الثورة أون لاين – دينا الحمد:
مع بدء اجتماعات الجولة الخامسة للجنة المصغرة لمناقشة الدستور اليوم ، بمشاركة الوفد الوطني والوفود الأخرى في مقر الأمم المتحدة في جنيف ، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو : هل مازالت أطراف العدوان تصر على محاولات إفشال هذه الاجتماعات وفرض أجنداتها عليها ، وتمرير سمومها أم إن هناك ما يؤشر لتغيير ما في سلوكها ؟!.
في الواقع كل المؤشرات تؤكد أن أطراف منظومة العدوان بقيادة أميركا مازالت تسير على السكة ذاتها التي سارت عليها منذ بداية الحرب الإرهابية وحتى اليوم ، أي عرقلة الحل السياسي في سورية ، وعرقلة وصول اللجنة لأهدافها وغايتها ، ووضع العصي في عجلاتها ، ومحاولة التدخل في شؤون السوريين وعدم احترام إرادتهم ، وعدم تقدير رغبتهم بضرورة التوافق على مبادئهم الوطنية العامة ، وفي طليعتها احترام مبدأهم الوطني السامي ، أي سيادة ووحدة واستقلال أراضيهم ، وكتابة دستورهم بأيديهم وحدهم .
وهذه الأمور ، أي مخططات منظومة العدوان ، لم يعرفها السوريون والعالم معهم في جنيف وحدها بل في كل محطات الحوار والاجتماعات من سوتشي إلى أستانة وغيرهما ، ففي كل محطات الحوار واجتماعاته كانت واشنطن تضع العقبات في طريق الحل ، كي تستمر في “عسكرة” الوضع وتأجيج الميدان ونشر الفوضى الهدامة على يد “داعش والنصرة والقاعدة” وأفراخها من المتطرفين والانفصاليين كقسد والحر وغيرهما ، وكانت تفخخ أي بوادر تؤسس لإنهاء الحرب العدوانية و الحصار الجائر .
ومن مِنَ العالم لا يتذكر كيف طالبت واشنطن غير مرة ، وبلسان ما يسمى مبعوثها إلى سورية “جيمس جيفري” بأن يتضمن جدول أعمال لجنة مناقشة الدستور في أكثر من محطة لها في جنيف ما تريده بلاده من أجندات استعمارية ، وكيف حاولت واشنطن حرف اجتماعات اللجنة في كل مرة عن جوهر عملها ، وكيف حاول البيت الأبيض غير مرة رسم ملامح الدستور السوري كما ترغب مخططات ساكنيه الشريرة .
لا شك أن وفدنا الوطني سيؤكد اليوم كما في كل الجولات السابقة على ثوابتنا الوطنية ، وسيرفض أي مخطط انفصالي للأراضي السورية ، وسيطالب باحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها واحترام إرادة شعبها ، وسيحث أطراف العدوان على عدم تخريب جولة الحوار الحالية ، وعدم عرقلة أي أمل يلوح في الأفق ويؤسس لحل ما ، لكن بالتأكيد سيعود أقطاب العدوان إلى مسلسلهم المعروف وهو تخريب الحوار كي يكملوا مخططهم الإرهابي ويحاولوا فرض أجنداتها المشبوهة ليس على لجنة مناقشة الدستور بل بكل تفصيل يمس سورية التي انتصرت على إرهابهم وأجنداتهم الاستعمارية