الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
نظمت مؤسسة القدس الدولية – سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم محاضرة تحت عنوان”القدس والعروبة”, وذلك في مركز ثقافي أبي رمانة بدمشق.
الباحث والكاتب السياسي الأستاذ الدكتور علي دياب عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب أكد في سياق المحاضرة أن القدس عربية كنعانية في نشأتها ولغتها وتسميتها، مشيرا إلى أن الهيكل المزعوم كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود, حيث أثبتت جميع الحفريات أنه لا وجود له إلا في مخيلة الصهاينة.
واستشهد الدكتور دياب بما سبق وأكدته عالمة الآثار البريطانية الدكتورة كاتلين كابينوس حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار في القدس, حيث قامت بأعمال حفريات بالقدس, إلا أنها طُردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الصهيونية حول وجود آثار للهيكل المزعوم أسفل المسجد الأقصى.
وأكد الدكتور دياب أن الانتماء الوطني لا يستند إلى العرق والدم ولكنه انتماء حضاري بمظلته الثقافية واللغوية، واللغة العربية تمثل الرابط الوطني والحضاري، لأن حضارتنا العربية في مختلف ميادينها, لم يكن أصحابها جميعاً من العرق العربي, بل كان انتماؤهم الحضاري والثقافي عربياً، وهذا ينطبق على الكثيرين أمثال ابن سيناء والفارابي والخوارزمي وغيرهم.
وأشار الدكتور دياب إلى أن سورية هي مجال فخرنا واعتزازنا, وهي القلب في الأمة العربية, وبقدر ما نكون أوفياء لقطرنا العربي السوري, نكون أوفياء لوطننا العربي، وبذلك نكون أوفياء لقوميتنا العربية ذات المحتوى الإنساني التقدمي التحرري البعيد عن التعصب والتطرف, مؤكداً على ضرورة أن يكون الحوار العلمي والموضوعي والحضاري هو ديدننا، وبذلك نعيد لأمتنا توازنها بعد أن تتجاوز ما تعيشه من حالة انهزامية وتخلف, وتستعيد بعضاً من دورها وإسهامها في الحضارة الإنسانية.
كما تحدث الدكتور دياب عن عرب الجزيرة، فأشار إلى أنهم ليسوا من البدو الرحّل، فهناك مدن مثل مكة ويثرب والطائف، واليمن والبحرين, وكلها كان لها تجارتها وحضارتها، موضحاً أن المؤرخين أكدوا أنه بسبب التغيرات المناخية, التي أدت إلى تصحّر الكثير من المناطق, مثل الجزيرة العربية وبادية الشام, دفعت بسكانها للإقامة في بلاد الرافدين والهلال الخصيب وشمال إفريقيا, مشيراً إلى أن الإقامة في هذه المناطق انطلقت من الصحارى والبوادي, وليس بالعكس.
حضر المحاضرة عدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية ونخبة من الباحثين والمهتمين وأساتذة جامعات، وفعاليات ثقافية واجتماعية.

السابق
التالي