التصدي لفيروس كورونا تصدر برامج عملها لعام 2020 وزارة الصحة : مضاعفة الجهود لتوفير الخدمات الصحية .. ورفع جاهزية المشافي
الثورة أون لاين – عادل عبد الله:
بالرغم من الصعوبات التي يعيشها القطاع الصحي بسبب ظروف الحرب الإرهابية على سورية منذ 10 سنوات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 إلا أن ذلك لم يمنع الكوادر الصحية الوطنية من تحقيق الإنجازات والنجاحات .
ضاعفت وزارة الصحة جهودها لتوفير الخدمة الصحية لمحتاجيها عبر مشافيها ومراكزها الصحية وعياداتها المتنقلة والحفاظ على استقرار الوضع الصحي ووفرت للمؤسسات الصحية الوطنية القائمة مخزوناً استراتيجياً من الأدوية والمستلزمات الطبية .. وعملت الوزارة بالتوازي بكل طاقاتها لإعادة تأهيل ما أمكن من المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة نتيجة الدمار الذي طالها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ، وافتتاح مشاف وأقسام وشعب ومراكز صحية جديدة إلى جانب التركيز على برامج التأهيل والتدريب للكوادر الطبية بمختلف تخصصاتها المهنية .
وتصدرت الخطة الوطنية للتصدي لفيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره قائمة برامج عمل وزارة الصحة خلال عام 2020 حيث سبق تسجيل أول إصابة محلية بالفيروس في ال ـ 22 من آذار الماضي ووفاة أول حالة في ال ـ 29 منه ، وأعلنت الوزارة في ال ـ 6 من شباط الماضي عن خطة وطنية تتضمن مجموعة من الإجراءات الاستقصائية والتدابير العلاجية الوقائية للتصدي للفيروس ومنع انتشاره .
وتعمل الوزارة على تتبع دائم للحالات الصحية خاصة لمرضى فيروس كورونا بجميع مشافي المحافظات وعلى اطلاع مستمر على عدد الأسرة الموجودة والفارغة ضمن المشافي ، وتعمل على تأمين الدعم للكادر الصحي بكل أشكاله ، وعملت على رفع جاهزية جميع المشافي استعداداً للموجة الثانية، وتشكيل غرفة طوارئ مركزية وتجهيز مشفى طوارئ في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق للحالات المتوسطة التي تحتاج للاستشفاء بالأوكسجين فقط، كما أعلنت حالة الاستعداد الكامل بمختلف مشافيها في المحافظات ، إضافة إلى إطلاقها حملة تعزيز حماية الكوادر الصحية من الإصابة بالفيروس والتشدد بارتداء وسائل الحماية للعاملين الصحيين الذين يكونون بتماس مباشر مع المرضى بأقسام العزل .
وشملت الخطة الوطنية للوزارة تطبيق إجراءات صحية مشددة على المعابر الحدودية لمراقبة الوضع الصحي للمسافرين الوافدين إلى سورية ، ورصد أي حالة مشتبه إصابتها ولاسيما في ظل تسارع انتشار كورونا عالمياً، وبدأت بتطبيق الحجر الصحي لمدة 14 يوماً لكل المسافرين القادمين من خارج البلاد في النصف الثاني من شباط الماضي، حيث جهزت عدداً من الفنادق والمباني بمختلف المحافظات لاستضافة القادمين مع توفير الرعاية الصحية والإقامة المناسبة ، وكانت أول مجموعة تمت استضافتها في مركز الإقامة المؤقتة بمنطقة الدوير بريف دمشق ل ـ 27 طالباً سورياً كانوا مقيمين في مقاطعة ووهان في الصين مع أسرهم حيث لم تسجل أي إصابة بينهم .
وجهزت الوزارة المخبر المركزي لإجراء اختبار ال ـ pcr الخاص بالكشف عن كورونا والذي عمل بكل طاقته الاستيعابية ليصار بعدها إلى وضع مخابر حكومية وخاصة بالخدمة لإجراء مثل هذه التحاليل سواء للحالات المشتبه إصابتها بالفيروس أو بداعي السفر خارج البلاد، وعملت على زيادة عدد مراكز اختبار كورونا للمسافرين من خلال توسيع خارطة المراكز المعتمدة لإجراء الاختبار الخاص بالكشف عن فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19.
كما خصصت الوزارة في ال ـ 21 من آذار الماضي مشفى الزبداني الوطني ليكون أول مشفى مختصاً بعلاج مرضى كورونا تلاه تخصيص مشاف أخرى بمختلف المحافظات .
ومع ارتفاع عدد الحالات المصابة بالفيروس شددت الوزارة على تطبيق الإجراءات الوقائية ولاسيما ارتداء الكمامة والتباعد المكاني والتعقيم وتطبيق الطرق الصحية عند العطاس والسعال ، والتي جاءت بالتزامن مع اتخاذ الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لفيروس كورونا خلال شهر نيسان الماضي مجموعة من القرارات .
ومع ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا خلال شهري تموز وآب لتكون الذروة الأولى للانتشار ولا سيما في دمشق وريفها، زاد الضغط على المشافي لمعالجة الحالات ليعود منحى الإصابات للتراجع ويصبح الوضع الوبائي مقبولاً، وفي منتصف تشرين الأول الماضي عاد عدد الإصابات المسجلة بكورونا للارتفاع لتشهد عدة محافظات حدوث ذروة جديدة لانتشار الفيروس ، وليرتفع عدد الإصابات المسجلة يومياً بشكل تدريجي ليصل إلى أكثر من 160 حالة ، وطلبت الوزارة من مديري الصحة والهيئات العامة في المشافي إيقاف العمليات الباردة اعتباراً من الثاني من كانون الأول الجاري مع استمرار العمل بالنسبة للحالات الإسعافية والجراحية الخاصة بالأورام ، وانتقال كل المشافي للعمل ضمن خطة الطوارئ B، بحيث يتم التوسع ضمن أقسام المشفى لمصلحة مرضى كورونا ورفد هذه الأقسام بالكوادر اللازمة المدربة ما ينعكس إيجاباً على قبول كل الحالات المشتبهة وعدم إحالتها لمشاف أخرى إلا بعد التنسيق مع غرفة الطوارئ بالإدارة المركزية .
ووصل عدد الأطباء الذين توفوا خلال العام الحالي نتيجة الإصابة بكورونا حتى العاشر من الشهر الجاري وفق تصريح سابق لنقيب الأطباء الدكتور كمال عامر إلى 48 طبيباً من مختلف المحافظات الذين ثبتت إصابتهم مخبرياً مشيراً إلى وجود عدد آخر توفوا بأعراض كورونا سواء في سورية أو خارجها .
وتابعت الكوادر الصحية إلى جانب أداء واجبها المهني والإنساني بعلاج مرضى كورونا إجراء الأبحاث والدراسات المحلية للتقصي عن الوباء ، حيث أعلن في ال ـ 17 من آب الماضي عن نتائج أول دراسة سورية محكمة دولياً حول كوفيد19 والتي أثبتت أن فيروس كورونا لم يمر بالمجتمع السوري سابقاً . ونجحت عدة فرق طبية في الهيئات العامة والمشافي بإجراء أعمال جراحية نوعية خلال العام الحالي