الثورة أون لاين – هناء الدويري:
الثقافة والفكر في موازين الحياة تُحدِث فرقاً ، وتصنع بيوتاً وأوطاناً مُسجّاة بلغة وعروبة تنبض بها ، وهذا ما أكده السيّد الرئيس في كلمة رسم من خلالها أسس الحياة الاجتماعية والإنسانية والثقافية والفكرية والوطنية ” إن مايحدّد قدرة المجتمعات على مواجهة العواصف الهدّامة هي عوامل الاستقرار وتحصينه من الاختراقات الفكرية …”
ولأننا يجب أن نبقى محصّنين وكي لا نصل إلى بيوت من وهنّ كبيوت العنكبوت علينا أن نبنيها من خزّ وحرير لما فيه من عراقة وأصالة ومتانة.. وإلى تلك البيوت العريقة التي يمازجها حبّ الوطن توجّهنا بالسؤال التالي لمجموعة من الكتّاب والأدباء والمثقفين من مختلف المحافظات السورية (أهمية الفكر والثقافة في تحصين الوعي والانتماء …؟؟؟
الكاتب والروائي أيمن الحسن عضو اتحاد الكتاب من ريف حلب يقول : إن تحصين المواطن السوري من خلال الفكر والثقافة هي الحصن الأقوى في حياة الإنسان ، الثقافة التي تستند على حبّ الوطن أولاً ، هذا الوطن الحاضن مثل الأم الرؤوم لكل الأبناء على اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم …
ويرى أن كلمات السيد الرئيس بشار الأسد نبراساً هادياً نستلهم منها الكثير على الدوام ، والتحصين يأتي أيضا من الممارسات العملية في احترام الآخر واحترام كل مكوّن من مكونات المجتمع لاسيّما وأن سورية غنية بهذا التنوّع المتعدد الذي يعيش على أرضنا الحبيبة منذ آلاف السنين .. ويقول : الإيمان بالعروبة عقيدة ومصيراً من أدوات التحصين وخاصة أننا نواجه أعداء كثيرين وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب ، وكل ذلك بحاجة إلى استراتيجية وطنية تساهم فيها مؤسسات الدولة بدءاً من وزارة التربية إلى الثقافة والتعليم العالي واتحاد الكتاب ، وغيرها من مؤسسات وهيئات معنية بالشأن الثقافي والفكري ، والمواطن السوري أثبت صموده وأثبت جدارته بالثقة مع مزيد من من الثقافة الوطنية الفعالة والناجعة …
قحطان بيرقدار الشاعر والأديب بفكره الناضج يرى الإنسان فكراً وثقافة ووعياً وإدراكاً ، فإن غابت هذه المكونات الأساسية فلن يبقى هنالك إنسان ، وقال : لقد اتضح أن أزمتنا هي أزمة فكر وثقافة ، وهذا ما أثبتته سنوات الحرب الأخيرة ، إذ استطاع الجهل واللافكر واللاثقافة ترك آثاره المدمّرة هنا وهناك … من هنا علينا إعادة إعمار العقل والفكر والثقافة قبل إعادة إعمار الحجر .
وهذا ما نفهمه من كلمة السيّد الرئيس سيّد الوطن في أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب ، علينا أن نبني الإنسان المنتمي إلى وطنه وشعبه وقيادته ، والإنسان المؤمن بأرضه وضرورة بنائها وحمايتها والالتفاف مع أهلها في وحدة وطنية شاملة ، يؤمن بقضاياها العادلة وبأنها على حقّ وأنها منتصرة وستتجاوز كلّ المحن والقادم أجمل ، ويتطلب صبراً لاسيّما في المراحل الأخيرة بعد أن قطعنا مراحل أصعب وتجاوزناها بصمودنا ، وكلّ الثقة أننا سنصل إلى برّ الأمان وإلى سورية كما نريدها أن تكون معمّرة بفكر وثقافة أبنائها ، فالفكر والثقافة تصنعان إنساناً منتمياً إلى نفسه ووطنه وقيادته والقضايا العادلة …
تحصين الوعي والانتماء من خلال الفكر يشغلان بال الأستاذ التربوي الأستاذ جلال الدين الحجّي من حلب ، إذ يقول :
بدأ بأسرته الصغيرة وحمّلهم عقيدة الانتماء فكراً وسلوكاً وممارسة وصولا إلى شريحة لابأس بها من محيطه ومجتمعه بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الزملاء من خلال العمل الحكومي والأهلي ، واستهدف الناشئة والشباب ذكوراً وإناثاً ، ويرى أن تربية هؤلاء على ثقافة الانتماء الوطني الصادقة ضرورة ثقافية ، ونشر قيم الإنتماء والتعايش تحت مظلة الوطن الأغلى ، والتحصين يأتي من الممارسات في تلك الأفكار وغيرها كالدفاع عن الوطن والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وتشجيع المبادرات البنّاءة والمحافظة على البيئة ، ويرى المربي جلال الدين الحجي صدىً لتلك الأفكار في نفوس وعقول الشباب ولعلّ المبادرة التي شارك فيها طلاب جامعة حلب (سورية بترجع أحلى) والتي ضمّت جيشاً منظّماً من الشباب أكبر دليل على أن إعادة الألق إلى حلب خاصة ، وسورية عامة شأن مجتمعي ثقافي بامتياز ، فالحلم كبير ويستحقّ منا كل جهد ، ويقيناً القادم أجمل وأبهى ..
التربوي والكاتب صديق علي من اللاذقية يرى أن الوظيفة لنعمة العقل في
الإنسان : هي التَّفكُّرُ .. والتفكير ..
فالتبصُّر في مجمل قضايا الحياة خيرها وشرِّها واجبٌ ملِحٌ ، وفي غاية الأهمية ،
وفي مناحي الحياة كلِّها …
وحتى ينضجَ العقلُ أكثر ، ينبغي على صاحبه أن يغنيه بمزيدٍ من المعارفِ والعلوم ، ولعلَّ العلم أهمُّ ينابيع
الثقافة والنُّور ، إضافة إلى
ما يجتهد فيه الإنسان الطَّموحُ في تثقيف ذاته وتأهيلِها بزادٍ من شأنِهِ أن
يُغنيَ التجارب ، ويعمِّقَ الوعي …
ومما تقدَّمَ آنفاً ، نتلَمَّس أهمية الفكر والثقافة في حياتنا وتحصين أبنائنا
فالاطلاع سبيلٌ إلى الارتقاء ، والارتقاء طريق إلى الاهتداءِ بالوعي فيزداد التحصين متانة ورسوخاً ، وقدرة على غربلة الشوائب والأكدار ، التي كثيراً ماتحمل الدسم في سمومها … ويجب ألا نقلِّلُ هنا البَتَّةَ من دورِ وسائلِ الإعلام بكلِّ أنواعها :
المقروءة والمرئيَّةِ والمسموعة …
وأشير هنا إلى مسألةٍ غايةٍ في الأهميَّة ، وهي وجوبُ تكامُلِ أدوارِ المؤسَّساتِ
الإعلامية الوطنيَّة جميعها في نشر ينابيع الخيرِ والضِّياءِ على امتدادِ مساحةِ
الوطن الغالي … الأجيالُ أمانةٌ في أعناقنا
وعلينا السَّعيُ الدؤوب لتأهيل هذه الأمانةِ وصونهامن كل عبَثٍ ونخر وتخريب .
ومن هذه الأسس والمنطلقات مجتمعةً ، ينبغي الانطلاق والعمل الحثيث لوضع النِّقاط على الحروف تماماً ، مواجهين مكامن العلل والخطورة التي كثيراً
ما يتصدَّرُها الغزو الغريب العابثُ بأمن حياتنا ومستقبلنا …
فلنكاتفِ الجهود الطَّيبة ، ولنضاعف المساعي الحميدة لما فيه خير البلاد والعباد