الثورة اون لاين – السويداء – جودت غانم:
في سيناريو مشابه لمواسم الشتاء السابقة تزداد مخاوف الأسر في محافظة السويداء من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة فبعد مرور ثلاثة أشهر على بدء توزيع الدفعة الأولى إلا أن نسبة التوزيع لم تتجاوز 28% بواقع 200 ليتر وزعت لأصحاب البطاقات الأسرية المستفيدة.
من جهتها لجنة المحروقات الفرعية وفي ظل نقص كميات مازوت التدفئة الواردة للمحافظة، مع بدء انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير قررت توزيع كمية 100 ليتر لكل بطاقة أسرية بدلاً من 200 ليتر وتسريع التوزيع عبر ضغط كميات القطاعات الأخرى على أن يحتفظ المستحق بحقه بالمائة الثانية, ويبدأ توزيعها بعد الانتهاء من المائة الأولى، كما يتم إغلاق بطاقة كل من حصل على 200 ليتر حتى يتم توزيع نفس الكمية على باقي المستحقين.
كما قررت اللجنة إبقاء كمية ١٥% من كل طلب في محطات مدينة السويداء للحالات الخاصة ولمن يرغب بالحصول على مستحقاته بشكل مباشر ،ووضع كميات القطاع العام في محطة شركة المحروقات على أن توزع وفق الاحتياج الفعلي بأقصى ترشيد ممكن، إضافة لتخصيص 4 طلبات لمدينة السويداء وطلب واحد لبلدة الرحى و5 طلبات لباقي المناطق يومياً.
وحسب أرقام فرع المحروقات بالسويداء فإن إجمالي الكميات الموزعة منذ تاريخ 15 آب الماضي وحتى منتصف الشهر الجاري وصلت إلى حوالي 7 ملايين و296 ألف لتر، استفاد منها نحو 36480 أسرة من إجمالي عدد الأسر في المحافظة والبالغ نحو 130 ألف أسرة حصلوا على 200 ليتر, ما يعني أن أكثر من 90 ألف أسرة لم تحصل بعد على مخصصاتها وهي تشكل نحو 72 % من عدد الأسر في المحافظة, على حين الحاجة الفعلية لإكمال الدور الأول بمعدل 200 لتر فهي 19 مليوناً، علماً أن الطلبات الواصلة من مادة المازوت إلى المحافظة يومياً تصل إلى 15 طلباً، يتم تخصيص منها 6 إلى 8 طلبات للتدفئة, وعلى ضوء أرقام الكميات الواردة يومياً, فإن نسبة كبيرة من الأسر لن تحصل على مخصصاتها من المادة حتى منتصف الشتاء إذ تحتاج المحافظة إلى 850 طلباً خلال الشهرين القادمين لإكمال الدور الأول أي بمعدل 14 طلباً للتدفئة يومياً.
وعدا عن انخفاض نسبة التوزيع على الأسر, والتي تتطلب أربعة أشهر على أقل تقدير وبالتالي فإن موسم الشتاء يكون قد انتهى, فقد اشتكى العديد من المواطنين من الخلل والغبن بالآلية المتبعة من قبل اللجان خاصة في المدينة بتخصيص التوزيع للمعارف والاقارب. الأمر الذي أكده عضو مجلس مدينة السويداء أديب سرايا مبيناً أن الشكاوى صحيحة وهناك فعلاً سوء في التوزيع ضمن الأحياء بعد استلام المخاتير إدارياً التوزيع , حيث تم الاتفاق بداية التوزيع وفق مربعات في الأحياء وعدم الانتقال إلا بعد تأمين جميع الأسر بالمادة وفق تلك المربعات، علماً أن التوجيه كان بأن تكون الأولوية لمن لم يحصل على الدور الثالث للموسم الماضي وهذا الشرط لم يتحقق مع الأسف.
وفي بيئة جغرافية متل محافظة السويداء تعتبر 70% من مساحتها مناطق جبلية قارسة البرودة شتاءً, يبقى المواطن الفقير هو الحلقة الأضعف خاصة في ظل ارتفاع أسعار الحطب حيث يتجاوز سعر الطن الواحد 170 ألف ليرة, وزيادة التقنين الكهربائي, وعدم توفر مادة الغاز للاستهلاك المنزلي او للتدفئة, وهنا يكمن الحل الوحيد في زيادة الطلبات الواردة للمحافظة بما يغطي الكميات المطلوبة للتوزيع بشكل عادل.
السابق