الفضائيات المأجورة.. استغلال غربي رخيص لتغذية التطرف والإرهاب

الثورة أون لاين – ناصر منذر:
في ظل مشاريع الهيمنة الغربية التي تستهدف دول منطقتنا اليوم، نواجه أخطر أشكال الاستهداف الفكري والسياسي لتمزيق مجتمعاتنا العربية والإسلامية لتدمير بنيتها وهويتها وعقائدها، ومنظومة الأخلاق والقيم، والعادات السليمة، والترابط الأسري، وهذا ما يعمل عليه القائمون على مشروع التطرف، الذي تنفث سمومه وايديولوجياته الهدامة مئات الفضائيات التي تحرض على الإرهاب، وتزرع الفتن داخل أركان المجتمع الواحد بكل طوائفه وشرائحه الاجتماعية والدينية، فتخريب المجتمعات يقود إلى تدمير الدولة وانهيارها، وهذه هي اللعبة الخبيثة والقذرة التي يديرها الغرب لإسقاط دول المنطقة بغير شن الحروب واستخدام الدبابات والصواريخ، أو بدون إطلاق أي رصاصة واحدة.
الدور الهدام الذي تقوم به بعض الجهات في منطقتنا لجهة أنها مصدر تمويل الفضائيات التي تكرس التطرف والإرهاب وتغذيهما، وبنفس الوقت تمويل الفضائيات الأخرى التي تفرغ العقل وتدفع نحو التغرب، كان من المحاور الأساسية التي أشار إليها السيد الرئيس بشار الأسد في معرض كلمته خلال الاجتماع الدوري الذي عقدته وزارة الأوقاف في جامع العثمان، لما لهذه المسألة من أهمية كبيرة من أجل التصدي لهذا الخطر، الذي يبدأ من تحديد هوية العدو الحقيقي، وبالتالي مواجهة هذا الخطر، وهذا يتم بالدرجة الأولى من خلال تحصين المجتمع، وحمايته من الإفرازات الناتجة عن الأفكار المتطرفة التي تبثها تلك الفضائيات لغزو العقول بها، من خلال استغلال المفاهيم الخاطئة لبعض آيات القرآن الكريم، لاسيما تلك التي تتحدث عن الجهاد في سبيل الله، بهدف إبعاد أفراد المجتمع عن الطريق المستقيم، واستغلال غياب دور الأسرة لترسيخ تلك المفاهيم الخاطئة، وبالتالي حشو العقول بنزعات التطرف والذي يقود إلى الإرهاب.
استغلال الفضائيات يعتبر أحد الركائز الأساسية التي استند إليها الغرب لترويج أفكاره الهدامة بما يخدم أجنداته التخريبية داخل المجتمعات، وهو جند لذلك أنظمة معروفة بولائها الأعمى لهذا الغرب، كالنظام السعودي، فمعظم الفضائيات التي تساهم بنشر التطرف ممولة من قبل هذا النظام، حيث تؤكد العديد من الدراسات أنه أنفق ما لا يقل عن مئة مليار دولار لنشر الأفكار الوهابية التكفيرية بقصد تعويم نهجها الديني المتطرف والقضاء على التعاليم السمحة داخل المجتمعات الإسلامية الأخرى، وهذا النظام إلى جانب النظام التركي لايزال يمول الإرهاب في المنطقة عبر استغلال الدين بأبشع الأشكال لغايات سياسية محضة، فتنظيم داعش بحسب كل التقارير الاستخبارية والإعلامية، وحتى اعترافات لبعض مسؤولي الغرب، أنشئ من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية لاستهداف دول المنطقة وشعوبها، فيما تولى النظام السعودي عملية تمويله، كذلك تولى النظام التركي مسألة تسهيل عملياته الإجرامية وعبور إرهابييه عبر أراضيها إلى سورية والعراق.
دول وشعوب المنطقة لاتزال تعاني الويلات جراء التنظيمات الإرهابية التي تتلقى فتاوى التكفير والقتل والذبح عبر الفضائيات، وهذه الفتاوى صادرة بالأساس عن أجهزة استخباراتية غربية، ولكنها تبث بلسان شيوخ الفتنة، فحولت المجموعات الإرهابية لكيانات دموية تستهدف تشويه صورة الإسلام في المقام الأول، فتنظيم داعش أباح قطع الرؤوس وارتكاب المجازر والتنكيل بالجثث، وقتل الأطفال وسبي النساء بفتاوى تكفيرية لا تمت للإسلام بأي صلة، فالعقيدة الإسلامية لا تحرض على القتل وسفك الدماء، وإنما تدعو إلى المحبة والتسامح والتعاضد والتكاتف، وتحرم قتل النفس البشرية، وقتل المسلم لأخيه المسلم، كما نهت شريعة الإسلام عن الغلو في الدين وحذرت المسلمين منه كي لا ينجرفوا وينحرفوا.
ومن هنا فإن تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة والهدامة مسألة في غاية الأهمية لحماية أفراد مجتمعاتنا من كل معتقدات دينية خاطئة تقود للتطرف والانحلال الثقافي والخلقي، ولاشك بأن تربية الفرد على أسس إسلامية صحيحة هي الأساس، والأسرة هي المعنية في المقام الأول، ولعلماء ورجال الدين الدور الأبرز في التصدي للفكر المتطرف وخطر الإرهاب الناجم عن هذا التطرف، وهذا ما يقوم به علماء سورية، الذين قدموا تضحيات كبيرة خلال مسيرة تصديهم ومواجهتهم لهذا الفكر المتطرف، وتعرية مموليه، والقائمين عليه.

آخر الأخبار
المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة