الثورة أن لاين – رامز محفوظ:
يبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لم يستوعب حتى اللحظة حقيقة خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وبات في حالة هستيرية غير مسبوقة بعد صدور النتائج غير الرسمية التي مازال يشكك ويطعن بها.
ترامب المهزوم في الانتخابات فقد شعبيته في الداخل الأميركي نتيجة عربدته وسياسته الاستبدادية التي ثبتت بلاده في خندق الدول الداعمة للإرهاب، وعنصريته المفرطة التي طفت على السطح مؤخراً وراح ضحيتها العديد من المواطنين الأميركيين من ذوو البشرة الملونة، وكذلك فشله في إدارة العديد من الملفات الخارجية والداخلية والتي كان أبرزها ملف كورونا الذي حصد مئات الآلاف من أرواح الأميركيين وكانوا ضحية استهتاره وعدم اكتراثه لحياتهم .
وما يجري اليوم على الساحة الأميركية من حالات شغب وتصعيد من قبل مناصري ترامب كردة فعل على خسارته بالانتخابات، هي مسألة محبوكة بعناية ومن صنع ترامب الذي يحاول أن يفرض جوا من التوتر والخلاف والصدام بين أبناء الشعب الأميركي لتأخير عملية تسليم السلطة للرئيس المنتخب بايدن .
فالبلطجة ليست جديدة في عرف ترامب بل هي مزروعة في عقليته وفكره وسياسته التي انتهجها خلال حكمه التي لم تجلب للكثير من شعوب العالم التي عانت من قبح سياسته الإجرامية سوى الدمار والخراب والإرهاب الغير مسبوق .
العديد من المحللين والمطلعين على سير الانتخابات الأميركية الأخيرة تكهنوا بأن ترامب في حال هزيمته لن يتخلى عن كرسي الرئاسة بسهولة وسيطعن بنتائج الانتخابات التي صبت في صالح بايدن، وسيحاول المماطلة وخلق أجواء غير مسبوقة من التوتر والتصعيد في الداخل الأميركي بهدف تأخير عملية انتقال السلطة، وخلق حالة من عدم الاستقرار في الداخل لم تشهدها أميركا من قبل، وهذا ما حدث بالفعل مع مواصلة ترامب رفض التسليم بفوز بايدن وسط مسيرات حاشدة لمناصريه، حيث استمر اليوم الأحد الجمود السياسي الذي يؤخر المرحلة الانتقالية لتسليم القيادة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالتزامن مع تدفق الآلاف من أنصار ترامب لشوارع العاصمة.
كما رفض ترامب التسليم بهزيمته وواصل إدعاءاته دون سند عن حدوث تلاعب الأمر الذي عطل الإجراءات المعتادة للاستعداد لإدارة جديدة، فضلاً عن ذلك رفعت حملته دعاوى قانونية تطالب فيها بإلغاء نتائج الانتخابات في عدة ولايات دون أن تحقق نجاحا، ويقول خبراء قانونيون إنه لا توجد فرصة تذكر أن تغير هذه الدعاوى نتيجة الانتخابات التي جرت في الثالث من تشرين الثاني الجاري، وقال مسؤولون عن الانتخابات في الحزبين الديمقراطي والجمهوري إنه لا يوجد دليل على وقوع مخالفات كبيرة.
وسط هذه المعطيات التي تؤكد عدم وجود أي حالات غش أو تزوير بنتائج الانتخابات الرئاسية كما يزعم ترامب تظاهر آلاف من مناصريه السبت في واشنطن، في أجواء شهدت بعض الصدامات .
بدوره حذر جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق من أن ترامب لن يرحل بهدوء بعد خسارته الانتخابات الرئاسية وقد يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي الأميركي.
وكان ترامب قد تراجع عن كلامه الذي اعترف به لأول مرة بفوز بايدن في الانتخابات، مشددا على أن طريقا طويلا لا يزال أمامهما لتحديد الفائز.
وذكر ترامب في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” اليوم الأحد: “لم يفز (بايدن) إلا في عيون وسائل الإعلام الكاذبة، ولم أعترف بأي شيء، لا يزال أمامنا طريق طويل لقطعه.. كانت الانتخابات مزورة!”.
وفي تغريدة أخرى، جدد ترامب الادعاء بشأن “تزوير” نتائج التصويت، مضيفا: “نحن من سيفوز!”.
ويأتي ذلك بعد وقت قصير من نشر ترامب تغريدة كتب فيها أن بايدن “فاز لأن الانتخابات مزورة”، ما يمثل بالفعل أول اعتراف من قبل الرئيس الجمهوري بفوز منافسه الديمقراطي في التصويت.