“الاتفاق النووي” بعد أسبوع من رئاسة بايدن.. سياسات المراوغة ذاتها

الثورة أون لاين – راغب العطية: 

احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، حسبما وعد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، بات يصطدم بسياسة الكذب والمراوغة الأميركية، حتى الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق باتت هي الأخرى تعزف على وتر المراوغة رغم ادعاءاتها السابقة بأنها متمسكة بالاتفاق، ولكنها لم تقدم على خطوة واحدة تؤكد على نيتها تلك، ولم تزل تحابي السياسة الأميركية بهذا الشأن.
وفي محاولة لتضليل الرأي العام العالمي زعم وزير الخارجية الأميركي الجديد انتوني بلينكن أن إدارة بايدن ستعود للاتفاق بحال عادت إيران للالتزام الكامل بتعهداتها بموجب الاتفاق، ولكنه عقب على هذا القول بأن بلاده ستسعى لبناء ما سماه “اتفاق أطول وأقوى” يتناول مسائل أخرى وصعبة للغاية، من دون أن يحدد هذه المسائل، ولكن بايدن سبق له وأن حددها على أساس أن تشمل برنامج إيران الصاروخي، وقد ردت ممثلية إيران في الأمم المتحدة، على أول تصريحات لوزير الخارجية الأميركي الجديد حول مستقبل الاتفاق النووي، وقالت إن “الإدارة الأميركية الجديدة الراهنة، وعلى غرار الإدارة السابقة، تنتهك تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231”.
إذاً من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة بدأت تكشف توجهها الحقيقي تجاه الاتفاق الذي انتهكته بعهد ترامب، وتحاول فرض شروط تعجيزية لن تقبلها إيران، التي طالما التزمت ببنود الاتفاق بشكل منفرد، وتنتظر الطرف الأميركي والأوروبي الإيفاء بالتزاماته التي حددها الاتفاق، وعلى رأسها رفع العقوبات، وليس فرض المزيد منها كما فعلت الإدارة الأميركية السابقة، وقد أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الجمعة إلى أن بلاده لن تقبل مطالبة الولايات المتحدة بالعدول عن تسريع برنامجها النووي، قبل أن ترفع العقوبات، مؤكدا أنها تمارس الإرهاب الاقتصادي ضد بلاده، وشنّ حرب اقتصادية عبر هذه العقوبات الأحادية الجانب.
وكان ظريف قد نصح بتغريدة له على “تويتر” أول أمس وزير الخارجية الأميركي الجديد للتحقق من الوقائع حيال الولايات المتحدة، حيث إن أمريكا هي من انتهكت الاتفاق النووي، ومنعت الغذاء والدواء عن الإيرانيين ولم تلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 2231 وعاقبت الملتزمين بالاتفاق النووي”، وقال: “على مدار تلك الفوضى الدنيئة ضد إيران، قامت طهران باتخاذ التدابير العلاجية حيال الاتفاق النووي فقط”، مضيفا أن “إيران بقيت ملتزمة بالاتفاق النووي وعلى واشنطن أن تقوم من جانبها بالخطوة الأولى حيال الاتفاق”، وشدد على عدم نسيان الحد الأقصى من الفشل الذي واجهته إدارة ترامب في سياستها مع طهران.
الدول الأوروبية التي طالما ادعت حرصها على إنقاذ الاتفاق، والدفاع عنه، بدأت هي الأخرى تضع شروطا من خارج سياق ما اتفق عليه سابقاً، وذلك بتناغم واضح مع سياسة المراوغة الأميركية التي بدأت تنتهجها إدارة بايدن اليوم، وهذا ما بدا واضحا من خلال دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لضرورة ضم قوى أخرى إلى الاتفاق النووي ومن ضمنها النظام السعودي- والكيان الصهيوني بطبيعة الحال حتى وإن لم يسمه بالاسم- وتوعد في حديث متلفز بأن التفاوض مع إيران سيكون “متشدداً جداً”، وسيطلب منها ضم الشركاء في المنطقة إلى الاتفاق النووي، وهذا مؤشر واضح على النيات التي تبيتها أميركا وحلفاؤها الأوروبيون بشأن مصير الاتفاق، ومؤشر أيضا على سلة ضغوط غربية جديدة بحق طهران.
وفي مؤشر حقيقي على التنسيق الأميركي- الأوروبي بشأن وضع المزيد من العراقيل أمام تطبيق الاتفاق، أجرى المبعوث الأميركي الجديد الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي أمس مباحثات مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بخصوص الاتفاق النووي مع طهران، وذلك فور توليه منصبه الجديد في إدارة الرئيس بايدن وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وفي رد على التوجهات الأميركية والأوروبية الجديدة أكد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذو النور، مساء أمس على ضرورة أن تتراجع إيران عن تطبيق تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق حتى يلتزم الجانب الآخر بتعهداته ويطبقها”، مؤكدا أنها اللغة الوحيدة التي يفهمها الأمريكيون، جمهوريين وديمقراطيين.
وأوضح أن “قرار الحكومة الإيرانية في تنفيذ قانون إلغاء الحظر والحفاظ على مصالح الشعب الإيراني، لا رجعة فيه، بل بات تنفيذه ضرورة ملحة، بعد الخطاب المتعجرف لوزير خارجية بايدن، أنتوني بلينكن، الذي دعا فيه إيران للالتزام بالاتفاق النووي، وضرورة التفاوض على اتفاق جديد يشمل قضايا غير نووية، وقال: إنه “إذا كان بلينكن يأمل، أن يتوصل إلى اتفاق نووي جديد، يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني وسياسة إيران الإقليمية، اعتمادا على العقوبات التي فرضها ترامب على إيران، فمن الأفضل أن يتفاوض مع “إسرائيل” والسعودية وليس مع إيران، فإيران لن تتفاوض من جديد على أي اتفاق، ولن تقبل بغير الاتفاق النووي الذي أبرمته مع مجموعة 5+1″.
فيما رد مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي على تصريح بلينكن وقال إن بلاده لم تغادر الاتفاق النووي حتى تعود إليه، وأضاف: “لم نغادر الاتفاق لنعود إليه، وسنفي بالتزاماتنا تجاه الاتفاق عندما نتأكد من أن أوروبا والولايات المتحدة تفيان بالتزاماتهما”.

آخر الأخبار
منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة الخارجية تدين التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة وتؤكد حقها بالدفاع عن أرضها  الاعتداءات الإسرائيلية.. وحق سوريا في الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة قوات الاحتلال تغتال الحقيقة.. هكذا يعيش ويعمل صحفيو غزة  بين الفائض و انعدام التسويق.. حمضيات طرطوس هموم وشجون.. وحاجة للدعم قرار الخزانة الأميركية.. خطوة تراكمية نحو تعافي سوريا دمشق تستعد للحدث الأهم.. المحافظ يتفقد آخر الاستعدادات في مدينة المعارض عودة اقتصاد الإبداع والهوية.. حرفيو حلب في معرض دمشق الدولي هذا العام الطفل الوحيد.. بين حب الأهل وقلقهم المستمر معرض دمشق الدولي.. جزء من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية لجنة التحقيق في أحداث السويداء تواصل عملها الميداني وتؤكد على الحياد والشفافية التحالف السوري الأميركي..  زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق خطوة محورية لدعم تعافي سوريا