هكذا طبقت فرنسا مفهوم “الحرية” المزيفة في سورية وهكذا قمعتها في باريس

الثورة اون لاين – عبد الحليم سعود:
على مدى نحو عشر سنوات من عمر الأزمة والحرب الإرهابية على سورية لم يتوقف الإعلام الغربي عن تزييف الحقائق على الأرض واختلاق الأكاذيب التي تناسب أجنداته التخريبية في سورية، مستخدما (جيشاً) من الإرهابيين والمرتزقة والعملاء المدربين لدى استخباراته ومؤسساته الإعلامية الشريكة بالحرب، تحت اسم صحفيين وناشطين إعلاميين من أجل مساعدته في قلب الصورة والحقائق على أمل اللعب بالرأي العام العالمي وتوظيفه في إطار الضغط على الدولة السورية من أجل إخضاعها للمشاريع الغربية الجهنمية المرسومة بخبث للمنطقة والتي شاهد العالم بعض تفاصيلها المروعة في أكثر من منطقة وأكثر من دولة عربية.. من ليبيا إلى اليمن وصولا إلى العراق وسورية..إلخ، ولعل أكثر ما كان يلفت النظر هو ذاك التعاون والتنسيق العالي والتماهي الكامل وتقاطع وترابط المصالح بين الحكومات الغربية والجماعات الإرهابية التي تنفذ المشروع التخريبي التدميري على الأرض، بالرغم من ادعاءات الغرب بأنه يحارب الإرهاب.
فمنذ بداية ما يسمى “الربيع العربي” في سورية آذار 2011 بدأنا نسمع عن “شهود عيان” و”ناشطين إعلاميين” و”ناشطين حقوقيين” و”مصادر خاصة” وما إلى ذلك من تسميات اخترعها الغرب وأدواته لتركيب المشهد المناسب الذي يخدم أجنداتهم.. ضمن جوقات الفبركة والتزييف الإعلامي في قنوات التضليل العربية كالجزيرة والعربية وأورينت… وشريكاتها في دول الغرب مثل فرانس 24 وبي بي سي البريطانية والحرة الاميركية ودي دبليو الالمانية… إلى جانب ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة “مراسلون بلا حدود” و”الخوذ البيضاء”.. إلخ، بحيث قامت الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا بتلميع أسماء بعض الإرهابيين المنخرطين في التزييف والتزوير مثل خالد صلاح وهادي العبد الله وغيرهما، وبحيث بات لكل قناة شريكة بسفك الدم السوري ناطقها الخاص أو مراسلها الخاص وشهود الزور الذين يزودونها بالأخبار الكاذبة والمختلقة، في حين يتبع كل واحد من هؤلاء إلى جماعة إرهابية لها تمويلها الخاص ودعمها الخاص من إحدى الدول المتورطة بالحرب على سورية.
سنوات من الحرب الإرهابية على سورية والغرب يعدّ ويتبنى الروايات المفبركة من قبل “الناشطين الإرهابيين” الموزعين بدقة في كل المواقع “وبعضهم خارج سورية” كحال المدعو رامي عبد الرحمن المقيم في مدينة كوفنتري ببريطانيا من أجل فبركة الأحداث المسيئة للجيش العربي السوري والدولة السورية وإعداد المسرحيات الكيماوية وتصويرها بمساعدة “الخوذ البيضاء” من أجل تحريض المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الحكومة والشعب والجيش في سورية.
آلاف القصص والروايات والصور المزيفة عكف هؤلاء “الإعلاميون” المزيفون على إعدادها وإنتاجها وتسويقها ضمن حرب الدعاية والتحريض الموجهة ضد الدولة والشعب في سورية، والكثير الكثير من الجوائز قدمت والكثير من المكافآت أغدقت على هؤلاء الإرهابيين، تارة لتشجيعهم على المزيد من الدعاية الكاذبة وتارة لتلميع صورتهم وتكريسهم كإعلاميين معتمدين من قبل باقي المؤسسات الإعلامية تحت عناوين مزيفة مثل الحريات الإعلامية وحرية الرأي والكلمة والتعبير، ولكن الحريات الإعلامية وحرية الرأي والكلمة والتعبير سقطت دفعة واحدة بالأمس في فرنسا عندما كان بعض هؤلاء الإرهابيين يغطون ويصورون الاحتجاجات في فرنسا ضد قانون “الأمن الشامل” المثير للجدل، ليتلقى هؤلاء درساً غربياً لا ينسى بخصوص “الحرية” عبر هراوات الشرطة التي قمعت المحتجين والإعلاميين على السواء بكل عنف في شوارع باريس، ليتأكد العالم مجدداً أن مفهوم الحرية عند الغرب ـ كما كل القيم والمبادئ المتصلة به – هو مفهوم نسبي يخضع للمصالح والأطماع والأجندات وليس مفهوماً مطلقاً يحظى بالحماية والاحترام والرعاية كما يتم التسويق له، ففي عرف الدول الغربية وسياساتها الاستعمارية تحظر كل الحريات والحقوق عندما تتعارض مع مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة هناك ويسود مكانها القمع المفرط والاضطهاد وكم الأفواه، أما حين يتعلق الأمر بسورية وباقي الدول المناهضة للأطماع والمشاريع الغربية فكل شيء مسموح به بما في ذلك العدوان المباشر والإرهاب والتدخل العسكري والحصار الاقتصادي والعقوبات إلى جانب التضليل والتزييف الذي يخدم أجندات المعتدين.
وللدلالة على أن مفهوم الحريات شديد الالتباس عند الحكومات الغربية وغير أخلاقي يسمح لبعض المؤسسات الإعلامية “مثل مجلة شارلي هبدو” تحت عنوان الحرية بالإساءة إلى معتقدات الآخرين والسخرية من الرموز المقدسة، في حين لا يسمح لمن أسيء إلى معتقداتهم ورموزهم المقدسة بالاعتراض أو التعبير عن رأيهم، ما فتح المجال أمام جماعات عنفية وإرهابية “مدعومة ومرخصة من الحكومات الغربية” للقيام بردات فعل مستنكرة أساءت إلى معتنقي الأديان وأصحاب العقائد أكثر مما أنصفتهم، وحرّضت المجتمعات الغربية على الإساءة إليهم والاعتداء عليهم وتعميم صفة الإرهاب، وهذا كله بفضل الازدواجية والتناقض في تطبيق مفهوم الحرية التي يتاجر بها الغرب خدمة لمصالحه وأجنداته.

آخر الأخبار
هل تصنع نُخباً تعليمية أم ترهق الطلاب؟..  مدارس المتفوقين تفتح أبوابها للعام الدراسي القادم عندما تستخدم "الممرات الإنسانية" لتمرير المشاريع الانفصالية ؟! محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة