الثورة أون لاين – يونس خلف:
من جديد وكما هو متوقع تتكرر الجريمة مرة أخرى ، جريمة بحق الإنسانية ترتكبها قوات المحتل التركي وتستهدف ما يزيد على مليون مواطن من سكان مدينة الحسكة المحرومين من مياه الشرب منذ أكثر من ٢٠ يوماً بعد أن قطع المحتل التركي ومرتزقته مياه الشرب كوسيلة ابتزاز وضغط على الأهالي لإجبارهم على النزوح من قراهم ومنازلهم ، ورغم أن العالم كله يعلم أن قطع المياه عن المواطنين جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين في زمن الحرب ، إلا أن الجريمة مستمرة ، ولا أحد من المنظمات والمؤسسات الدولية يتدخل أو حتى يرد على صرخات المتضررين من العطش والمهددين بالموت .
مدينة الحسكة كلها بلا ماء ، وبدأ الناس يشربون المياه المرة من الآبار السطحية التي قد تكون أضرارها وخسائرها أكبر وأكثر من العطش نفسه ، صحيح أننا نعلم ويعلم الجميع أن السبب هو قوات الاحتلال ومن معهم من العصابات والميليشيات ، ونعلم أن الأمر مجرد تضييق للخناق ، ومساومات على حساب العطشى ، وأن لعبة الكهرباء مقابل المياه هي الذريعة ، لكن إذا كانت مثل هذه العصابات لا ترد على كل المنظمات الدولية الموجودة ولا ترد على الضامن الروسي ، فما جدوى هذه الأدوار والوظائف الموجودة من أجلها هذه المنظمات والجهات المعنية بالأمر ،وبما أن استهداف محطة الضخ تكرر كثيراً فإن ذلك يعنى أنه كلما تم استئناف الضخ فإن أي تشغيل لمحطة علوك دون وجود دائم لعمال مؤسسة المياه الحكومية لا معنى له ، وأن المشكلة ستظل مستمرة دون أي حلول ، وبالتالي الحل الوحيد هو تحييد محطة مياه علوك ، وإيجاد آلية تضمن تدفق المياه منها على مدار الساعة .
* مشاهدات الأهالي
الأهالي في منطقة رأس العين يؤكدون أن مرتزقة الاحتلال التركي مع دخول فصل الشتاء قاموا بتوصيل خط كهرباء من البئر رقم 29 ضمن محطة علوك إلى حي الصناعة بمدينة رأس العين في تعد واضح على خطوط تغذية المحطة بالكهرباء ، ما أثر بشكل مباشر على تغذية الآبار في محطة علوك ، كما أقدمت قوات الاحتلال التركي على تمديد خط كهربائي من البئر ذاته باتجاه نقاطها غير الشرعية في قرية( مريكيز ) وغيرها من القرى ليستكمل المرتزقة سلسلة التعديات على الخط ذاته ، وسحب خطوط كهرباء إلى مواقعهم على امتداد الطريق الواصل من رأس العين حتى ناحية أبوراسين ، ما أثر بشكل مباشر على خط التوتر الكهربائي ، وزاد من الأعطال الحاصلة على الخط الذي يتم تحميله أكثر من استطاعته .
* تعديات على مصدر المياه
مدير عام مؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود عكلة أوضح أن كل الآبار ضمن المحطة جاهزة للعمل وخط التوتر الكهربائي جاهز لكن تعديات قوات الاحتلال التركي ومرتزقته تحول دون تشغيل المحطة ، مشيراً إلى أن الحل الوحيد للمحطة هو إزالة التعديات على خط التوتر ووقف عمليات الابتزاز واستخدام الاحتلال التركي ومرتزقته الكهرباء المخصصة للمحطة في نقاطهم غير الشرعية ولآبار زراعية استولوا عليها من أصحابها بعد تهجيرهم .
* قوات الاحتلال تسرق الكهرباء
أما مدير شركة كهرباء الحسكة المهندس أنور عكلة فبين أن محطة مياه علوك تتم تغذيتها من محطة تحويل الدرباسية والخط جاهز من الناحية الفنية ولكن لا يمكن تشغيله نتيجة الاستجرار غير الشرعي من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته حيث إن حاجة كامل الآبار ضمن المحطة 3 ميغا بينما الاستجرار الفعلي يصل إلى 8 ميغا ما يؤدي الى فصل الحمايات كون الحمولة تجاوزت استطاعة الخط .
يضاف إلى ذلك أن مرتزقة الاحتلال التركي قاموا بالتعدي على الخط من خلال توصيل خطوط إلى كل القرى التي يستولون عليها في محيط مدينة رأس العين وتشغيل محركات الآبار الزراعية التي استولوا عليها بعد تهجير الأهالي منها ما يصعب تشغيل المحطة إذا لم تتم إزالة كل التعديات ، والالتزام بالكميات .
* الحل الأمثل
الحل الوحيد هو تحييد محطة المياه في علوك ، وتشغيلها بكامل طاقتها من قبل عمال مؤسسة المياه الحكومية ، فهل ثمة من يسمع أو يقرأ أو يبادر من مؤسسات المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته .؟
وكل ما يقال عن مشروع بديل لتوفير المياه من الحمة والحلول الأخرى حبر على ورق ، ولا يمكن أن يتوافر اليوم أي حل بديل عن محطة علوك الرئيسية التي يسيطر عليها المحتل التركي .
الحل الوحيد لتجاوز الكارثة المرتقبة من العطش ومن الأمراض المحتملة نتيجة استخدام آبار بدائية ومياه من مصادر لا تخضع للتحليل والتعقيم هو عودة عمال مؤسسة المياه إلى محطة علوك وتشغيلها ، وطرد مرتزقة النظام التركي من موقع المحطة كي لا تبقى الجريمة مستمرة