الثورة أون لاين – سهى درويش :
تطوير قدرات المرأة وتنمية مهاراتها لجعلها عنصراً فاعلاً وقادراً على العطاء مهمة أخذها المجتمع المحلي على عاتقه في ظل الظروف القاسية التي خلفتها الحرب الإرهابية من دمار وتشريد وخراب للبنى الاقتصادية والاجتماعية فرضت واقعاً مختلفاً جعل البحث ضرورة للتغلب على المعوقات واضطرت العديد من النساء للبحث في تحسين واقعهن اقتصادياً واجتماعياً.
وهذا ما لمسناه خلال معرض “نبض حلب” الذي يقيمه اتحاد حرفيي حلب بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية والذي يقام في المنارة المجتمعية على أرض سوق الإنتاج ، حيث تناغم الفن والمهارة بلمسات سيدات امتهن حرفاً مميزة تعود عليهن بالفائدة المادية والمعنوية وفق ما أشارت إليه السيدة نور سويد وهي ربة منزل وتعمل بتغليف الهدايا والطباعة والصناعات اليدوية والتي بدأت عملها منذ ثلاث سنوات كموهبة ثم احترفت المهنة من خلال تأسيسها ورشة صغيرة وتطوير عملها ، وتمنّت السيّدة سويد أن تقام المعارض بشكل دوري ولو لمدة يوم أسبوعياً مما يساهم في الترويج للمنتجات بشكل أوسع.
السيدة سمر رسول تعمل في تنسيق الزهور رأت أن هذه المعارض فرصة لتسويق المنتج والمساهمة في توفير دخل مادي.
المهندسة علياء ريحاوي تعمل في صناعة الحلويات والكروشيهات والصناعات اليدوية والتي تجاوز آلام الحرب ومآسيها من خلال العمل بأفكار قابلة للتطبيق واستثمارها لتحصيل دخل مادي وتوظيف الدراسة العملية مع الواقع المهني والتواصل مع سيدات محتاجات من خلال الجمعيات الأهلية وتدريبهن على حرف يستطعن العمل بها وتأمين معيشتهن.
السيدة زينب محمد نجار من منارة نبل تعمل بالإيتامين منذ عشرين عاماً ،وتجد أن هذا العمل فيه الكثير من المتعة كونه بحاجة لإبداع وأفكار مميزة ،إلا أن التكلفة العالية وارتفاع الأسعار جعلت من هذا العمل يشهد تراجعا في المبيع ،إلا أن حب الحرفة يجعلني أستمر بالعمل.
المعرض بمجمله طفت عليه اللمسات الأنثوية حيث شاركت فيه إحدى عشرة سيدة بإبداعات مميزة تمكنهن من تأمين مردود مادي على الرغم من صعوبة تصريف المنتج نظراً لارتفاع تكلفته وعدم وجود أسواق تستوعب كل المنتجات ،وجلّ مطالبهن إقامة معارض دائمة وبشكل متواتر وفي العديد من المحافظات للترويج والتعريف بالمنتج ،فمعظمهن يعرضن أعمالهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونها الوسيلة الأنسب والأوفر لهن.
تصوير : خالد صابوني
