الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
حلب انتصرت.. سورية انتصرت.. هي الذكرى الرابعة لانتصار حلب على الإرهاب والإرهابيين تمر.. ذكرى تمر رغم أنها تحمل في طياتها الكثير من الآلام لما فعله دعاة الحرب الإرهابية المتآمرون على سورية، وما زرعوه من حقد وإجرام وتشويه وتدمير وتحطيم وقتل وتشريد وتجويع وتعطيش وحصار واستهداف لكل مكونات الحياة فيها، عدا عن مسرحيات الدجل الغربية لاتهام الجيش العربي السوري باتهامات باطلة كحجة وأداة لمنح المزيد من الفرص للإرهابيين.
حلب حطمت قيود من حاول استهدافها للنيل منها على مدى سنوات، بفضل صمود الجيش العربي السوري واستبساله للدفاع عنها، كما استبساله في الدفاع عن كل شبر من أرض سورية يحاول الإرهاب الغربي والصهيو أميركي العثماني استهدافه، فتضحيات جيشنا الباسل مع صمود أهالي وأبناء حلب الشرفاء والوطنيين أفشلت الكثير من المشاريع العدوانية التي كانت قائمة، والتي كانت في طياتها تحمل أبعد استهداف كل شيء في سورية من الحجر إلى البشر والتاريخ والحضارة.
لقد أربك الصمود والنصر السوري حسابات الأعداء، ومزق الكثير من أوراقهم، ومرغ أنوفهم بالهزيمة رغم كل أنواع أسلحة الحقد والإجرام التي استهدفوا بها حلب، ورغم كل الصواريخ وقذائف الحقد التي كانت تنهال يومياً على أهلها في عمليات إرهابية تدميرية ممنهجة.
حلب تحررت.. حلب انتصرت.. هي الصفعة المدوية الأكبر على خد لص المعامل والمصانع الإرهابي رجب أردوغان وكذلك الصفعة والإسفين الذي تلقاه معه الكيان الصهيوني الغاصب، رغم كل محاولاتهم لتشويه الحقائق والتزوير وتشتيت الانتباه وإيقاف عمليات الجيش في الدفاع عنها وتحريرها، ورغم سعيهم لتكوين وإقامة كانتونات وكيانات فشلوا في تنفيذها.
الصمود والثبات واليقين والتمسك بالحقوق والإيمان بالنصر، هو من شكل الدافع الأكبر لتحرير حلب من رجس الإرهاب والمرتزقة الذين صدرهم الغرب من حثالته وسجونه للنيل من سورية لتحقيق مخططات عدوانية، متلبسة بشعارات ولافتات زائفة وتضليل إعلامي كبير.. تضليل غربي متواصل وحاقد.. تضليل على مدار الوقت من بث ونفث المزيد من السموم.. لكنه تضليل لم يستطع معه الغرب كسر إرادة السوريين في كشفه وإثبات الحقائق التي حاول تزويرها على مدى سنوات الحرب.
في حلب تجلت الإرادة السورية وأثبتت للعالم أن السوريين قادرون على الانتصار وعلى تحطيم أوهام الاستعمار وإفشالها، لأنها كانت الصخرة الحدودية والاقتصادية السورية الكبرى التي راهن الغرب والصهاينة وأميركا كثيراً على الإمساك بها لتفتيتها تمهيداً لإسقاط سورية ومحور المقاومة ككل، باعتبار حلب عصب سورية الاقتصادي، وعلى تماس حدودي مع العميل أردوغان أداة الناتو الأطلسي الكبرى في الحرب الإرهابية على سورية.
هذا النصر الكبير وهذا الإنجاز التاريخي، لم يكن لولا التضحيات الكبيرة والجسام التي قدمها الجيش العربي السوري، لحماية التراب وإعادة استنهاض ما حاول الإرهاب تدميره.. ولم يكن لولا الصبر على الآلام، والصبر على الحصار والتجويع والتعطيش.
السوريون متمسكون بأرضهم وبإعادة إعمار ما دمره الإرهابيون.. وفي المشاريع والحزم الاقتصادية التي أكدت حلب وأبناؤها والقيادة السورية على تنفيذها ما يؤكد أن الحياة ستعود مهما حاول أعداؤها قتلها.. فإعادة الإعمار والبناء بدأت.
فتحية لرجال الجيش العربي السوري، الدرع الحقيقي الذي سحق الإرهاب وأعاد الأمن والاستقرار وأعاد للحياة نبضها، وللاقتصاد عجلته، ولأبناء حلب وسورية فرحتهم بتحرير حلب وزرع مخارز النصر في عيون وحلوق الإرهابيين.