الثورة أون لاين:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دول الغرب تتحمل مسؤولية الأزمات التي تعانيها دول منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التهديد الإرهابي للعالم هو نتيجة “للتجارب الجيوسياسية للغرب” في المنطقة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك اليوم عقب محادثاته مع وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة في موسكو أن من الأسباب الجذرية للوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “تفاقم الحجم الضخم الكامن في الصراع الذي لا يزال قائما هناك نتيجة التجارب الجيوسياسية للغرب الذي حاول استغلال ما يسمى الربيع العربي لمصلحته”.
ولفت لافروف إلى أن السياسات والتدخلات الغربية أدت إلى انتشار الإرهاب في دول المنطقة وتقويض الأسس الاقتصادية للعديد من البلدان وقال “المنطقة تراجعت لعقود في تطورها وأصبحت مفرخة في توليد تهديد إرهابي انتشر على نطاق واسع خارج حدودها وظهرت أزمة هجرة كبيرة”.
يشار إلى أن عدداً من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة دعمت خلال السنوات الماضية ولاتزال التنظيمات الإرهابية في سورية عبر تسليحها وتدريبها وتمويلها كما احتلت قواتها أراضي سورية وفرضت إجراءات اقتصادية قسرية مستهدفة الشعب السوري في لقمة عيشه.
وفيما يتعلق بالوضع في سورية أكد لافروف أهمية عملية أستانا في التوصل لحل سياسي للأزمة فيها وقال “في سورية وبدعم نشط من الدول الضامنة لعملية أستانا تمكنت الأمم المتحدة من تأسيس عملية سياسية مستقرة ستتواصل الشهر المقبل”، مشيراً إلى أهمية الدور التنسيقي للأمم المتحدة في الحل السياسي للأزمات في سورية واليمن وليبيا.
وكان رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا جددوا في بيان مشترك عقب اجتماع لهم عبر الفيديو مطلع تموز الماضي التأكيد على التزامهم بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها واستمرار التعاون حتى القضاء نهائياً على الإرهاب فيها، مشددين على رفضهم أي مخططات انفصالية تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها.
من جهة أخرى اعتبر لافروف أن عملية البحث عن حل سياسي للقضية الفلسطينية “تواجه مخاطر حقيقية تنبئ بالفشل”، واصفاً الوضع بأنه “خطير للغاية”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا شددت يوم الجمعة الماضي على موقف بلادها الثابت القاضي بأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مركزية لإحلال السلام في الشرق الأوسط ولا يمكن التوصل إلى استقرار إقليمي مستدام وطويل الأمد دون حلها فيما أكد السفير الروسي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي أناتولي فيكتوروف أن عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية يمثل أكبر عامل لزعزعة استقرار المنطقة.