بعد اعترافات “روته”.. لماذا صمتت “الجنائية الدولية”؟!

الثورة أون لاين – دينا الحمد:
ها هو رئيس الوزراء الهولندي “مارك روته” يعترف بدعم حكومته للإرهاب في سورية، ومدها التنظيمات المتطرفة، التي عاثت فساداً وقتلاً وخراباً وتدميراً ونشراً للفوضى الهدامة في سورية، بكل أنواع السلاح والعتاد والمال، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أين هي الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية من هذه الاعترافات الخطيرة التي تجزم بارتكاب تلك الحكومة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية؟!.
قبل الإجابة عن هذا السؤال الهام لا بد من العودة إلى تفاصيل ما اعترف به “روته” لندرك حجم الجريمة التي اقترفها هو وحكومته بحق السوريين، فقد أقر هذا الأخير بعرقلته تحقيقات لجنة تقصي حقائق تشكلت في البرلمان الهولندي قبل عامين بعد أن نشرت وسائل إعلام هولندية ملفات تكشف تورط حكومته بدعم التنظيمات المتطرفة على مدى عدة سنوات، وتزويدها لهم بمعدات تكنولوجية خاصة بالاتصالات وبعتاد عسكري لوجستي ومئات الشاحنات والآليات المختلفة.
وفي التفاصيل نجد أن “روته” تدخل شخصياً لعرقلة تلك التحقيقات، وتعمد إخفاء الأسرار التي تثبت تورطه بشكل مباشر مع الإرهابيين، وانتهاكه الفاضح للقانون الدولي والهولندي، وخصوصاً أن التنظيمات التي قام بدعمها مادياً ولوجستياً مصنفة على لوائح التنظيمات الإرهابية من قبل النيابة العامة الهولندية قبل غيرها كالأمم المتحدة.
المفارقة الصارخة هنا أن الحكومة الهولندية، مثلها مثل بقية حكومات الغرب الاستعماري المنضوية تحت ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، باتت تخترع الأكاذيب للدفاع عن نفسها، فتتذرع تارة بأن التحقيق سيؤدي إلى فضح معلومات سرية هولندية غير مسموح بتسريبها، ومرة بأن تسريبها يضر بالتحالف الدولي المزعوم لمحاربة تنظيم “داعش” المتطرف بقيادة أميركا.
لكن الحقيقة التي يمكن لنا البوح بها من دون أدنى تردد أن هذه الذرائع كاذبة وهدفها التعمية عن جرائم حرب، وأن عدم قول الحقيقة يعود إلى أنها ستعري جرائم ذلك التحالف الاستعماري بحق السوريين وتدميره لمدنهم كما حدث بالرقة بحجة مطاردة تنظيم داعش المتطرف والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وفي عودة إلى السؤال المطروح الذي يشير بالبنان إلى صمت الأمم المتحدة عن جريمة الحكومة الهولندية، وسكوت أجهزتها المختلفة وبقية المنظمات الحقوقية الدولية عنها، وخصوصاً صمت المحكمة الجنائية الدولية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما يمس الأمر دولا وحكومات لا ترضى عنها واشنطن، فإن الإجابة لا تحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرتها ومعرفة أسرارها.
فهذه المنظمات استخدمتها واشنطن وحلفاؤها كأدوات لتنفيذ أجنداتها في سورية لفرض املاءاتهم على الدولة السورية بعد أن جربوا كل مخططاتهم الإرهابية والانفصالية وجرائمهم بحق السوريين كالتهجير والتعطيش والتجويع والحصار، ولم يفلحوا في الوصول إلى مآربهم المشبوهة، ولهذا السبب ستبقى “الجنائية الدولية” والأمم المتحدة وغيرهما صامتة عن كل جرائم تحالف أميركا العدواني مادامت أداة بيد هذه الأخيرة وتأتمر بأوامرها.

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً