الثورة أون لاين:
لا حياد في الحرب على الأوطان أبداً، وربما علينا أن نذكّر الجميع أن أي حبر لا يُغمس بالدفاع عن الوطن حين يكون الوطن في مهبّ الريح ليس إلا حبراً فاسداً لا معنى ولا خلود له .
هذا ليس في هذا الوطن المترامي الأطراف إنما في العالم كله روائع الإبداع شعراً، روايات، لوحات، وما في القائمة كانت الحروب على الأوطان ملهمة لها.
وفي الدراسات النقدية عشرات الكتب التي تناولت هذا الجانب، نذكر منها أدب الحرب للدكتورة نجاح العطار والراحل حنا مينة.
في حرب تشرين التحريرية كتب نزار قباني مخاطباً الكتّاب والمبدعين العرب بما معناه، كل القطر ..جمع قطار/مسافرة إلى الجبهة فإذا لم تكتبوا اليوم فلن تكتبوا غداً.
ربما يرى البعض أن الأمر يحتاج إلى مرور وقت مضى لفعل ذلك..
اليوم والحرب العدوانية على سورية تكاد تدخل عامها العاشر
يحق لنا أن نطرح الكثير من الأسئلة وان نرصد ما يمكن الوصول إليه مما كتب عن هذه الحرب.
صدرت روايات ومجموعات شعرية كثيرة ودراسات مؤلفة ومترجمة ويمكن الحديث عن مئات العناوين في الألوان كافة.
لكن اللافت في الأمر أن حبر الشباب كان هو صاحب قصب السبق في هذا الأمر، في الشعر والرواية، في الرواية يمكن الحديث عن عشرات العناوين المهمة لروائيين شباب بعضها عن دور نشر خاصة وبعضها عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق.
طبعاً هذا لا ينفي صدور روايات عن الحرب لكتاب لهم بصمتهم في المشهد الروائي ومنهم هزوان الوز وغيره.
ثلاث روايات..
في العام الماضي تابعت الكثير من الروايات التي صدرت عن الحرب على سورية وكتبت عنها، وقبيل نهاية العام كانت ثلاث روايات مهمة مسك الختام، صدرت اثنتان منها عن الهيئة العامة السورية للكتاب وهما فائزتان بجائزة حنا مينة للرواية،
الشيخ والفول رواية مهمة للروائي مازن أيمن النفوري،
تشدك الرواية من البداية إلى النهاية مكانها دمشق لكنها تنسحب لتصل إلى كل الجغرافيا السورية في الشخوص والأحداث والوقائع، وهي الرواية المكتوبة بالهم الوطني والإنساني من خلال شرائح اجتماعية كثيرة تتفاعل وتصل إلى ذروة الفعل الوطني والإنساني.
شخصيات الرواية قد يخطر بذهنك أنها أمامك هناك قرب شارع الثورة أو في باب سريجة أو سوق ساروجة.
قد تصادف بائع الفول أو الشيخ أو مريم أو قد تسمع أصوات من في البيت أو ترى دار النشر في الحلبوني، وتبكي الشيخ الراحل الذي أسس لفعل إنساني حقيقي.
تشالما..
تشالما الرواية الثانية للروائي نزار طربوش …
رواية الدفقة والسيرة الذاتية من القرية إلى كل بيت سوري، شاب يلتحق بالجيش هرباً من واقع اجتماعي معين، لتبدأ الأحداث تتواتر وتنتقل إلى ملحمة الفداء، مواجهة الإرهاب، أحداث ووقائع توثق وتقدم رواية من يفعل على أرض الواقع،
تمضي مع أبطالها بكل حيواتهم لتصل إلى ذروة النصر وتحرير مرتفعات تشالما في الساحل السوري قرب جبل الأقرع،
الرواية ملحمة الفعل على أرض الواقع.
الريشة البيضاء..
رواية للدكتورة لين الغرير ..تتخذ من حمص مكاناً لها وعلى لسان ريشة بيضاء غادرت جناح العصفور وحلقت في رحلة استكشافية، تذكرنا برسالة الغفران من حيث أسلوب الطيران والاستماع والروي، أبطالها أفراد المجتمع كلهم من الطفل إلى أعلى القائمة، تفرد مساحات واسعة لوصف القاع الاجتماعي الذي كان، ومن ثم إلى ما تركته الحرب علينا جميعاً، في كل رحلة للريشة حكاية وواقع.
ثلاث روايات توّجت العام الماضي، وهي من نبض الوطن وقصصه، ثلاث روايات تضاف إلى روائع الأدب الذي يحتفي بالإنسان والوطن، وتطرح السؤال الملح.
لماذا تقدم الكتّاب الشباب وأحجم من يسمّون أنفسهم شيوخ الكار…بصيغة أخرى.. مدللو الثقافة المتحفية …لهذا التساؤل المرّ ..أكثر من جواب ولنا عودة إليه.