كيف نحررأطفالنا من مشاعر الغضب ؟

الثورة أون لاين – رويدة سليمان:

ليس هناك أشد إيلاماً ووجعاً من رؤية أطفالنا يعانون من الضجر والملل ، يميلون إلى التشاؤم والكآبة،وتتنوع وتتعدد انفعالاتهم ،من خوف وغضب وعدوان وتمرد وغيرة ،وقد يترجمونها إيذاء وعنفاً للآخر وتخريباً وفوضى في البيت .
أطفالنا عانوا من تداعيات الحرب العدوانية وتبعاتها القاسية على جميع المستويات، حيث خبروا أوجاعها الاقتصادية ، والنفسية ،والصحية من حجر صحي وحظر تجوال، على الآباء تقديم الدعم المناسب لهم بخطوات تربوية صحيحة للتخفيف من تأثير هذه الخبرات الصعبة .
ربما يلجأ بعض الآباء إلى استخدام العنف والضرب عند غضب الأبناء أو تمردهم على قوانين الأسرة جهلأً بأساليب التربية والتنشئة الصحيحة ، أو يهملون هذه المشاعر انشغالاً بهموم حياتية ولايأخذونها على محمل الجد لتكبر وتصبح مشكلة انفعالية وربما سلوك عدواني بحاجة إلى اختصاصيين تربويين ، دون أن يدركوا أنهم المصدر الحاسم للشفاء واحتواء الألم النفسي.
فأولى خطوات العلاج مشاركة الأبناء مشاعرهم ويكون ذلك بالاستماع إليهم واحترام أحاسيسهم في جو من الثقة والحب وطمأنتهم ان مايشعرون به ينتابهم أيضاً من غضب وملل أو كره ونوعية الوقت الذي يقضيه الآباء مع الأبناء الغني بالتفاعل والحب ما يشجعهم على الحديث عن مشاكلهم والتعبير عن مشاعرهم وما يزعجهم عن طيب خاطر وليس قسراً .
وهنا على الآباء الإنصات ومحاولة التواصل بالمعينين واستخدام الأصوات المشجعة على سبيل المثال لا الحصر كأن يقال (آه،نعم)أو عن طريق الايحاء بالرأس والابتسامة ، مع تقبل هذه المشاعر مهما كانت.
وفي مرحلة لاحقة يمكنهم العودة لتصحيحها وتوضيحها لتسهم في بناء موقف إنساني مستقبلاً .
وعن آليات الدعم التي يستطيع الأهل استخدامها ومن شأنها أن تسهم في توجيه الخوف والغضب إلى فعاليات إيجابية تشعره بالسيطرة وتعيد من توازنه النفسي ، يؤكد مختصون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن عالم الخيال والموسيقى والرقص والتمثيل والقصص ، جمعيها فعاليات مهمة تسهم في الحالات الضاغطة في إعادة التوازن ، والتخلص من المخاوف والعودة إلى الطمأنينة، وهي خير وسيلة لتصريف قيود مكبوتة وتصريف الطاقة المخزونة ، ولاتقتصر أهمية هذه الآليات عل المرحلة الحرجة التي يمر بها ، بل تتعداها بكونها حاجة للنمو ،فاللعب يساعد على السيطرة على أجسادهم واستعادة توازنهم الجسمي مثلما تساعدهم ألعاب الخيال على استعادة توازنهم النفسي ،كما يمكن للأهل تحضير كيس من الرمل في البيت أو دمية نوجه الطفل إليها عندما يغضب للتعبير عن مشاعره وبعدها يمكن التحدث معه ومحاولة فهم أسباب غضبه ، ومن المهم أن نسرد حكايات وقصصا لأطفالنا تعلمهم كيفية التعامل مع المشاعر من قلق وخوف وغضب .
وأفضل من يهتم بالطفل هما الوالدان ، ورعايته لا تقتصر على العناية بطعامه ولباسه وتعليمه، بل هو كائن إنساني بحاجة إلى التعبير عن مشاعره وأحاسيسه وهمومه وإلى الحرية في بناء شخصيته وتوسيع دائرة الحياة وتأهيله للسير بخطوات واثقة ،وأن مشكلاتهم الانفعالية قد تكون عابرة وآمنة،طبيعية ومبررة، وتتغير مع دعم الآباء بروح رياضية وبأسلوب تربوي واع لتأمين أساليب الهدوء النفسي والاستقرار والطمأنينة والسكينة. مع وجوب الابتعاد عن أساليب التهديد والعقاب الجسدي ،والإهمال والذي يعد من أشد أنواع العنف .

آخر الأخبار
قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة   وسط توترات جيوسياسية وعسكرية.. القارة الآسيوية تغرق في سباق التسلح     ما هي دلالات وأبعاد رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب؟  رغم الرماد والنار.. ثمّة من يحمل الأمل ويزرع الحياة من جديد خبير لـ " الثورة" : ما خسرناه من غطاء حراجي يحتاج لسنوات ومبالغ كبيرة استمرار جهود الإخماد في اللاذقية لليوم السابع.. وتقليص البؤر المشتعلة بدعم عربي ودولي شبكة حقوقية تُدين تقاعس المجتمع الدولي وتُطالب بإعلان حالة الطوارئ في سوريا مقاربات واشنطن تجاه "قسد".. تثبيت لوضعها الحالي أم دفعها نحو دمشق؟ الشرع يلتقي المبعوث الأميركي.. دمشق و واشنطن.. تعزيز الحوار وتطوير علاقات التعاون عبد الكافي الكيال لـ"الثورة": جهودنا مستمرة.. ونعمل ليلاً ونهاراً للسيطرة على الحرائق قوى الأمن الداخلي تشتبك مع خلية مشتبه بها على طريق إدلب - بنّش.. وتضبط أسلحة وذخائر دراسة ضريبة الدخل على الراتب .. خبير اقتصادي: تستهدف فئة ذات دخل محدود تحسين الواقع الخدمي في الكفرين والبلدات التابعة الثروة الحراجية .. رئة البيئة تحترق في ريف اللاذقية تسجيل 414 شركة في 5 أشهر.. تسهيلات مستمرة وتنامي الطلب على الرقمنة والتحول الرقمي رابطة الجالية السورية في فرنسا تستكمل هيكلها التنظيمي أوجلان يعلن نهاية الكفاح المسلح.. مرحلة جديدة في العلاقة بين الكرد والدولة التركية طلاب التاسع ينهون ماراثون امتحاناتهم مع لغة "الضاد".. موزونة ومرنة وواضحة عدالة الكهرباء غائبة في قدسيا والهامة بريف دمشق.. مواطنون: مقارنة ساعات التغذية مع العاصمة يعكس انع... بحث سبل التعاون بين وزارة الطوارئ ومركز الملك سلمان للإغاثة