ثورة أون لاين- بيداء قطليش:
قوات الاحتلال الأميركي لم تعد تخفي أعمال اللصوصية والنهب المبرمج لثروات ومقدرات الشعب السوري، ورئيس نظام إدارة الإرهاب الأميركية المنتهية ولايته دونالد ترامب تفاخر بأكثر من مناسبة بلصوصيته تلك، فأعمال السرقة ليست بجديدة على واشنطن ولائحة نهبها لمقدرات الشعوب كثيرة ومليئة فضلاً عن افتعالها للحروب للوصول إلى غاياتها الدنيئة بعد أن باتت سمة اللصوصية والنهب إحدى سمات إمبراطورية الشر الأميركية على مر الأزمان.
فمنذ بداية الحرب الإرهابية الشرسة على سورية، كانت منطقة الجزيرة ومقدراتها نصب عين الطمع الأميركي، والأمر كان جليا وواضحا من حيث تمركز قوات الاحتلال الأميركية فيها وإقامتها الكثير من القواعد العسكرية غير الشرعية في أرياف دير الزور والحسكة وحتى دعمها لميليشيات الانفصال “قسد” في هذه المناطق كان غايته السيطرة على حقول النفط والاستحواذ على مقدرات الشعب السوري.
والذي كشف الغطاء أكثر عن حقيقة الأهداف الأميركية الخطيرة من وراء احتلال بعض المناطق من الأراضي السورية، هو شرعنة الإدارة الأميركية لعمليات سرقة النفط السوري وإعطائها الضوء الأخضر لاتفاقية وقعتها ميليشيات “قسد”, التي تسيطر على حقول النفط مع شركة النفط الأميركية «دلتا كريسنت إنيرجي».
وما جاء على لسان ترامب من تصريح علني بالرغبة في الاستحواذ على النفط السوري خير دليل على نية إكمال فصول البلطجة الموصوفة والسرقة التي تنتهجها الإدارة الأميركية واتضحت معالم هذه الصفاقة من خلال تبجحه بالإعلان عن نيته توسيع دائرة احتلاله شرق سورية من أجل الاستحواذ على حقول النفط.
والذي يؤكد نية واشنطن سرقة النفط السوري أكثر وأكثر أن قطاع النفط في سورية هو أول قطاع تم استهدافه منذ عام 2011 ، وبعد أن سيطر تنظيم داعش الإرهابي على حقول النفط عمد إلى تكرير وسرقة الخام منه وشراء مصاف بدائية بتسهيلات من النظام التركي لتبدأ بعد ذلك عملية التهريب إلى الأراضي التركية وعلى مرأى من واشنطن.
وفي ظل الصمت والتواطؤ الدولي عن ممارسات وجرائم أميركا، يواصل الاحتلال الأميركي بكل فجور وبكل انحطاط أخلاقي سرقة النفط السوري من منطقة الجزيرة حيث تدخل قوات الاحتلال الأميركي بشكل متكرر قوافل الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعية لتعزيز وجودها اللاشرعي في منطقة الجزيرة السورية لضمان استمرار سرقة النفط والثروات الباطنية السورية بمساعدة ميليشيا “قسد” والمجموعات المسلحة التي تدعمها وتشغلها في المنطقة.
حيث أدخلت قوات الاحتلال الأميركي اليوم عبر معبر الوليد غير الشرعي رتلاً مؤلفاً من 44 آلية تضم شاحنات وبرادات وناقلات تحمل على متنها سيارات جديدة وتوجهت إلى منطقة رميلان النفطية شرق مدينة القامشلي بنحو 68 كم.
كما قامت قوات الاحتلال بإدخال 115 صهريجاً فارغاً دخل صباح اليوم إلى حقول نفط تل عدس حيث من المتوقع أنه ستتم تعبئتها بالنفط السوري لتعود إلى الأراضي العراقية عن طريق معبر الوليد غير الشرعي في ناحية اليعربية.
كذلك أخرجت قوات الاحتلال الأميركي أمس رتلا مؤلفاً من 60 آلية من صهاريج نفط وشاحنات وبرادات وعدد من الناقلات وتوجه من حقول الرميلان النفطية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وهذا تأكيد واضح وصريح على أن أكذوبة محاربة الإرهاب التي سوقت لها الإدارة الأميركية والقضاء على داعش الإرهابي، ما كانت إلا شماعتها للتدخل العدواني السافر في سورية، وتحقيق الهدف الأميركي الذي سعت له واشنطن منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، وهو محاولة تقسيمها وإضعافها واستنزاف كل قدراتها لمصلحة الكيان الصهيوني.