الملحق الثقافي:إياد البلال :
عندما تفكر أو تهمُّ بالبحث عن فكرة، أو تراودك أفكار ورؤى عليك صياغتها فنياً، فإن الفكرة الأولى التي تخطر ببالك، قد لا تكون لك. إنها تناص عن أفكار لأسلافك أو معاصريك.
من هنا يأتي دور البحث والتجريب. ذاك الذي أعني به، إعادة الصياغات، فالعمل التشكيلي وربما المنتج الإبداعي بالعموم، يمرُّ بمراحل كثيرة، عقلية وبصرية. من الحذف إلى الإطفاء، وعمليات كثيرة غيرها وقناعات ورؤية فردية.
إنّي من المعتدِّين بحياة كاملة للعمل الإبداعي، وسواء أكان ومضة أم فكرة، تنتهي على هيئة عملٍ مكتملٍٍ، وله ولادته وحياته. إنه مخاض العمل.
العامل الحاسم لعملٍ جيدٍ، هو ما يأخذ من روحك وشغفك، وما تنفثُ فيه من تفاصيلك. أي ما تشبعه منك.
طبعاً، للثقافة الدور الأكبر، وكذلك للمخزون البصري والفكر، وحقيقةً، هذه العوامل بمنزلة روافع عميقة للفن، مضافاً إليها امتلاك الفنان للغته الفنية الخاصة في أسلوبها وتعبيرها.
في كل مره تراودني أثناء فعل التشكيل الكثير من الرؤى والمشاعر والصور، وتأخذني بالتوالد إلى عوالمٍ أكثر إدهاشاً، حين تتكشَّف المنارات البعيدة عاكسة الضوء على فعل يديك. إنها توضِّح ما كان في خيالك عبارة عن صورٍ مبهمةٍ، يتحقق ويتجسد شكلها عبر هوية هي الخط والظلال والضوء والكتلة والفراغ والتعبير.
إن المتراكم بالتجربة، يمنح الفنان تلك المرونة بالأدوات وبآلية الصياغات. من هنا نقول: إن فلاناً خبير بـ كذا، والفن هو من يجعل الإدهاش مؤشراً إضافياً وموازياً للإبداع.
من هنا أيضاً، كنت أقول لطلابي: «غيِّروا زاوية الرؤية».
أنا أعمل كعينٍ لا تهدأ رمشاتها. تتدقق وتنفذُ للبعيد.. أعمل بقلبٍ يخفق بقوة، وبيدين هما في حالة رقصٍ دائم مع الصلصال..
التاريخ: الثلاثاء8-12-2020
رقم العدد :1023