الثورة أون لاين – دينا الحمد:
قبل الجولة الحالية لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور، المنعقدة منذ الاثنين الماضي في مقر الأمم المتحدة بجنيف (وهي الجولة الرابعة)، ومنذ اليوم الأول الذي عقدت فيه الجولات الأولى والثانية والثالثة لها في العامين الماضيين، بذلت سورية كل جهد لإنجاح عمل اللجنة والوصول إلى هدفها الوطني المطلوب من قبل السوريين، لكن واشنطن ومرتزقتها وأدواتها الإقليمية والدولية كانت تضع طيلة هذه الاجتماعات العصي في عجلاتها وتسعى إلى تفجيرها من داخلها.
ففي جميع هذه الجولات، ومنها الجولة الحالية، كان الجهد السوري منصباً على نجاح اللجنة في مهامها، انطلاقاً من تمسك كل الأطراف بمبدأ الهوية الوطنية الجامعة للشعب السوري، والتوافق على هذا المبدأ كمبدأ جوهري، ومن الأسس والمبادئ الوطنية التي يمكن أن تشكل الأرضية الراسخة لعمل اللجنة في المراحل اللاحقة كافة من عملها.
وترسيخاً لهذه البديهية الوطنية رفضت سورية أي تدخل خارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور لأن اللجنة، وباعتراف القرارات الأممية، هي بقيادة وملكية سورية، وطالبت سورية الأمم المتحدة بوضع حد للتدخلات الأميركية والغربية والإقليمية وعدم السماح لواشنطن وغيرها التدخل بعملها واجتماعاتها.
غير أن الولايات المتحدة وأدواتها الإرهابية مارسوا كل ما بوسعهم لتعطيل عمل اللجنة أو على الأقل محاولة إنتاج دستور على هواهم الاستعماري، فشوشوا على جميع اجتماعاتها، واجتمعوا مع أدواتهم ممن يسمون معارضة لتوجيههم بشكل سافر وعلني لرفض أي مبادئ وطنية يطرحها الوفد الوطني، ومحاولة فرض رؤاهم وأجنداتهم المشبوهة، والخروج دائماً على جداول الأعمال المتفق عليها مثل عدم السماح بمناقشة المبادئ الوطنية الأساسية، وطرح مبادئ أخرى وأمور تنظيمية ومواد صياغية تخالف المبدأ العام الذي يفترض باللجنة السير على هداه وجداول أعمالها.
واليوم، ومع مواصلة اللجنة اجتماعاتها في محطتها الرابعة، يؤكد الوفد الوطني على أهمية اعتماد موضوع عودة اللاجئين كمبدأ وطني جامع لما له من أهمية على مختلف الصعد وفي مقدمتها الصعيد الإنساني، وتركزت مداخلات أعضائه على أهمية توقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف واستثماره لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية على حساب استمرار معاناة المهجرين السوريين وسوء أوضاعهم المعيشية ووقف وضع العراقيل في وجه عودة اللاجئين إلى بلادهم والامتناع عن صيغ التخويف والترهيب التي تستخدمها بعض الدول لإقناع السوريين بعدم العودة، ناهيك عن أن الإجراءات والخطوات التي اتخذتها مؤسسات الدولة المعنية لتسهيل عودة اللاجئين ساهمت في عودة مئات آلاف السوريين إلى منازلهم بالرغم من العقبات التي تواصل وضعها الدول المعادية للشعب السوري لمنع هذه العودة وعلى رأسها فرض العقوبات والإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد السوريين الأمر الذي يعطل إعادة بناء ما دمره الإرهاب وتأمين سبل العيش الكريم.
ولطالما أكد الوفد الوطني خلال الجولات السابقة على ضرورة عدم التدخل الخارجي في عمل اللجنة، وأكد على المبادئ التي رسختها سورية والتي طالبت كافة الأطراف الدولية خلال كل الاجتماعات الدولية باحترام إرادة السوريين، لكن الولايات المتحدة وأدواتها حاولوا التشويش على عمل اللجنة لفرض أجنداتهم المشبوهة، وهاهم اليوم يكررون خطواتهم العدوانية بالأساليب ذاتها مع مواصلة اللجنة عملها في محطتها الرابعة.