الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
منذ انطلاقتها سعت الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد إلى إرساء دعائم الدولة الوطنية القوية القادرة على الصمود بوجه التحديات كافة، وإخراجها من حالة الارتهان للخارج التي سادت في فترات ما قبل التصحيح، وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وتحويلها إلى دولة فاعلة ورقم صعب في المعادلتين الإقليمية والدولية، قادرة على حماية حدودها والدفاع عن سيادتها.
وكان لحكمة القائد المؤسس حافظ الأسد العامل الأول في تعزيز مسيرة التصحيح السياسي والاجتماعي والاقتصادي فأطلقت الحركة التصحيحية مسيرة البناء الشامل الذي كان من أهم صروحه التركيز على تحقيق الاستقلال الناجز الذي يعني بناء اقتصاد مستقل ومجتمع وجيش قادرين على حماية هذا الاستقلال.
وحققت الحركة التصحيحية خلال خمسين عاماً على قيامها إنجازات مهمة على مختلف الأصعدة الثقافية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والعسكرية، وبنت القاعدة الصلبة للجيش العقائدي والدولة والمؤسسات، التي انتقل فيها الوطن إلى مرحلة جديدة من البناء والتطور والمكانة المتميزة والاعتماد على قدرات وإمكانات أبنائه وتطوير وتحفيز عوامل القوة والعطاء لديهم.
فكانت الحركة التصحيحية ثورة بناء وعمران ونهوض وطني وقومي بالاعتماد على طاقات الشعب المبدعة، ما أهّل سورية لتكون دولة فاعلة في المنطقة والعالم، وتكون قلب محور المقاومة لمشروعات الهيمنة الإمبريالية الأميركية الصهيونية الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين، فخاضت حرب تشرين التحرير بكل عزيمة واقتدار لمواجهة الصلف والعنصرية الصهيونية وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
كما قدمت سورية في ظل الحركة التصحيحية على الصعيد السياسي الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل نيلها صفة العضو المراقب في الأمم المتحدة، وانتزعت قراراً في قمة الرباط باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.
وخلال العدوان الصهيوني على لبنان عام 1996 أجبرت سورية العدو الصهيوني وأميركا على الاعتراف بالمقاومة الوطنية اللبنانية كطرف مدافع عن حقوق لبنان وأرضه والتفاوض مع حزب الله لانسحاب قوات الاحتلال من لبنان، فكان اندحار الكيان الغاصب من جنوب لبنان في العام 2000.
لقد استخدم أعداء الأمة في محاولاتهم للقضاء على الظاهرة الاستقلالية السورية كل ما لديهم من وسائل عبر الضغوط والمقاطعة ومحاولات الاحتواء الناعم عن طريق أدواتهم في المنطقة وعندما لم ينجح كل هذا جنّدوا كل ما يمكن تصوره من قوى العدوان قتلاً وتدميراً ومقاطعة دبلوماسية واقتصادية وتضليلاً إعلامياً منظماً لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر.
لكن نهج التصحيح وصمود الشعب العربي السوري الأبي خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري الباسل أثبت أنه أقوى من كل قوى الشر والعدوان.. واستطاع هذا الشعب وجيشه الوطني أن يدحرا الإرهاب عن معظم الجغرافيا السورية وهما مستمران اليوم بنضالهما حتى تحرير كامل سورية من الغزو والاحتلال والإرهاب.