابة تنظمه وتراعي ظروفه ، خاصة وأنه يندرج في قائمة قانون الأعمال و المهن الشاقة لعام ٢٠٠٦ الذي أوقف العمل مع أنه يشمل كل ممرضي المشافي ، وهو ما دفع ومع كل أسف أو أجبر الممرضين على عمل إضافي ليسدون حاجاتهم ، وكان ذاك فوق طاقاتهم ، ما أدى إلى هدر طاقاتهم .
ويقول هؤلاء : إنه في عام ٢٠١٢ أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم ٣٨ القاضي بإحداث نقابة التمريض ، لكن حتى الآن لم يُفعل ، و لم يتم تشكيل النظام الداخلي و المالي لها ، و لم يتم انتخاب نقيب للتمريض ، بينما يوجد مجلس مؤقت منذ عام ٢٠١٦ .
ويضيف هؤلاء أنه من الحقوق الأخرى التي لم يحصلوا عليها حق الممرض في التوصيف الوظيفي و حق اللباس و حق الوقاية من الأمراض السارية والمعدية ، و حقه في الوجبة الغذائية ، وحقه في الحصول على الشهادات بعد انتهاء مدة الالتزام ، حتى باتت الضغوطات على الممرضين تتخذ جانبين أحدهما اقتصادي و الثاني معنوي .
– نقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة توضح :
ورداً على تلك التساؤلات و الاستفسارات قال هشام شهلة أمين السر العام لنقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة : لقد تفعَّل المرسوم بالقرار ١٥٧٣ بتاريخ ٤/٤/٢٠١٦عبر تشكيل مجلس مركزي لنقابة التمريض والمهن الطبية ، و أعطي هذا المجلس صلاحيات جيدة ، حيث تضمن إلزام الإدارات والمديريات التابعة لوزارات التربية والتعليم العالي و الصحة والدفاع و الداخلية واتحاد العمال بتنفيذ المرسوم ٣٨ لعام ٢٠١٢ .
وأضاف نحن كنقابة بدأنا بتاريخ ٥/٥/٢٠١٦ أول اجتماع ، و تم توزيع المهام فيما بيننا ، وكانت الخطوة الأولى تنسيب الاعضاء ، وتم تشكيل المجلس المركزي بالقرار المذكور آنفاً وتتألف بالإضافة لي كل من الزملاء يسرى ماليل ، ومحمد هادي مشهدية ، ومازن قناص ، وفراس الرفاعي ، و شهربانة الجردي .
وقال شهلة أن المهام الأساسية للمجلس تتضمن إلزام ذوي المهن الطبية والصحية الوارد ذكرهم بالمادة ٢ و التي تعرُّف بالمنتمين للنقابة والذين هم خريجو كليات التمريض والعلوم الصحية و المدارس الصحية والطبية و التمريض في سورية ، و هؤلاء ملزمون بالانتساب للنقابة ، كما تحل نقابة التمريض والمهن الطبية و الصحية محل نقابة القابلات والممرضات التي كانت موجودة في دمشق وحلب ، إلزام كل الإدارات في وزارات الصحة و التعليم العالي و التربية و الداخلية و الدفاع و اتحاد العمال بالتعاون مع المجلس المركزي لتنفيذ المرسوم ٣٨ لعام ٢٠١٢ ، و أعطي المجلس كافة الصلاحيات الإدارية و المالية لتسيير أعمال النقابة و التحضير لإجراء الانتخابات و إحداث فروع .
و أضاف شهلة أنه بدأ العمل بعد تنسيب الأعضاء في جميع المحافظات بالتعاون مع الزملاء هناك ، حيث لا يوجد فروع حتى تم تحديد الحد الأدنى لتشكيل الفروع في تلك المحافظات ، وبناء على ذلك تم تشكيل إحدى عشر فرعاً بالتعاون مع القيادات الحزبية إن كان في القيادة القطرية و فروع الحزب و ذلك عبر تفاوت زمني بين فرع آخر ، و تلك الفروع هي دمشق و ريفها و حلب وحماة و حمص و طرطوس و اللاذقية و القنيطرة و درعا و السويداء و دير الزور .
و بدأ العمل بشكل مجاني وتطوعي في كافة الفروع لأنه ليس لدينا أموال أو إيرادات ، ولا نتقاضى أي أجر .
و أشار شهلة إلى أنه صدر أكثر من كتاب يؤكد التعاون مع المجلس المركزي من القيادات ، حيث تعاونت بعض الجهات فيما لم تتعاون أخرى خلافاً لباقي الوزارات ، ولاسيما أن المجلس المركزي وجه كتاباً للوزارة بتاريخ ٦/٣/٢٠١٧ يوضح فيه مهام المركز و الصلاحيات الممنوحة له ، و ضرورة التعاون معه ، و تسوية أوضاع المهن وتسهيل أمور المجلس ، وذلك بعد أن تم تشكيل معظم الفروع وحسم مبلغ ١٠٠ ليرة سورية كرسم اشتراك ، وتم الحسم لمدة شهرين بعد تعميم الكتاب ، وتابع : لكن بعد شهرين من تعميم الكتاب صدر كتاب آخر لإلغاء الأول و إيقاف العمل فيه لأسباب لم نعلمها ، هو ما ساهم بتقليص عدد المنتسبين الذي لم يتجاوز عددهم١٧ ألفاً ، مذكراً بأن وزارات التعليم العالي و الدفاع و الداخلية و التربية تعاونت بشكل كامل ، وتم تسطير قرارات من قبل الداخلية بشأن القابلات ، و اعتماد التقرير الطبي الخاص بالولادات من القابلات التابعات لنقابتنا ، و تم طباعة التقرير الطبي الآمن أي غير قابل للتزوير ، وأعطي للقابلات ليتم العمل فيه .
وتابع شهلة إن عملنا مهني ونضالي بحت حسب تخويل المرسوم ، لكن مع كل أسف تمت عرقلة هذا العمل من قبل بعض الجهات ، في الوقت الذي تعمل فيه لتحقيق مطالب كوادرنا المهنية و الصناديق المحدثة كالصحة والضمان الاجتماعي والطبابة ونهاية الخدمة وغيرها .. والتي لا يمكن الحصول عليها بكبسة زر ، لأنها تحتاج لاشتراك وفترة زمنية محددة وخطوات وآليات معروفة .
وأشار شهلة أنه بالنسبة للأعمال الشاقة و الخطرة تم مؤخراً متابعة هذا الموضوع في التأمينات الاجتماعية بهدف دراسة الصيغة الأمثل وتشميل أكبر قدر من كوادرنا ضمن المهن الخطرة ، وتم التعاون معنا بشكل كبير .
وبشأن التوصيف الوظيفي قال شهلة : طالبنا لأن يكون توصيفاً وظيفياً حتى لمن لم يوصف مهنياً ، ذاكراً أن معاون وزير التعليم العالي قال : إنه سوف يتم تشكيل لجنة للتوصيف الوظيفي ، وأن هناك دراسة لتوصيف كلية التمريض وخريجي مدارس ومعاهد التمريض و ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ، وأشار إلى وجود مشكلة حقيقة في هذا الموضوع وخاصة أنه لا يوجد توصيف لعملهم في المشافي ، ومن الطبيعي حسب المادة التاسعة بالمرسوم أن نشارك بالتوصيف الوظيفي لأننا أدرى بهموم ومهام كادرنا أكثر من أي جهة أخرى .
و بخصوص الوجبة الغذائية المخصصة إدارياً للعاملين في مجال الأشعة و الأعمال الخطرة ، ويحصلون عليها بشكل طبيعي لأنها من حقهم في القانون و ليس بمرسوم النقابة ، إلا أن بعض الممرضين العاملين في حقل الأشعة و لايحصلون على تلك الوجبة ، و هو موضع متابعة من قبلنا كي يحصلوا عليها ، وبيان الكتب الرسمية التي تؤكد عملهم في هذا المجال .
و بالنسبة للحوافز وطبيعة العمل بيَّن أنها أعطيت لكل من بقي على رأس عمله خلال الظروف الصعبة التي مارسوا عملهم بها ، ونحن كنقابة نطالب بمنح حوافز لكادرنا التمريضي ، وأن يتحقق العدل والإنصاف لكل الكوادر الأخرى العاملة تحت ظروف قاسية ، و لاسيما أن عدداً كبيراً من تلك الكوادر استشهد في تلك الحرب الإرهابية التي شنت على وطننا ، و نوَّه شهلة أنه لا يوجد واسطة نقل للنقابة حيث يضطرون لمتابعة عملهم على نفقتهم الخاصة ، و ينطبق ذلك على الجولات الخارجية إلى المحافظات ، وقال : إننا نعمل دون أي مقابل مادي وهذا ينطبق على جميع أعضاء المجلس ، منوهاً بحاجتهم لكوادر أخرى من أجل إتمام العمل بالشكل الأمثل.
– هموم نقابية
وحول هموم النقابة والمشكلات التي تواجهها ، طالبت نقيبة التمريض والمهن الطبية الصحية المساعدة يسرى ماليل بالعمل من أجل رفع شأن مهنة التمريض ، عبر تشجيع العمل بهذه المهنة ، والسعي لتوفير العمل للأعضاء ، وتقديم خدمات اقتصادية واجتماعية ومادية ومعنوية ، والسعي للاستفادة من معاش الشيخوخة والعجز الصحي وتعويض الوفاة والزواج والمساعدة في حالات المرض والحوادث ، وتنمية صناديق الأندية .
وأكدت ماليل على ضرورة تشجيع البحث العلمي ، من خلال الأبحاث والترجمة وإصدار الكتب الصحية ومجلة علمية لرفع المستوى العلمي والمهني للأعضاء ، كما أكدت على ضرورة المساهمة في تحديث وتعليم المناهج بكليات ومدارس ومعاهد التمريض في سورية .
وأشارت ماليل إلى أهمية تحديث التشريعات والأنظمة المتعلقة واعتماد الخطط الجديدة في المجال الصحي ، وإحداث شواغر جديدة ، وزيادة عدد الكليات للارتقاء بالمهنة ، والانتساب للاتحادات الدولية للمهن الصحية عربياً ودولياً ، بالإضافة لإيجاد فرص عمل لخريجي التمريض ، ولاسيما أنه يوجد نقص شديد بالمشافي والمراكز الصحية .
وأوضحت ماليل أنه تم وضع نظام داخلي ومالي يخدم كل المهن ، لكنه لم يطبق حتى الآن ، خاصة وأن نقابة التمريض مدرجة ضمن النقابات المهنية .
وأكدت ضرورة الدعوة لتشكيل هيئة عامة من الصحة والتعليم العالي والخدمات الطبية والقطاع الخاص والدعوة لمؤتمر تأسيسي ، وقالت ماليل : إنه تم وضع ميثاق إخلاقيات المهنة صدر عن اتحاد الممرضين والممرضات العرب برعاية وزارة الصحة ، وتم الحصول على البورد العربي لشهادة التمريض والقبالة ، والانضمام لاتحاد التمريض العربي ، والحصول على وسام القبالة وكانت سورية عاصمة للتمريض عام ٢٠١١ .
ونوَّهت ماليل إنه تم إرسال مذكرة إلى مجلس الشعب من النقابة لإحداث وفتح مجالات لتعيين بدل متسربين من الكادر ، علما أنه لدينا أربع كليات تخرِّج كادراً ممتازاً ولايوجد لهم اي توصيف أو ملاكات في وزارة الصحة ، لذلك نتمنى فتح الملاكات وإلزامية تعيين خريجي معاهد وكليات التمريض لأن مشافينا بحاجة لهذا الكادر