سورية وروسيا : الحصار الغربي الجائر يعرقل عودة المهجرين .. وزوال الاحتلال يعيد الاستقرار

 الثورة أون لاين – ناصر منذر

الجهود السورية والروسية المبذولة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة من الإرهاب ، وإعادة اللاجئين والمهجرين إلى مناطقهم التي هُجِّروا منها بفعل الإرهاب ، كانت محور المؤتمر الصحفي المشترك السوري / الروسي الذي عقد بدمشق اليوم ، وقد أكد المشاركون بأن الحصار الاقتصادي الغربي يحول دون عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم .
وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف استعرض خلال المؤتمر ما قامت به الدولة السورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تعرضت لها ، ومعالجة التبعات الناجمة عنها سواء في المجالات الإغاثية أو الإنسانية أو الاجتماعية أو الخدمية ، وكذلك مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد والتي بلغ عددها 16 مرسوماً ، وتشكيل اللجنة العليا للإغاثة عام 2012 والتي عملت على إيصال المساعدات الإغاثية والصحية والخدمية إلى جميع الفئات المتضررة بغض النظر عن أي عوائق بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية الوطنية والمنظمات الأممية والمنظمات الدولية .
وأكد مخلوف أن الحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الداعمة للإرهاب على سورية ما زالت تعيق عودة المهجرين واللاجئين والاستقرار في سورية ، وتؤثر سلباً في الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخاصة في الوضع الصحي في ظل انتشار جائحة كورونا ، لافتاً إلى أن أشكال الضغوط على سورية تتنوع ومنها الحرائق المفتعلة مؤخراً في مناطق الساحل والغاب ما شكل اهتماماً يضاف إلى عمل والتزامات الدولة السورية التي تقوم بكل واجباتها تجاه أبنائها وبدعم من الحلفاء والأصدقاء وعلى رأسهم روسيا الصديقة .
وشدَّد مخلوف على أنه للوصول إلى تحقيق الغاية المرجوة بعودة الاستقرار في سورية وتعافي الاقتصاد وبما ينعكس على خدمة المواطنين لا بد من زوال الاحتلال بكل أشكاله ، ورفع الحصار الجائر وإلغاء العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب .
وأوضح الوزير مخلوف أنه تم تجهيز 93 من مراكز الإيواء الحكومية ، وتأهيل 19736 منزلاً متضرراً ، و1903 أبنية غير منتهية الإكساء ، إضافة إلى خدمة وتأمين 140 من مراكز الإيواء الحكومية ، موضحاً أن لجنة إعادة إعمار وتأهيل البنى التحتية المتضررة والتعويض عن الأضرار التي تشكلت عام 2012 ركزت في عملها في بداية الحرب على التعويض عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة للمواطنين وصرفت قرابة 20 مليار ليرة سورية في هذا المجال إلى جانب بناء وحدات سكنية مخصصة لاستقبال اللاجئين من الخارج في مناطق مثل الحرجلة وعدرا وحسياء .
ولفت مخلوف إلى أنه تم تشكيل هيئة تنسيق عودة المهجرين السوريين التي عملت بالتعاون الوثيق مع الهيئة التنسيقية الروسية لمساعدة اللاجئين على ترميم الوثائق المفقودة وتأمين خدمات النقل والرعاية الصحية حيث تمت إعادة مئات الآلاف من اللاجئين من الخارج ونحو 4 ملايين مهجر داخلي إلى مناطقهم بالتعاون الوثيق مع منظمة الهلال الاحمر العربي السوري والجهات المعنية ، كما تم تأمين نقل وإيواء كل الخارجين من مخيم الركبان ، وتقديم الرعاية اللازمة لهم لحين عودتهم الى منازلهم .
معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان أكد بدوره أن الإرهاب الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب هي أحد أوجه الحرب الأمريكية على سورية والتي تعد السبب الأساسي في معاناة السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم ، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تأتي في إطار تطابق الموقف الأمريكي الإسرائيلي إزاء سورية لأن الهدف منها التعويض عن هزيمة أدواتها من المجموعات الإرهابية ومحاولة إنقاذ المخطط العدائي المترنح في سورية .
وأشار إلى أن الحكومة السورية لا تألو جهداً من أجل إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد دحر الإرهاب ، وذلك من خلال بذل كل الجهود لترميم البنى التحتية وإعادة اعمار ما دمره الإرهاب . وتقديم الخدمات للمواطنين والمساعدات في المناطق السورية كافة ، لافتاً إلى عقد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين خلال شهر تشرين الثاني الماضي لتوجيه رسالة واضحة للمهجرين للعودة إلى وطنهم .
وشدَّد سوسان على أن الاحتلال الأمريكي لأراض سورية يبقى السبب الأساسي في تصعيد الأوضاع والحيلولة دون عودة الأمن والاستقرار ويتجلى ذلك في دعمه لميليشيات “قسد” لضرب وحدة سورية أرضاً وشعباً ، وسرقة الثروات الوطنية في انتهاك فاضح للقانون الدولي واعتداء سافر على سيادة سورية وعلى أراضيها وثرواتها الوطنية ، مؤكداً أن تقرير مستقبل سورية حق حصري لأبنائها ، ولن يسمح لأي كان بالتدخل في هذا الموضوع ، وأن السوريين يمتلكون العزيمة والثقة والإرادة لتحقيق ذلك بالقدر نفسه الذي هزموا به الإرهاب وداعميه بدعم من الأصدقاء في روسيا الاتحادية .
كما أشار سوسان إلى التطور المستمر للعلاقات وتعزيز تنسيق الشراكة بين سورية وروسيا بما يخدم المصالح المشتركة ، لافتاً إلى أنه وبعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم الحلفاء ارتكزت السياسة السورية على أسس الاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه وتحرير كامل التراب الوطني من أي وجود إرهابي وغير شرعي سواء أمريكي أو تركي ، وتعزيز مسيرة المصالحات المحلية وعودة مؤسسات الدولة والتعاطي مع أي مبادرات جادة لوضع حد للأزمة .
وبيَّن سوسان أن هذه الأسس هي الكفيلة بعودة الاستقرار والأمن إلى كل ربوع الأراضي السورية ، مؤكداً أن عدم التزام النظام التركي بالتفاهمات مع الأصدقاء الروس بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب أظهر مجدداً الشراكة الكاملة بين نظام أردوغان والمجموعات الإرهابية والتي تهدف إلى تحقيق الأوهام العثمانية لدى حكومة حزب العدالة والتنمية والأطماع التوسعية في الأراضي السورية الأمر الذي سيقابل بالرفض القاطع من السوريين .
من جانبه أكد ممثل مركز التنسيق الروسي اللواء بحري صيتنيك فياتشيسلاف أن مركز المصالحة نفذ في الفترة ما بين أيلول وتشرين الثاني هذا العام 2666 عملية إنسانية في كل المحافظات السورية ، مبيناً أن المركز يقوم بمراقبة إعادة إعمار البنية التحتية والمرافق العامة .
وأشار فياتشيسلاف إلى أنه وبفضل العمل النشط للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية عاد أكثر من مليوني مواطن سوري إلى أماكن إقامتهم ما قبل الأزمة وحتى تاريخ اليوم ، موضحاً أن مجموعات العمل التابعة لأقسام مركز التنسيق وبشكل مشترك مع ممثلي الهلال الأحمر العربي السوري وهيئات الإدارة المحلية يعملون على نقل 500 مهجر من 8 مراكز إيواء إلى مكان إقامتهم في المناطق المحررة و355 مهجراً آخر من 6 مراكز إيواء في محافظة حماة ، ويخطط أن يتم خروج اللاجئين من مخيم الركبان عبر معبر جليب إلى مخيم اللاجئين في الدوير .
مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن سليمان قال بدوره : إنه بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية المفروضة على سورية نستطيع القول بكل ثقة إننا تجاوزنا المرحلة الأصعب من هذه الحرب على الرغم من وجود بعض البؤر الإرهابية التي تتلقى فيها التنظيمات المسلحة دعماً مباشراً من الاحتلالين الأمريكي والتركي ونظام أردوغان عدا عن خلايا “داعش” الإرهابي التي تتحرك في مناطق البادية بدعم وتغطية الاحتلال الأمريكي .
وأوضح اللواء سليمان أن عجلة الحياة عادت إلى جميع المناطق المحررة بفضل ما قدمه الجيش العربي السوري من تضحيات وبطولات بمساعدة الأصدقاء والحلفاء الروس ، مؤكداً أن كل شبر مازال تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية سيتم تحريره من رجس الإرهاب وإعادة الأهالي إلى منازلهم ، وأن هذا الأمر منوط بواجبات الجيش العربي السوري الدستورية الوطنية والأخلاقية وهو مسألة وقت لا أكثر .
وجدَّد اللواء سليمان التأكيد على أن الجيش العربي السوري على أتم الاستعداد لمواصلة تنفيذ مهامه الوطنية واستكمال تحرير أراضينا من الإرهاب وداعميه تحضيراً لعودة أبنائنا اللاجئين خارج سورية منوهاً بدعم روسيا الكبير للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وتأمين المناطق المحررة وإزالة آثار العدوان ومخلفاته ، وتهيئة الظروف المواتية لعودة المواطنين إلى منازلهم

آخر الأخبار
وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين