رغم خسارته الانتخابات الرئاسية مازال الرئيس الأميركي العدواني المنتهية ولايته يتهرب من الإقرار بهزيمته، ويصرّ على ركوب رأسه والمضي بسياساته الإرهابية، مرة بتهديد العالم ووعيده، ومرة بالقول :إنه هو الفائز وليس خصمه الديمقراطي، ومرة بإطلاق الوعود لمناصريه بأنه سيحقق لهم المزيد من المفاجآت قبيل إعلان النتائج النهائية.
لكن اللافت قبل هذا وذاك هو قيام ترامب بجملة من الخطوات والتصريحات التي تشي بأنه قد يرتكب حماقات جديدة قبل مغادرته البيت الأبيض، وخصوصاً أن هناك مسافة زمنية ليست بالقليلة وتتعدى الشهرين ريثما يتم تسليم الإدارة الجديدة مقاليد السلطة.
فبعد أن أقال وزير دفاعه وقدّم إلى الواجهة عدداً من أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في خطوة تعكس الجنون كما وصفها خصومه الجمهوريون وأعضاء من حزبه الجمهوري أيضاً، عاد ترامب اليوم للتأكيد على استمرار سياساته العدوانية تجاه العالم عموماً ومنطقتنا على وجه الخصوص، فهو يستفسر من خبرائه ومستشاريه عن خيارات لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران قبيل مغادرته البيت الأبيض.
ورغم أن من اجتمع بهم ترامب بالمكتب البيضاوي، ومنهم وزير الدفاع الجديد بالوكالة كريستوفر ميلر ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، قد حذروه من أن مثل هذه الخطوة الرعناء قد تتسبب بانفجار كبير في المنطقة لا تستطيع الولايات المتحدة السيطرة عليه، إلا أنه لا يمكن لأحد التكهن عن السلوك الذي قد يتبعه مثل هذا الرئيس المهووس بالحروب والذي يتمتع بشخصية مريضة وغير متزنة.
من الواضح إذاً أن ترامب وفريقه من أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية لا يريدون التراجع عن سياسات الفوضى الهدّامة في العالم ومحاصرة الشعوب ونشر الحروب والإرهاب، ولا يفكرون بالاعتراف بهزيمتهم، ولا الإنصات لأي نصيحة من قبل مستشاريهم لأنهم امتهنوا الإرهاب والجريمة والفوضى والاستثمار بالأزمات.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة