وكأننا في كابوس طويل ترفض أن تستيقظ منه أرواحنا المتعبة التي انهكها اليباب والقفر الذي لفها من كل جانب.
إنه لهيب الشتاء ولهيب الجسد الذي تساقطت فيه وريقات أرواحنا المسجاة على رصيف الغربة تنتظر قوافل العابرين الذين مروا يوماً من دروب الذاكرة الوعرة التي لم تكن مزروعة إلا بأشجار الفرح والأمل والحياة.
الوجوم والترقب لم يعد سيد المشهد فحسب، بل بات سيد كل شيء، حيث الحروف والكلمات لم تعد قادرة على التعبير عن حجم التعب الذي يغمرنا تارة ويغرقنا تارة أخرى إلى ما فوق آمالنا بخلاص يعيد لنا بعض ما فقدناه وخسرناه!.
هذا نقل حي ومباشر ولحظة بلحظة لذلك التعب الذي تلفنا أجنحته أينما ذهبنا، وهو غيض من فيض لا ينتهي من الفزع لا يزال ينتظرنا إن لم نسرع الخطا إلى خط البداية عندما كانت أحلامنا تراقص وتسابق أرواحنا على مضمار الفرح والأمل والحب!، وإن لم نحسم معركتنا الأهم مع مخلفات ونفايات الحرب التي تستهدفنا والتي ألقت على أرواحنا وأجسادنا كل أثقالها وأحمالها وأهوالها.
لا نعرف متى نصحو من هذا الكابوس، لكن الأمر لا يزال مرهوناً بإرادتنا وقدرتنا على النهوض ولا يزال مرهوناً أيضاً بقدرتنا على نفض غبار الحرب الإرهابية، بعد أن استطعنا نفض غبار الإرهاب.
عين المجتمع – فردوس دياب