الثورة أون لاين – لجينة سلامة:
حب المهنة والتخطيط لكل هدف مستقبلي والإبداع في إنجازه على أرض الواقع في الصف المدرسي لصالح التلميذ هي مبادرة وأي مبادرة.
الطموح والسعي لخلق طرائق تفاعلية مفيدة في إطار مساع جادة مع استثمار الانترنت ووسائطه المختلفة هي بحد ذاتها مبادرة أيضا .
النجاح مبادرة تقودك إلى خلق آفاق جديدة على مستوى العمل والمحيط وعلى مستوى المحافظة وأبعد من البلد الذي تعيش فيه .
يبدو لا بل بات بالإمكان التأكيد على أن السيدة عبير مبارك معلمة الصف الرابع بمدرسة الخنساء في محافظة طرطوس تمتلك من الطاقة والرغبة في العمل بمجالها ما يجعلها نابضة بالوطنية أولا وبالمهنية ثانيا وبالحياة ثالثا .هذه الأمور التي تتميز بها المعلمة والتي لم تثنيها الحرب ولا فترة الحجر ولا العطل الرسمية والصيفية عن التواصل باستمرار مع التلاميذ وأهاليهم من حرصها على متابعة الدروس وإنهاء محتوى المنهاج في الوقت المحدد كل ذلك بأسلوبها الخاص وبهيبتها التي تفرضها على التلاميذ ولا تفقد معها البوصلة فتجذبهم إلى الدرس بكل محبة وود وهدف منشود ضمن أجواء تحفيزية تنافسية من أجل التحصيل الدرسي المطلوب .
*بالصوت والصورة في الصف:
لقد لاقت المبادرة النوعية التي عملت عليها المعلمة عبير تشجيعا من وزارة التربية ممثلة بالسيد الوزير د.دارم طباع في لقائه معها باهتمام رئيسة المكتب الاعلامي بالوزارة د.ريما زكريا ,وقد شجع المعلمين والمدرسين على استخدام طرائق تعلم تفاعلية ممتعة ومحببة لدى المعلم وتحفز المبادرات الفردية على أن يراعى في أثناء تصميمها تناسبها وأهداف الموقف التعليمي لتحقيقه بأقصى فاعلية .
واعتادت المعلمة عبير على إعطاء دروس “تعلم عن بعد ” في فترة الحجر الماضية إضافة إلى نشاطها المميز في مجموعتي “الصناع الخالدون” و”سورية لنا “على الفيس بوك واهتمامها باللغة العربية الفصحى التي تعتمدها في الصف المدرسي وتشجع طلابها على ذلك خاصة وأنها تمتلك حسن الإلقاء بصوت تفاعلي هادف .كل ذلك ساعدها على النجاح في إنجاز مبادرتها بدعم من الأستاذ ماهر قريط عضو مؤتمر معلمي سورية .ذلك أن فكرة المبادرة تقوم على تحويل قصائد الفصل الأول في كتاب اللغة العربية من الصف الرابع ولاحقا قصائد الفصل الثاني إلى عروض تقديمية بالصوت والصورة تلقيها المعلمة عبير وتقدمها بوساطة الخلوي بعناية و دراية لتبدو العروض وكأنها وسيلة تعليمية بيد المعلم بطريقة محببة وسهلة وترسخ الفكرة في ذهن التلميذ الذي لم يعتاد على ذلك إلا أنها لاقت صدى جميلا و تفاعلا مميزا ضمن الصف المدرسي في عقله وقلبه وخلقت نوعا من الأجواء التنافسية التحريضية حيث إن بعض التلاميذ قام بإلقاء القصائد بطريقته هو والبعض الآخر تأثر بمعلمته فحاول أن يلقيها بطريقتها وفي الحالتين النتيجة مثمرة تعود بالفائدة على التلميذ أولا .كما أن المبادرة لاقت تجاوبا واسعا من بعض المعلمين خارج المحافظة .وهذا ساهم أيضا في دعم الهدف الأساسي للمبادرة في تمكين التلاميذ من اللغة العربية الفصحى خاصة في مسابقات رواد الطلائع واكتشاف مواهبهم وتنميتها ودعم شخصيتهم وكسر حاجز الخوف والخجل عندهم .
لغتنا العربية بأمان:
أعتقد أننا اليوم وقبل أي وقت مضى بحاجة لهكذا مبادرة خاصة وأن الجيل جيل “الفيس بوك” لم يعد يعطي اهتمامه للغة العربية الفصحى .فقد هجر الكثير من الناس اللغة وفصاحتها وصارت ثقيلة على مسامعهم .لذلك التمني كبير على أن تكون هذه المبادرة جسرا سالما لإعادة تصويب العلاقة بين التلاميذ ولغتهم العربية الفصحى وعلى الأخص في ظل سرقة وسائل التواصل الاجتماعي أوقات أبنائنا الطلبة وهوياتهم الوطنية.