الثورة أون لاين – فردوس دياب:
يبدأ أبناؤنا التلاميذ والطلبة صباح اليوم تقديم امتحاناتهم الفصلية التي سوف يحصدون فيها نتائج ما زرعوه طيلة الفصل الدراسي الأول، وقد تعتريهم خلال فترة الامتحانات بعض الأمور التي تؤثر على قدرتهم أثناء تقديم امتحاناتهم بالشكل الذي يطمحون إليه، ولعل من أبرز هذه الأمور هو القلق الامتحاني الذي بات يسيطر على الكثيرين منهم، وهذا يرتبط بالعديد من الأسباب التي يتعلق بعضها بالتلميذ بشكل خاص، وبعضها الآخر يتعلق بالمدرسة والحالة التعليمية على وجه العموم.
وبغض النظر عن الأسباب التي تقف خلف القلق الامتحاني، فإنه من المهم الإشارة إلى أن القلق والتوتر والخوف الذي يسبق الامتحانات هو حالة طبيعية جداً عند الطلاب والتلاميذ كافة، وليس حالة مرضية كما يتصور ويعتقد بعض الأهل، إلا في حالات نادرة وخاصة جداً حيث يتجاوز فيها قلق التلميذ الحدود المعقولة والمنطقية التي يتوجب عندها معالجة هذا الخوف من خلال البحث عن أسبابه الحقيقية التي دفعت بالطالب أو التلميذ إلى هذا الخوف الشديد من الامتحان.
الإحساس بعدم الراحة..
ويعرف القلق الامتحاني بأنه عبارة عن حالة إحساس الطالب بانعدام الراحة النفسية وتوقع حدوث العقاب ويصاحبه الشعور بفقدان الفائدة والرغبة في الهروب من الموقف الامتحاني، ويظهر من خلال الأعراض أو المظاهر التي تبدو على الطالب في الجوانب الانفعالية والمعرفية والجسمية أثناء تأديته للامتحان، وهذا ما ينعكس على سلوكه وتوافقه الشخصي مع المحيط الاجتماعي، ويعد قلق الامتحان أحد العوامل المعوقة للتفوق بين الطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية.
وللقلق الامتحاني نوعان، الأول مرضي ويشكل عائقاً أمام تحصيل الطالب الدراسي ولا سيما في حالة تجاوزه للحدود الطبيعية، أما الثاني فهو القلق الصحي هذا شيء طبيعي يسرع في عملية التحصيل الدراسي ويزيد من فرص التعلم ويسمى هذا القلق بالقلق الدافعي.
ويصنف القلق الامتحاني حسب أشكاله إلى عدة أشكال، أهمها القلق الشعوري، حيث يعي الطالب أسبابه ويمكنه تجاوزه وقد يكون من حيث شدته بسيطاً أو حاداً بحسب شخصية الطالب والأسباب التي تؤدي إليه، وقد يكون مؤقتاً أي أسبابه تكون مؤقتة، وهناك أيضاً القلق المحدد لكونه يرتبط بموضوع محدد، وقد يكون خارجياً لأن أسبابه مرتبطة بظروف خارجية، كما أن هناك أعراضاً مصاحبة للقلق تظهر من خلال تسرع في دقات القلب ونوبات من الدوخة والإغماء وتنميل في اليدين أو الذراعين، بالإضافة إلى الغثيان أو اضطراب في المعدة والشعور بألم في الصدر والتعرق وضعف الأعصاب والانفعال الزائد وعدم القدرة على الإدراك والتمييز ونسيان الأشياء وزيادة الميل إلى العدوان.
و هناك أيضاً مجموعة من الخصائص التي يشعر بها الطالب المتوتر، أهمها الانزعاج من أدائه والتفكير بأداء الآخرين وتنتابه ردود فعل واضطرابات فسيولوجية مختلفة وتساوره بصورة متكررة مشاعر العجز وعدم الكفاية لإنهاء المهمة المكلف بها بسبب ضعف ثقته بنفسه، كما أنه يتوقع العقاب وفقدان الاحترام والتقدير من الآخرين وانتقاد الذات والشعور بالضعف الشخصي، وبالإضافة إلى توقع الفشل وفقد احترام الذات والتفكير في البدائل التي يمكن اللجوء إليها في حالة فشله في أداء الامتحان.
أما بالنسبة لمصادر القلق الامتحاني فيعود أغلبها إلى المبالغة في تقدير أمر النجاح والفشل، خاصة لطلاب الشهادة الثانوية وصف التاسع، فدخول الامتحان عندهم كدخول معركة، كما يمكن أن يكون الطالب نفسه أحد مصادر القلق، عندما لا يقوم بواجبه الدراسي، حيث يشعر أن دراسته كانت غير كافية وبذلك يستثار عنده الشعور بالذنب، بالإضافة إلى أن الأسرة أيضاً قد تكون مصدراً لقلق الطلاب من الامتحان بسبب الاهتمام الزائد بالمستقبل الأكاديمي للأبناء، لأن قلق الامتحان ينمو في المواقف الأسرية في السنوات المبكرة من حياة الفرد، كما أن المعلمين من الممكن أن يكونوا المصدر الرئيس لظهور القلق الامتحاني، خاصة عندما يظن بعضهم أنه داخل لمعركة مع الطلاب ونقصد هنا بعض مراقبي الامتحانات الذين يدخلون قاعة الامتحانات وهم مشحونون بالعصبية والتوتر المفرط.
الثقة بالنفس..
إن الثقة بالنفس لها دور كبير في القضاء على التوتر والتشتت والارتباك عند أبنائنا الطلاب والتلاميذ، وكذلك فإن أخذ فترات منتظمة من الراحة أثناء الدراسة يعتبر أمراً ضرورياً من أجل الترويح عن النفس وتجديد الطاقة والنشاط وتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، وأيضاً النوم باكراً وتناول وجبة الفطور، لأن الحرمان من الغذاء يؤثر سلباً على عمليات الحفظ والتذكر وتنظيم الأفكار، كما يتوجب عدم البحث عن الأسئلة المتوقعة لأن
ذلك يربك ويشوش الذهن والأفكار.