حوار الحضارات أم صراع الحضارات؟ جدلية الحوار غير المتكافئ

 الملحق الثقافي: 

لا يزال الجدل قائماً حول العلاقة الجدلية التي يمكن أن تربط الشعوب ببعضها في ظل تكريس مفهوم القطب الواحد، والقوة المهيمنة التي تحاول أن تقتات على موارد الشعوب وحرياتهم، ومن أجل ذلك ظهر مفهوم حوار الحضارات وبعضهم يذهب إلى مفهوم صراع الحضارات لعدم توازن القوى بين تلك الشعوب المتحاورة.
إنها القضية القديمة الجديدة التي تناولها المحاضرون في الندوة التي حملت عنوان “حوار الحضارات أم صراع الحضارات” ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية في قاعة المحاضرات الرئيسة في مكتبة الأسد الوطنية، وشارك فيها د.خلف الجراد، ود. عاطف بطرس، والدكتور وائل بركات وأدار الحوار د. محمد الحوراني الذي افتتح الندوة بالقول:
إن فكرة الحوار والصراع الحضاري نشأت في البلدان العربية وبعض بلدان العالم، وكانت بمثابة رد فعل على مقولة “صدام الحضارات” التي نشرها المفكر الأمريكي “صموئيل هنتنغتون” ودافع عنها، وكان البديل للرد على هذه الفكرة هي الحوار الحضاري، فالحضارات تتحاور ولا تتصارع وأنه في خضم النزاعات والحروب بين الدول، فإنه يفرض علينا أن نعود إلى الدعوة لحوار الحضارات، لأننا إذا لم نبحث فيه فإننا سنذهب إلى صراع الحضارات، هذا الصراع الذي أسس له المستشرقون الصهاينة بدءاً من برنارد لويس وما تبعه، وبالتالي نحن أمام استحقاق إذا ما نجحنا نحن في الاشتغال عليه ومعالجته، فإنه ربما ينقذ الأمة من مخاطر كثيرة محدقة بها.
د. خلف الجراد: نحتاج حواراً متكافئاً
وفي مداخلته التي حملت عنوان” حضارات العالم، صراع وتنافس أم تفاعل وتكامل” بين د. خلف الجراد أن النقاشات والسجالات وانقسام الرؤى والتيارات والمنطلقات والمرجعيات في مسألتي “الصدام” أو الصراع الحضاري من جهة، والدعوات المطالبة ولأسباب مختلفة “للحوار الحضاري” ظهرت على شكل تنازع وتعدد واستقطاب على صعيد الحجج الثقافية مع نظائرها السياسية، كما أن المتابعة للتراكمات التي جرت في بعض المراكز البحثية العربية المتخصصة بهذا الموضوع، بينت مدى تسييس دعوات الحوار الآتية من الغرب، وتم توظيف الحوار وأجوائه في الاستراتيجيات الكلية، واعتباره أداة من أدوات إدارة السياسات الغربية برمتها، وقضايا الصراعات الممتدة بصفة خاصة.
وهنا طرح د. الجراد السؤال: ما جدوى الحوار مع الغرب إذن؟ فالحوار كما نفهمه ليس مجرد أداة من أدوات السياسة الخارجية، ولكنه بالأساس استراتيجية شاملة وتعبير عن رؤية معرفية ذات تأثيرات متعددة المستويات، ولاسيما المدنية والشعبية.
ويضيف: الاستراتيجية التي يمكن أن يستند إليها الحوار البناء، هي التي تبلور معالم الحركة العالمية من أجل التعايش الحقيقي والتعاون والتفاعل في ظل مبدأ التنوع الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي واللغوي.. ولكي تنجح هذه الاستراتيجية فعلا فإنه لابد أن تتوفر لها المقومات والعناصر التالية:
“ إن حوار الحضارات لا يمكن أن يتم بمعزل عن حالة ميزان القوى، وإذا كانت حالة الساحة الدولية تقدم لنا الآن قطباً واحداً يتمتع بمزايا كثيرة في مجال القوى المادية، فلا أقل من أن نحاول أن نتوازن معه فكرياً وقيمياً، وأن نساهم في التجديد الثقافي العالمي، ومن هذه العناصر أيضا ضرورة عدم الخلط بين موضوعات الحوارات السياسية وموضوع الحوارات الدينية والثقافية وبين الأبعاد الثقافية الحضارية لموضوعات سياسية.
ومطلوب من العرب ترتيب بيتهم الداخلي قبل الذهاب إلى الحوار الخارجي، ويستتبع ذلك أن نكون قادرين على أن ننقد أنفسنا في حوارات داخلية منظمة وجدية.
ولكن ومهما بذلت من الجهود يجب عدم التوهم بأن الغرب يمكن أن يتنازل ذاتياً عن الهيمنة والتفرد بقيادة العالم والتحكم بمصائر الأمم والشعوب، وفي اقتباسه لبعض آراء الباحثين المتخصصين يقول “إن حوار الأقوياء لن تكون نتيجته سوى المزيد من القيود والاستعباد والتبعية للضعفاء، وأن الأقوياء لا يتنازلون عن هيمنتهم وسيطرتهم وإملاءاتهم بالنوايا الحسنة والمواعظ الأخلاقية، وحب فعل الخير وتحقيق العدالة، وصون كرامات الشعوب وماضيها المجيد”.
د. عاطف بطرس: القوة المعرفية والوعي حاملا التقدم
وفي محوره “ الثقافة بين الانفتاح والانغلاق” يبين د. عاطف بطرس أنه في عالم اليوم الذي تستبيحه وسائل الاتصال والإعلام والتي تكون العقول وتحدد أمزجة المتلقي، بات من الصعوبة التقوقع والانغلاق في وجه ما يصدر من حزم المعلومات والمعارف والأفكار والآراء ونظم التفكير والثقافات المتنوعة، والمشكلة القائمة تكمن في عملية الاستقبال والاختيار: ماذا نأخذ من المصدر إلينا بكل ما يحمل من بريق التسويق والتشويق، وماذا نرفض؟.
وأضاف: لابد لعملية الاستقبال أن تخضع لأسس ومعايير تمليها متطلبات الحاضر واستحقاقات المستقبل، وهذه تحددها الإرادة والرغبة في الماهيات التي نسعى إلى تكوينها والمرتكزة على معرفة من نحن وما نريد أن نكون، ما يعيدنا إلى طرح سؤال الهوية في علاقاتها المتشابكة مع الآخر.
ويعرض بدوره إلى ثلاثة مواقف، الأول يقول بالانفتاح على العالم بكل أرجائه دون قيد أو شرط، وعلى كل ما يصدر وما ينتج دون غربلة أو تحليل لما هو مفيد وما هو ضار، والموقف الثاني يدعو إلى إغلاق الأبواب والاحتماء بالخصوصيات والموروث خوفاً عليهما من الضياع والذوبان تحت وهج وقوة وجبروت ما تنتجه الآلة المتقدمة في الدول المتطورة.
أما الموقف الثالث فيقول: علينا أن نتخلص من الثنائية الضدية القاتلة المبنية على أساس الانفتاح المطلق أو الانغلاق المطلق بالانتقال إلى النسبية والتعامل على أساس التقاطع والالتقاء بين الوافد بعد غربلته وبين المحلي بعد تخليصه مما علق به بفعل التقادم والثقل التاريخي في عملية تخصيب وتفاعل خلاق يحافظ على التنوع والاختلاف، ويخدم الخصوصية لنصل إلى مركب جديد يأخذ بأفضل ما في القديم من مكونات وعناصر، مستمرة في الحاضر وقابلة لخدمة المستقبل.
ويخلص بدوره إلى أن المعرفة قوة، وأن التقدم المعرفي لا يمكن امتلاكه إلا بالانفتاح على المنجز الإنساني المشترك في جميع مجالاته المعرفية، فلا حرية من دون وعي، ولا ديمقراطية مع التخلف الحضاري، ولاعدالة اجتماعية من دون مناهج وبرامج علمي لتحقيقها.
د. وائل بركات: هدفنا بناء ثقافة إنسانية
وأوضح د. وائل بركات دور الترجمة في الحوار بين الثقافات، فلولا الترجمة كنا نعيش شعوباً متصارعة لا يفهم بعضنا الآخر، فهي وسيلة إلزامية للتعرف على الآخر وتقبله بوصفه كياناً ثقافياً مختلفاً له حيثياته التي أسهمت في تكوينه الفكري والثقافي والحياتي، وبوصفه أيضا نظيراً وشريكاً يسهم بقسط في معمار الحضارة الإنسانية، وفي تشكيل الثقافة العالمية وليس خصماً أو عدواً يجب طمسه، وهي ضرورة لتعزيز التفاهم والحوار بين بني البشر، يعطي كل طرف ما عنده للآخر بأمل الوصول إلى ثقافة حضارية معرفية إنسانية غيرية راغبة في الحوار وعازفة عن الصراع.
وفي رؤيته يطرح د. بركات السؤال التالي: هل أسهمت الترجمة في تعزيز حوار حضاري، أم أنها على العكس أسهمت في تأجيج نوع من الصراع بين الحضارات المختلفة؟، ليجيب بأنها فعلت الأمرين معا، مثل رواية الكاتب الفرنسي هولبيك الذي يعلن في روايته “رضوخ”، وروايته “المنصة” صراحة كرهه للمسلمين، ويصل إلى نتيجة مفادها أن الصراع هو صراع العرق والدين، وقبلهما السيطرة على مقدرات الآخرين، وعلى طرق التجارة الدولية قديماً، وهو الاقتصاد حديثاً.
ويضيف: نحتاج لتحويل هذا الصراع إلى حوار لابد من الانفتاح المتبادل على الآخر، وإلى نزع فتيل التعصب الذي يؤجج الخلاف ويولد الكراهية والعداوة.
أما الاعتراف بالآخر فهو شرط أساسي ولا يغني عنه الاكتفاء بالذات فقط، لأن الكون قائم على التنوع والاختلاف، ولا يعني ذلك بالطبع اعتماد الصراع، بل رؤية التلاقي والاشتراك لبناء ثقافة إنسانية بالدرجة الأولى، تقي البشرية ويلات الحروب والدمار، إنها الإنسانية. الحلُّ لخلاصنا جميعا.

لا يزال الجدل قائماً حول العلاقة الجدلية التي يمكن أن تربط الشعوب ببعضها في ظل تكريس مفهوم القطب الواحد، والقوة المهيمنة التي تحاول أن تقتات على موارد الشعوب وحرياتهم، ومن أجل ذلك ظهر مفهوم حوار الحضارات وبعضهم يذهب إلى مفهوم صراع الحضارات لعدم توازن القوى بين تلك الشعوب المتحاورة.
إنها القضية القديمة الجديدة التي تناولها المحاضرون في الندوة التي حملت عنوان “حوار الحضارات أم صراع الحضارات” ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية في قاعة المحاضرات الرئيسة في مكتبة الأسد الوطنية، وشارك فيها د.خلف الجراد، ود. عاطف بطرس، والدكتور وائل بركات وأدار الحوار د. محمد الحوراني الذي افتتح الندوة بالقول:
إن فكرة الحوار والصراع الحضاري نشأت في البلدان العربية وبعض بلدان العالم، وكانت بمثابة رد فعل على مقولة “صدام الحضارات” التي نشرها المفكر الأمريكي “صموئيل هنتنغتون” ودافع عنها، وكان البديل للرد على هذه الفكرة هي الحوار الحضاري، فالحضارات تتحاور ولا تتصارع وأنه في خضم النزاعات والحروب بين الدول، فإنه يفرض علينا أن نعود إلى الدعوة لحوار الحضارات، لأننا إذا لم نبحث فيه فإننا سنذهب إلى صراع الحضارات، هذا الصراع الذي أسس له المستشرقون الصهاينة بدءاً من برنارد لويس وما تبعه، وبالتالي نحن أمام استحقاق إذا ما نجحنا نحن في الاشتغال عليه ومعالجته، فإنه ربما ينقذ الأمة من مخاطر كثيرة محدقة بها.
د. خلف الجراد: نحتاج حواراً متكافئاً
وفي مداخلته التي حملت عنوان” حضارات العالم، صراع وتنافس أم تفاعل وتكامل” بين د. خلف الجراد أن النقاشات والسجالات وانقسام الرؤى والتيارات والمنطلقات والمرجعيات في مسألتي “الصدام” أو الصراع الحضاري من جهة، والدعوات المطالبة ولأسباب مختلفة “للحوار الحضاري” ظهرت على شكل تنازع وتعدد واستقطاب على صعيد الحجج الثقافية مع نظائرها السياسية، كما أن المتابعة للتراكمات التي جرت في بعض المراكز البحثية العربية المتخصصة بهذا الموضوع، بينت مدى تسييس دعوات الحوار الآتية من الغرب، وتم توظيف الحوار وأجوائه في الاستراتيجيات الكلية، واعتباره أداة من أدوات إدارة السياسات الغربية برمتها، وقضايا الصراعات الممتدة بصفة خاصة.
وهنا طرح د. الجراد السؤال: ما جدوى الحوار مع الغرب إذن؟ فالحوار كما نفهمه ليس مجرد أداة من أدوات السياسة الخارجية، ولكنه بالأساس استراتيجية شاملة وتعبير عن رؤية معرفية ذات تأثيرات متعددة المستويات، ولاسيما المدنية والشعبية.
ويضيف: الاستراتيجية التي يمكن أن يستند إليها الحوار البناء، هي التي تبلور معالم الحركة العالمية من أجل التعايش الحقيقي والتعاون والتفاعل في ظل مبدأ التنوع الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي واللغوي.. ولكي تنجح هذه الاستراتيجية فعلا فإنه لابد أن تتوفر لها المقومات والعناصر التالية:
“ إن حوار الحضارات لا يمكن أن يتم بمعزل عن حالة ميزان القوى، وإذا كانت حالة الساحة الدولية تقدم لنا الآن قطباً واحداً يتمتع بمزايا كثيرة في مجال القوى المادية، فلا أقل من أن نحاول أن نتوازن معه فكرياً وقيمياً، وأن نساهم في التجديد الثقافي العالمي، ومن هذه العناصر أيضا ضرورة عدم الخلط بين موضوعات الحوارات السياسية وموضوع الحوارات الدينية والثقافية وبين الأبعاد الثقافية الحضارية لموضوعات سياسية.
ومطلوب من العرب ترتيب بيتهم الداخلي قبل الذهاب إلى الحوار الخارجي، ويستتبع ذلك أن نكون قادرين على أن ننقد أنفسنا في حوارات داخلية منظمة وجدية.
ولكن ومهما بذلت من الجهود يجب عدم التوهم بأن الغرب يمكن أن يتنازل ذاتياً عن الهيمنة والتفرد بقيادة العالم والتحكم بمصائر الأمم والشعوب، وفي اقتباسه لبعض آراء الباحثين المتخصصين يقول “إن حوار الأقوياء لن تكون نتيجته سوى المزيد من القيود والاستعباد والتبعية للضعفاء، وأن الأقوياء لا يتنازلون عن هيمنتهم وسيطرتهم وإملاءاتهم بالنوايا الحسنة والمواعظ الأخلاقية، وحب فعل الخير وتحقيق العدالة، وصون كرامات الشعوب وماضيها المجيد”.
د. عاطف بطرس: القوة المعرفية والوعي حاملا التقدم
وفي محوره “ الثقافة بين الانفتاح والانغلاق” يبين د. عاطف بطرس أنه في عالم اليوم الذي تستبيحه وسائل الاتصال والإعلام والتي تكون العقول وتحدد أمزجة المتلقي، بات من الصعوبة التقوقع والانغلاق في وجه ما يصدر من حزم المعلومات والمعارف والأفكار والآراء ونظم التفكير والثقافات المتنوعة، والمشكلة القائمة تكمن في عملية الاستقبال والاختيار: ماذا نأخذ من المصدر إلينا بكل ما يحمل من بريق التسويق والتشويق، وماذا نرفض؟.
وأضاف: لابد لعملية الاستقبال أن تخضع لأسس ومعايير تمليها متطلبات الحاضر واستحقاقات المستقبل، وهذه تحددها الإرادة والرغبة في الماهيات التي نسعى إلى تكوينها والمرتكزة على معرفة من نحن وما نريد أن نكون، ما يعيدنا إلى طرح سؤال الهوية في علاقاتها المتشابكة مع الآخر.
ويعرض بدوره إلى ثلاثة مواقف، الأول يقول بالانفتاح على العالم بكل أرجائه دون قيد أو شرط، وعلى كل ما يصدر وما ينتج دون غربلة أو تحليل لما هو مفيد وما هو ضار، والموقف الثاني يدعو إلى إغلاق الأبواب والاحتماء بالخصوصيات والموروث خوفاً عليهما من الضياع والذوبان تحت وهج وقوة وجبروت ما تنتجه الآلة المتقدمة في الدول المتطورة.
أما الموقف الثالث فيقول: علينا أن نتخلص من الثنائية الضدية القاتلة المبنية على أساس الانفتاح المطلق أو الانغلاق المطلق بالانتقال إلى النسبية والتعامل على أساس التقاطع والالتقاء بين الوافد بعد غربلته وبين المحلي بعد تخليصه مما علق به بفعل التقادم والثقل التاريخي في عملية تخصيب وتفاعل خلاق يحافظ على التنوع والاختلاف، ويخدم الخصوصية لنصل إلى مركب جديد يأخذ بأفضل ما في القديم من مكونات وعناصر، مستمرة في الحاضر وقابلة لخدمة المستقبل.
ويخلص بدوره إلى أن المعرفة قوة، وأن التقدم المعرفي لا يمكن امتلاكه إلا بالانفتاح على المنجز الإنساني المشترك في جميع مجالاته المعرفية، فلا حرية من دون وعي، ولا ديمقراطية مع التخلف الحضاري، ولاعدالة اجتماعية من دون مناهج وبرامج علمي لتحقيقها.
د. وائل بركات: هدفنا بناء ثقافة إنسانية
وأوضح د. وائل بركات دور الترجمة في الحوار بين الثقافات، فلولا الترجمة كنا نعيش شعوباً متصارعة لا يفهم بعضنا الآخر، فهي وسيلة إلزامية للتعرف على الآخر وتقبله بوصفه كياناً ثقافياً مختلفاً له حيثياته التي أسهمت في تكوينه الفكري والثقافي والحياتي، وبوصفه أيضا نظيراً وشريكاً يسهم بقسط في معمار الحضارة الإنسانية، وفي تشكيل الثقافة العالمية وليس خصماً أو عدواً يجب طمسه، وهي ضرورة لتعزيز التفاهم والحوار بين بني البشر، يعطي كل طرف ما عنده للآخر بأمل الوصول إلى ثقافة حضارية معرفية إنسانية غيرية راغبة في الحوار وعازفة عن الصراع.
وفي رؤيته يطرح د. بركات السؤال التالي: هل أسهمت الترجمة في تعزيز حوار حضاري، أم أنها على العكس أسهمت في تأجيج نوع من الصراع بين الحضارات المختلفة؟، ليجيب بأنها فعلت الأمرين معا، مثل رواية الكاتب الفرنسي هولبيك الذي يعلن في روايته “رضوخ”، وروايته “المنصة” صراحة كرهه للمسلمين، ويصل إلى نتيجة مفادها أن الصراع هو صراع العرق والدين، وقبلهما السيطرة على مقدرات الآخرين، وعلى طرق التجارة الدولية قديماً، وهو الاقتصاد حديثاً.
ويضيف: نحتاج لتحويل هذا الصراع إلى حوار لابد من الانفتاح المتبادل على الآخر، وإلى نزع فتيل التعصب الذي يؤجج الخلاف ويولد الكراهية والعداوة.
أما الاعتراف بالآخر فهو شرط أساسي ولا يغني عنه الاكتفاء بالذات فقط، لأن الكون قائم على التنوع والاختلاف، ولا يعني ذلك بالطبع اعتماد الصراع، بل رؤية التلاقي والاشتراك لبناء ثقافة إنسانية بالدرجة الأولى، تقي البشرية ويلات الحروب والدمار، إنها الإنسانية. الحلُّ لخلاصنا جميعا.

التاريخ: الثلاثاء1-12-2020

رقم العدد :1022

 

آخر الأخبار
مخبز بلدة السهوة.. أعطاله متكررة والخبز السياحي يرهق الأهالي عودة الحركة السياحية إلى بصرى الشام خبير اقتصادي لـ"الثورة": "الذهنية العائلية" و"عدم التكافؤ" تواجه الشركات المساهمة اشتباكات حدودية وتهديدات متبادلة بين الهند وباكستان الرئيس الشرع يلتقي وزير الزراعة الشيباني أمام مجلس الأمن: رفع العقوبات يسهم بتحويل سوريا إلى شريك قوي في السلام والازدهار والاقتصاد ... "الصحة العالمية" تدعم القطاع الصحي في طرطوس طرطوس.. نشاط فني توعوي لمركز الميناء الصحي  صناعتنا المهاجرة خسارة كبيرة.. هل تعود الأدمغة والخبرات؟ ترجيحات بزيادة الإمدادات.. وأسعار النفط العالمية تتجه لتسجيل خسارة تركيا: الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك مع سوريا "موزاييك الصحي المجتمعي" يقدم خدماته في جبلة تأهيل طريق جاسم - دير العدس "بسمة وطن" يدعم أطفال جلين المصابين بالسرطان اللاذقية: اجتماع لمواجهة قطع الأشجار الحراجية بجبل التركمان درعا.. ضبط 10 مخابز مخالفة تربية طرطوس تبحث التعليمات الخاصة بامتحانات دورة ٢٠٢٥ مُنتَج طبي اقتصادي يبحث عن اعتراف سوريا أمام استثمارات واعدة.. هل تتاح الفرص الحقيقية للمستثمرين؟ دعم أوروبي لخطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا