الثورة أون لاين – سلوى الديب:
“لغة حضارة و أدب وعلم، وهي الرابط الأهم من روابط القومية العربية.
إن تحليل مشكلات اللغة العربية من الضرورات في واقع التعليم العربي وفحص الجزئيات..” بهذه الكلمات بدأ الأستاذ عيسى إسماعيل الندوة الحوارية التي تحمل عنوان “مشكلات اللغة العربية” في رابطة الخريجين والجامعين بحمص.
تناول الدكتور وليد العرفي بالقول: تقسم مشكلات اللغة العربية إلى نوعين منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي، ووضع اللغة انعكاس لحال الأمة العربية، وهو واقع ابتلي بالاستعمار وراء الاستعمار، وهو ما خلَّف تركة لغوية حاول فرضها على الشعوب العربية، أما الجانب الذاتي فقد رأى أنه يتوجّب علينا تنشئة الطفل على حب اللغة العربية، وذلك من خلال تعويده على الاستماع على مفردات تناسب سنه وتنمي لديه حب اللغة وإحساسه الجمالي بها، وضرب مثلاً على وعي العرب القدماء لهذه الناحية فكانوا يرسلون أبناءهم إلى العرب الذين صحت لغتهم ليستمعوا إلى العربية الصافية، وقد دعا إلى ضرورة التمكين للغة بمتابعة المحال التجارية ذات الأسماء الأجنبية، كما أشار إلى دور الإعلام والمؤسستين التربوية والثقافية في ضرورة تعزيز هذا الجانب.
وتناولت الأستاذة رجاء علي في مشاركتها أهم صعوبات تعلم اللغة العربية منها كثرة المترادفات التي تعتبر سبباً في تشتت المتعلم المبتدئ، وتشابه بعض الحروف في كتابتها كالحاء والجيم والخاء وتشابه الحروف في النطق كالدال والضاد، ووجود حروف تكتب ولا تنطق “همزة الوصل” وأصوات تنطق ولا تكتب مثل (هؤلاء)، وطباعة أغلب الكتب دون تشكيل حتى قصص الأطفال واللغة العربية لغة إعراب، وضعف معلمي اللغة العربية واتباعهم أساليب تقليدية يضعف المخرجات، ووفرة الصور والتشبيهات واستخدام المحسَّنات، وإشكالية الحروف المتصلة بما قبلها وبعدها والحروف المشددة، وأيضاً صعوبة تمييز النطق ب”ال” التعريف في الحروف الشمسية والقمرية، وصعوبة نطق عين الفعل: أَلَق: أضاء، أَلِقَ الرجل: كذبَ..
وأضافت: من مشكلات تعليم اللغة العربية مشكلات عامة هي المعلّم و المحتوى “المنهج” أي الكتاب المدرسي إشكالية حقيقية وطريقة الإيصال أحد أهم الأسباب فنحن نتعلم اللغة بالفطرة..
وتطرقت للمشكلات الخاصة التي تتمثل بداية بالمدرسة هل هي بناء ومخبر ومعلم فقط؟؟، والإيهام بصعوبة اللغة العربية من أهم المشاكل، والغربة بين مسائل علوم اللغة العربية والحياة المعاصرة من ناحية أخرى، اختيار نصوص غنية بالمفردات من جهة وبالأساليب ويجب ألا تطغى الفطرية.
وأشارت للجهود المبذولة بعد الاستقلال بهدف الارتقاء وتطوير اللغة العربية، وفي نهاية مشاركتها قدمت اقتراحات لتسهيل اكتساب اللغة العربية منها التدرج في طرح المعلومة اللغوية، وتنشئة الطفل على سماع الكلام الفصيح.
أما الأستاذ نزار بدور فتناول في مشاركته أهمية اللغة العربية فهي لغة الانتماء والتجذر والرسالة والهوية، وهي تحمل القيم السامية والروحية وهي لغة التفكير والإبداع والثقافة ولغة الحضارة بماضيها وحاضرها ووعي مستقبلها، هذه اللغة التي استطاعت أن تأكد إرادة الأمة في مواجهة كل التحديات من خلال أنساقها اللغوية الصفية والنحوية واللسانية والدلالية، والعاملين فيها والمشتغلين عليها من خلال أولئك المبدعين والدارسين والباحثين، في هذه اللغة والعلماء الذين تمرسوا في توكيد مكانها وتفعيل إرادتها، استطاعت هذه اللغة أن تكون منطوقاً جميلاً وأن تكون وعياً معرفياً وتعاقب أجيال وعقود ودهور وعصور، وأكد بأن اللغة العربية لغة العمل والبناء النوعي وبأنها مسؤولية مجتمعية ببعديها الرسمي والشعبي وبضرورة احترام لغتنا بمثاقفتنا لها ولقواعدها وأنساقها وجمالياتها وبعمقها الوظيفي باستخدامها نوعياً معرفياً إبداعياً تجارياً وتواصلياً.