الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
الثقافة، كلمة تحمل في طياتها كلّ ما يخطر في بال الإنسان من مفاهيم هذَّبها العقل فارتقى، وارتقت معه المجتمعات الحاملة لكلّ القيم والأخلاق التي تنهض بالإنسان والإنسانية.
سوريّة.. كلمة لابد لكلّ من ينطقها، من أن يشعر بامتلاء المعنى بما يفيض ثقافةً ومعرفةً وفلسفةً وإبداعاً وسوى ذلك مما يستحضر آلاف الأعوام، إلى حاضرٍ مهما غفلت عين حقيقته، تبقى حضارته منارة للعالم الذي سعى لإغراقها في الظلام.
هكذا هي.. كلمة تعني وطن النور والإشعاع الكوني.. النور الذي انبثق منه فجعله مركز الحضارات التي أغنت التاريخ والعالم، بما لديها من إرثٍ دونته بأبجديةٍ عظيمة، هي هوية لكلّ سوري.
إنه أول الكلام، بل كل الكلام.. ذاك الذي نفخر به ونرتقي ونحتفي، بانتمائنا إليه على مدى العطاءات التي رسخت فينا حقيقة لايمكن التنكر لها، أو التغاضي عن كونها تضيء الحياة والعقول بالفعل والقول: «ثقافتي هويتي».
نعم نفخر، وليس فقط لأن هذا القول هو شعار احتفالات «أيام الثقافة السورية» وإنما أيضاً، لأنه ما نحتاجه في زمنٍ يسعى فيه أعداء حتى الحرف الأصيل، لمحو ذاكرتنا وتدمير حضارتنا، بل واغتيال ما لدينا من عقول رائدة في طاقاتها وعطاءاتها التنويرية.
هذا ما نحتاجه، ونسعى للحصول عليه بكل ما نملك من إمكانيات ومؤسسات ومراكز بحث وهيئات للفكر والثقافة، هذا ما نحتاجه في وطننا الذي سيبقى ساطعاً مهما ادلهم العالم، لطالما من قلبه انبثقت كل إشعاعات الحضارة.
سيبقى، وسنبقى، نقيم الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات التي تؤكد وترسخ وتؤسّس، لحاضر ومستقبل يستدعيا الماضي، فيتعانق التاريخ ويفوح عطر حضارته، التاريخ السوري، وعطر الحضارة التي خلدته.
التاريخ: الثلاثاء1-12-2020
رقم العدد :1022