الثورة اون لاين – عائدة عم علي:
ارتفاع وتيرة اعتداءات جنود الاحتلال ومستوطنيه هو ما تنتهجه حكومة العدو الصهيوني بقوة السلاح والإرهاب بهدف العمل على تهجير الفلسطينيين من أرضهم من خلال الممارسات القمعية والاعتداءات الممنهجة على الأراضي الزراعية، وهذه الجرائم وعمليات التنكيل المتصاعدة تندرج في إطار السعار الشرس والمستمر الذي تمارسه حكومة نتنياهو العنصرية من أجل تكريس وشرعنة الاحتلال، وسرقة وضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لتهويدها وزرعها بالمستوطنات اللاشرعية, وكل هذا يتم تحت صمت وتواطؤ مطبق من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية التي تنأى بنفسها عن محاسبة هذا الكيان الإرهابي ولجمه وهو الأمر الذي يعطي الذرائع المتعددة للاحتلال لمواصلة جرائمه، والتي تجلت مؤخرا في تنفيذ ما يسمى بمخطط القطار الخفيف الذي أقرته حكومة الاحتلال والذي يهدف إلى ربط جميع المستوطنات المحيطة بالقدس من جميع الجهات يبعضها البعض وربطها بالقدس المحتلة، عبر شبكة واسعة من الأنفاق والجسور، بما في ذلك المستوطنات الموجودة في الأغوار المحتلة بما يؤدي إلى تغيير معالم وصورة وهوية المدينة المقدسة، وإغراق المناطق والأحياء الفلسطينية وتحويلها إلى بؤر معزولة في محيط استيطاني واسع وعميق.
وردا على جرائم الاحتلال طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لمنع تنفيذ مخطط القطار الخفيف، واعتبرت في بيان صحفي اليوم الأربعاء أن بدء تنفيذ هذا المشروع يندرج في إطار محاولة حكومة الاحتلال استغلال الأيام المتبقية على وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض لتنفيذ أكبر عدد ممكن من المخططات الاستعمارية التوسعية التي واجهت في فترات سابقة معارضة دولية واسعة, في محاولة منها لخلق وقائع جديدة على الأرض من شأنها تكريس ضم وتهويد القدس الشرقية ومحيطها وفصلها عن أي امتداد فلسطيني، وحسم مستقبلها وقضايا الحل النهائي التفاوضية من طرف واحد وبقوة الاحتلال، ووفقا لخارطة مصالحه الاستعمارية, ما يؤدي إلى إغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومتصلة جغرافياً وذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، أي ضرب أي جهود دولية مبذولة لإطلاق عملية سلام ومفاوضات جادة وإفراغها من مضمونها الحقيقي.
وحملت الخارجية حكومة الاحتلال أذرعها المختلفة المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة ونتائجها وتداعياتها على فرص تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدة أن التصعيد الحالي في عمليات التوسع الاستيطاني وعربدات المستوطنين تحدٍ صارخ لإرادة السلام الدولية واستخفاف مباشر بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة وقراراتها وإمعان في التمرد والانقلاب على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والاتفاقيات الموقعة.
الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لم يتوقف وتزداد وتيرته حيث أصيب فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال اليوم قرب جدار الضم والتوسع العنصري المقام على أراضي قرية مريحة بمنطقة يعبد جنوب غرب جنين.
وفي هذه الأثناء اقتلعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات أشجار الزيتون، وجرفت أراضي قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم.
وأفادت وكالة وفا نقلا عن رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة، بأن التجريف طال 70 دونما من أراضي المواطنين، وأدى إلى اقتلاع 300 شجرة زيتون في مناطق “صف الخمايسة و “واد الوطواط”، و”المشماس” غرب القرية، منها 150 شجرة تعود للمواطن عبد الرحيم علي الطوس، وما تبقى للمواطنين: عزات عبد الله أبو لطيفة، وهلال محمد مشاعلة، وإبراهيم أبو لوحة.
وأشارت الوكالة إلى أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت المنطقة وشرعت بتجريف أرض تعود ملكيتها لعائلة مشاعلة واقتلعت مئات أشجار الزيتون.
وفيما تعد سياسة الاعتقال واحدة من السياسات القمعية التي يستخدمها الاحتلال الإرهابي بضراوة لإخضاع الشعب الفلسطيني، فقد أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على اعتقال خمسة فلسطينيين بعد اقتحامها عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة.