حوار المتلقّي مع العمل الفنّي

 الملحق الثقافي:محمد بدر حمدان:

المتلقي أو المشاهد أو المحاور بصرياً، هو النقطة الثالثة المهمة في العملية الإبداعية التي تبدأ بالمبدع الفنان، وتمر بالعمل الفني الذي تم إبداعه وتنتهي بالمحاور قبل أن تبدأ مسألة النقاش والبحث والنقد والبناء الثقافي.
إن الجانب المدهش والمثير في الفنون وجملة الاستمتاع التي تمنحنا إياه، لا يبقى عند الأعمال التي تكون أقرب إلى التصوير وتكون شديدة الشبه بالواقع، بل يتعداه إلى جملة الفنون التي تنفذ بأساليب وتقنيات مختلفة عن التشبه ومحاكاة الواقع، ولأن الشكل بحد ذاته حين يكون متميزاً ويحمل معناه بشكل غير مباشر، ويكون برمزيته أو تعبيريته مفتاحاً لما يخفي في ملامحه، يستطيع أن يمنحنا لذة الاحتمال في اكتشافه، حيث يصبح الحوار ذاتياً ينبع من المتلقي الذي لا يستغني عن متعة الانتقال من عالمه إلى عالم آخر هو العمل الفني بحد ذاته. ذلك العالم المدهش الذي يجعله مستمتعاً في ذلك المشهد الذي أبدعه الفنان.

إن واحدة من أهم حالات الحوار بين العمل الفني والمتلقي، هو الإحساس المباشر الذي يبعثه صفاء اللون أو التقنية الماهرة التي يخلفها النحات على الرخام، أو ذلك الشعور بالراحة النفسية عند الوقوف وسط حديقة منظمة فنياً.

يقوم العمل الفني بإرسال تأثيراته على المشاهد، ومن أهمها المتعة الشخصية للمتلقي، وتحريض خياله وإدخاله في عالم يبعث في نفسه الراحة أو يدفعه إلى أحلام لم تكن في خاطره.
إن هذا الحوار يمنح المشاهد فرصة واسعة المدى للتواصل مع المشهد الفني، ما يؤدي إلى إغناء وعيه الثقافي وتحريضه للتأمل والتفكير، وهذا لا يتوفر أو يمكن أن يحصل إلا عن طريق الفن. إن تذوق الفن والاستمتاع به هو نتيجة الحوار الفعال من طرف المتلقي، حيث لا نكتفي بالقول إن الفنان لم يقدم عملاً مفهوماً أو ما شابه، إذ لا بد أن يحصل حوار مشترك حتى لو كان دون كلام أو كتابة، فليس كل عمل فني سهل الفهم كما أنه ليس كل عمل عصياً على الفهم، ولا يستطيع أحد أن يضع قاعدة لذلك لأن العمل الفني مفتوح الاحتمالات وهو بمنزلة سؤال واسع المدى، ولا يكون إجابة بل يمكن أن يكون مفتاح البحث والكشف.
إن المحاور الذي يهتم بالإبداع الفني ويشعر بحواره الخاص معه، يطلب المزيد من الإبداع، وهذا من صفات الإنسان الباحث عن الأجمل والاستمتاع بكل أوجه الجمال في الحياة، وهذه الرغبة في طلب الجديد من الأعمال الفنية تخبرنا عن سر التقدم الذي أحاط أساليب بناء الحضارة ومدنيتها، منذ بدأت الحياة على سطح الأرض.

التاريخ: الثلاثاء8-12-2020

رقم العدد :1023

 

آخر الأخبار
طلاب من حلب.. دروس على ضوء الشموع ومستقبل على حافة الانقطاع سوريا الجديدة.. عمل دؤوب لمواجهة التحديات وإعادة النهوض  أردوغان: سنستمر بدعم مساعي سوريا لمكافحة الإرهاب الأردن يعفي حافلات سورية من بدل دعم المحروقات شريطة المعاملة بالمثل 2,1 مليار ليرة لتأهيل بئر الدلافة في حضر توسيع التعاون الاقتصادي والاستثمار بحلب مع تركيا لمن لم يذكر ولن ينسى".. لتبقى الحكاية حاضرة عيادة متنقلة للهلال الأحمر بالقنيطرة يمنى برهوم.. حين تهمس المادة بصوت أنثوي مواطنون لـ"الثورة": زيادة الرواتب أثلجت الصدور وأفرحت القلوب الفن التشكيلي في عيون النقد.. الحمد لـ "الثورة": اللوحة وجبة دسمة تُغري للكتابة عنها تفجير كنيسة مار إلياس.. قراءة في رمزية المكان وتوقيت الهجوم ومآلاته تفجير الدويلعة يوحّد السوريين: دم واحد في وجه الإرهاب دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين