الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود:
مرة جديدة تثبت السلطات الأوروبية وخاصة الفرنسية التي تدعي حين يتعلق الأمر بسورية احترامها وحرصها على الحقوق الصحفية والإعلامية وحرية التعبير تثبت ازدواجية تعاطيها وانتقائيتها في التعامل مع هذه القضايا.
فعندما تكون تغطية الأحداث على أراضيها وتمس بسمعتها، يختلف تعاطيها مع الحدث عنه عندما تكون هذه التغطيات مفبركة وتخدم أجنداتها وتسيء للآخرين وتشوه صورتهم وسمعتهم، فهي تنال الثناء وتقدم الجوائز لأصحابها.
وأصدق مثال على هذا السقوط الأخلاقي للدول الغربية في هذا المجال هو ما جرى مع الإرهابي أمير الحلبي الذي كان يعمل مع منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية، حيث تعرض لاعتداء عنيف من الشرطة الفرنسية أثناء قيامه بتغطية الاحتجاجات الفرنسية الأخيرة الرافضة لمشروع قانون الأمن الشامل، أما حين كان يعمل مع الإرهابيين فقد كانت فرنسا أول المدافعين عنه والمطبلين له ولتنظيمه الإرهابي.
والمثال الآخر أنه في فرنسا يتعرض أي إعلامي أو صحفي للضرب بعنف وبلا رحمة لأنه ينقل الحقيقة وبنفس الوقت فإن هذا الصحفي إن كان يخدم أجندات فرنسا أو حينما يفبرك القصص والروايات المسيئة لبلده وحكومته وشعبه تنهال عليه الجوائز ويعتبر بطلاً في نظر الغرب، فهل ثمة وقاحة أكبر من ذلك أو سقوط أخلاقي أكثر من ذلك.
الحلبي الذي عمل في حلب مع منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية إلى جانب جبهة النصرة الإرهابية وغيرها من الجماعات الإرهابية نال جوائز الغرب لأنه أساء لبلده، أما اليوم فقد انصب عليه غضب الغرب وعنف شرطته، لأن الحريات الإعلامية لديهم مجرد كذبة يتم تسويقها في منطقتنا للضغط على الدول والحكومات المناهضة لهم في إطار مشاريعهم التدميرية والتخريبية.
ما جرى مع الحلبي وغيره في احتجاجات فرنسا مجرد أنموذج مصغر عن الحرية الإعلامية الكاذبة التي يصدقها ويروج لها بعض الحمقى والمتآمرين في منطقتنا.. فالحرية الإعلامية عند الغرب لها صور متناقضة تتكيف مع مصالح الطبقة الحاكمة التي تدعم الإرهاب، تارة تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان والشعوب تارة أخرى.
يذكر أن المصور الذي تعرض لعنف الشرطة الفرنسية نال جائزة المرتبة الثانية لفئة “سبوت نيوز” لصور الصحافة العالمية “وورلد برس فوتو” في 2017، حيث كان يغطي أحداث حلب لمصلحة جهات معادية لسورية.
كما حصل على جائزة أخرى أيضاً “نظرة الشباب في سن الـ15” عن صورة التقطها لفرانس برس. واليوم هو طريح الفراش بسبب تصديقه لأكاذيب الحريات الإعلامية الغربية.