الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
الجولان سيبقى عربياً سورياً مهما حاول الاحتلال الإسرائيلي تسويق احتلاله للجولان على الساحات الدولية وضمه للأراضي المحتلة لجعله جزءاً من مشروعه الاستيطاني الإرهابي والعدواني الكبير على سورية وفلسطين والوطن العربي ككل، ومهما حاول النظام الأميركي المتغطرس والمتعجرف مد هذا الكيان بأساليب وحيل وقرارات باطلة لإبقاء احتلاله.
واليوم الـ 14 من كانون الأول حيث تصادف الذكرى الـ39 لقرار الضم المشؤوم، لا يمكن إلا التأكيد على تمسك السوريين بحقهم في استعادة أرضهم المحتلة في الجولان من أيدي الصهاينة مهما مارسوا من إجراءات تعسفية وإجراءات قمعية وأساليب وحشية، كان آخرها الأسبوع الماضي محاولته إقامة “توربينات” أو عشرات المراوح الهوائية بمزاعم توليد الكهرباء، في مخطط يهدف لاستكمال مشروعه الإرهابي بحق أهلنا في الجولان المحتل ودفعهم قدر الإمكان إما للتخلي عن هويتهم العربية السورية أو تهجيرهم وتشريدهم وقطع أرزاقهم عبر التضييق عليهم للسيطرة واقتطاع المزيد من أراضيهم، وهو ما رفضه أهلنا الصامدون في الجولان المحتل عبر تصديهم لقوات المحتل وطردهم من أراضيهم وإجبارهم على إطلاق سراح من تم اعتقالهم من المحتجين على جرائم الكيان الصهيوني الغاصب والسارق للأراضي العربية.
39 عاماً مضت على ضم الجولان بقرار صهيوني ظالم ومشؤوم وحقود، لكن الإرادة السورية الصلبة لاستعادة حقوقها لا تعترف ولن تعترف للظالم بما سلبه من أرضها، بل المواجهة معه مستمرة والنضال قائم لكسر القيود التي فرضها لمحاولة شرعنة احتلاله للجولان وسلخه عن وطنه الأم سورية، ولا تزال شمعة هذا النضال متقدة مهما حاول المحتل إشعال الفتن وإثارة الفوضى والإرهاب وتدجين العملاء والمرتزقة على الساحة السورية لتمرير مخططه بتهويد الجولان المحتل إلى جانب فلسطين.
صحيح أن أربعة عقود تقريباً من معاناة أهلنا في الجولان قضوها تحت الاحتلال الصهيوني وتحملوا جرائمه ووسائله الشنيعة والبشعة للنيل من تمسكهم بأرضهم ووطنهم، إلا أنهم لم يتخلوا عن أرضهم وهويتهم وانتمائهم، وهذا الصمود الثابت رغم محاولة الجلاد الصهيوني النيل من أبناء الجولان، يثبت أن خيار المقاومة طريقهم للتحرر ممن سلب حريتهم وفصلهم عن أبناء وطنهم.. وهذه المقاومة جسدها أيضاً أبناؤنا في سجون المحتل الإسرائيلي كالأسير المحرر صدقي سليمان المقت الذي انتصر على السجان وسجنه.. مقاومة ستستمر حتى تحقيق النصر على العدو الغاشم وهو ما وعدت به سورية وأكدت أن كل جرائم ومحاولات الكيان الصهيوني لدفعها للتخلي عن حبة تراب من الجولان المحتل لن تثنيها عن استعادته مهما حاول وضع العراقيل والاستمالة والاستطالة في الوقت، وزرع الألغام السياسية والإرهابية أمام عجلة التحرير لاستعادة حقوقها وأرضها.
بشائر الانتصار على الإرهاب اليوم، هي بشائر للغد بأن شمس التحرر من الاحتلال الصهيوني ستبزغ قريباً، فالإرادة لا بد منتصرة والحقوق لا بد مستعادة، ورجال الجيش العربي السوري وأهلنا الصامدون في الجولان المحتل يشكلون لوحة وطنية متماسكة مصممة على تمزيق غربال المعتدي.