الثورة أون لاين – دينا الحمد:
في مثل هذا اليوم السابع عشر من كانون الأول منذ تسع سنوات رحل القائد كيم جونغ إيل الأمين العام لحزب العمل الكوري ، الذي نذر حياته من أجل الشعب الكوري ، وقال يوماً : “رغبتي هي قطف حتى النجم من السماء لأجله” .
فكل شيء من أجل الشعب ، و”هذا هو المبدأ الأساسي في أوجه نشاطي وهدف حياتي” ، وبهذه الكلمات أيضاً عبَّر القائد كيم جونغ إيل عما يجول في خاطره تجاه شعبه المناضل والمكافح من أجل حياة حرة كريمة ونظرته السامية إلى شعبه .
إنه الرجل القائد الذي أحب الإنسان أكثر من غيره ، والذي كان رئيساً للجنة الدفاع الوطني منذ عام 1942 وحتى عام 2011 لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ، ويتميز بحبه الحار والصادق للإنسان وإحساسه النبيل بالواجب الأخلاقي له وثقته المطلقة والثابتة به ، وهو ما كان يشكل شخصيته الجذابة الفريدة والمحبوبة من قبل عدد كبير من الناس في العالم ، وإلى أبعد الحدود .
من بين أولئك الذين أعجبوا بمحبته الإنسانية السامية ، موسيس موسوندا الذي كان سفيراً مفوضاً مطلق الصلاحية لجمهورية زامبيا لدى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية .
فحين كان يقيم في الصين بقصد أداء مهمته ، صار بوسعه ، عبر الوسائل المقروءة والمسموعة العديدة ، أن يعرف جيداً واقع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تنعم فيها جماهير الشعب بالحياة الحقيقية والسعادة كونها سيدة نفسها .
على الأخص ، لم يستطع إخفاء تأثره وانفعاله لدى سماعه القصص الأسطورية حول رعاية رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل لإقامة دار بيونغ يانغ الحديثة للتوليد ، التي تفرش أرضية رواق مدخلها بالأحجار الكريمة ، من أجل النساء والرضع ، وحرصه على دعم النساء والرضع بالمقويات والعقاقير الغالية بلا مقابل ومنح الخواتم الذهبية والمديات الفضية للتوائم الثلاثة أو الأربعة المولودين تواً ، وإرسال الهليكوبتر إلى قرية جبلية نائية في أقصى البلاد لإنقاذ النساء من موت محقق أثناء ولادتهن .
على ذلك ، قرر السفير موسوندا تقديم هدية عميقة المغزى إليه بمناسبة زيارته إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لتسليم أوراق اعتماده إليها ومن هنا فقد أعد المنحوتة الخشبية “الأم”، التي تصور امرأة أفريقية تعتني بالولد الموجود أمامها وعلى ظهرها طفل ، فصورة الأم التي تبدو على محياها ابتسامة خفيفة رغم تعمق التجاعيد على جبينها ، تصف بصدق الأمومة الخالصة للنساء اللواتي لا يترددن عن معاناة كل المتاعب من أجل أولادهن .
تعبر هذه الهدية عن مشاعر تقديره وثنائه على الفضائل السامية للقائد كيم جونغ إيل وشخصيته الجديرة برجل عظيم ، حين كان يحتضن جميع أبناء الشعب ويغمرهم بالحب إلى أبعد الحدود ، حاملاً في قلبه حب الشعب كموهبة فطرية .
ذات عام ، عقدت جلسة بحارة السفينة البانامية في ميناء نامبو بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ، حيث قال الربان : “كلما حل سنوياً عيد شباط – فبراير الأغر ، يوم ميلاد القائد العظيم كيم جونغ إيل ، لا أستطيع أن أتمالك نفسي عن العبرات لحدث لا ينسى طوال حياتي ، في هذا الشهر بالذات ، صرت أرى نور الدنيا ثانية بفضل حبه ، عندما كنت في مفترق الحياة والموت” .
حدث الأمر في أحد أيام الشتاء حين كانت سفينة الشحن التجارية البانامية “وايت فيلا” تبحر نحو مقصدها بعد مغادرتها ميناء نامبو ، في ذلك الوقت ، راحت الخطوط البحرية تتجمد بطبقة سميكة من جراء البرد القارس المتواصل حتى باتت السفينة عاجزة عن التقدم إلى الأمام ، محاطة بقطع الجليد .
في هذه الحالة الخطيرة ، أرسل الربان فوراً برقية لاسلكية للاستغاثة إلى وطنه ، إلا أنه لم يتلقط أي رد ، رغم ذلك كرر إرسالها بدافع من الأمل ولكن من دون جدوى ، بعد أن أحس الربان والبحارة بخيبة أمل شديدة ، أرسلوا برقية أخيرة لاسلكية إلى الجهة المختصة في ميناء نامبو .
في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، وصلهم من تلك الجهة بالهاتف اللاسلكي بلاغ يدعوهم إلى الاستعداد لاستلام مياه الشرب والوقود والمؤن وغيرها لأن طائرة الجيش الشعبي الكوري تتوجه إليهم لإنقاذ السفينة المنكوبة ، الأمر الذي أذهل البحارة الذين أضناهم الإعياء وهم على شفير الجوع لأكثر من عشرة أيام .
في ذلك الحين ، ظهرت الهليكوبتر فما لبثوا أن أطلقوا صيحات الهتاف وأخذوا يركضون نحوها فور هبوطها ، رغم تزحلقهم ووقوعهم على الصفحات الجليدية .
آنذاك ، سمعوا من أحد الكوادر الكوريين خبراً بأن رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل ، بعد أن تلقى تقريراً عن حالة سفينة “وايت فيلا” المنكوبة، أصدر أمراً إلى سلاح الطيران للجيش الشعبي الكوري بإرسال الهليكوبتر .
في تلك اللحظة ، تساءلوا في أنفسهم هل توجد في العالم مواقف كهذه ؟ وأين يدور في هذه الدنيا حديث أسطوري عن إرسال قائد بلد من البلدان الهليكوبتر العسكري لإنقاذ أرواح بحارة السفينة التجارية الأجنبية الصغيرة ؟ وقد رفعوا رسالة إلى رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ ايل ، تعبيراً عن شكرهم الخالص له .
إنه القائد كيم جونغ إيل الذي سلطت الوسائل الإعلامية والمطبوعات في العالم على شخصيته المحبوبة ، لأنه صب جميع طاقاته من أجل بلاده ، وظل يعمل حتى اللحظات الأخيرة من حياته لتحقيق السعادة والحرية لشعبه