يصاب البعض بالدهشة من تشبث دونالد ترامب بمنصب الرئيس رغم خسارته بالانتخابات، ويستغرب هؤلاء خطواته البلطجية لقلب النتائج لصالحه في اللحظات الأخيرة التي تسبق مغادرته البيت الأبيض، وبأي ثمن، حتى ولو كان على حساب دماء مواطنيه ووحدتهم، مع أنهم يدركون أن هذه الدهشة وهذا الاستغراب ليسا في محلهما، وسرعان ما يزولان حين العودة إلى تلال الفضائح والغطرسة والتجبر التي ملأت عبر أربع سنوات أرشيف الرئيس الأميركي، الأكثر تهوراً بتاريخ الولايات المتحدة.
ويكفي أن نشير هنا إلى جملة من مواقف ترامب، والتي يندى لها جبين الإنسانية، كي نؤكد أن وجه الاستغراب في غير محله، وأن منهجه الإرهابي بحق الأميركيين وشعوب العالم يجزم بإمكانية اتخاذه مواقف تتجاوز التشبث بالكرسي الرئاسي، بل وتتعدى حدود إشعال حرب أهلية أميركية إلى إمكانية شن حروب ظالمة ومدمرة ضد الشعوب في الأيام الأخيرة لوجوده في البيت الأبيض.
فليس غريباً على من أمر استخباراته بالقيام بأكثر من عملية اغتيال في العالم، منها ما نفذ ومنها ما لم ينفذ، ولا على من كانت مواقفه مناقضة للأخلاق الإنسانية، ومنافية للقوانين الدولية، أن يتشبث بكرسي ليس من حقه، وليس غريباً على من تعامل مع العالم بصلف وغرور، وتفوق حتى على التنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة، التي أسستها بلاده، بارتكاب الجرائم أن يتمسك بكرسي رئاسة أميركا.
إنه ترامب الذي تاجر بوباء كورونا، وتسبب بوفاة مئات الألوف من مواطنيه، وهو الذي تسبب بمعاناة مئات الملايين من البشر من سورية إلى كوبا وفنزويلا مروراً بدول عدة بعد أن حاصرها وحاول تجويع شعوبها، إنه عدو الديمقراطية والمرأة والحريات، فكيف لا يتخذ مثل هذا الموقف النشاز؟!.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة