الثورة أون لاين – ورود سلوم:
لعبة الرماية من أعرق الرياضات الفردية وأكثرها تعرضاً للظلم وللمعاناة ، إذ لا تكفي الموهبة وحدها ، فهي بحاجة إلى جانب الجهد البدني إلى الأدوات والمعدات المتطورة ، كحال بقية الألعاب الرياضية ، لكن نوعية هذه المعدات والأدوات وخصوصيتها كونها أسلحة وذخائر ، من جهة ، وارتفاع كلفتها المادية من جهة ثانية ، إضافة لصعوبة توفيرها من جهة ثالثة ، تجعل هذه الرياضة وحيدة في مواجهة التحديات والصعوبات التي ازدادت حدتها بسبب الأزمة.
ولا شك في أن معاناة الرماية مستمرة مادامت أدواتها الأسلحة والذخيرة ، وستؤثر عليها بشكل مباشر ، لكن ثمة معاناة أخرى ليس لها علاقة بالظروف والتحديات ، وإنما تتعلق بالأمور الإدارية ، وهذا ما يرسم إشارات استفهام كثيرة أمام المعنيين بهذه الرياضة ولاتحادها ؟؟ .
السيد الياس كبة رئيس نادي صيدنايا للرماية والصيد تحدث لصحيفة الثورة عن هموم وشجون اللعبة بالقول : كنت من أوائل من استثمروا في رياضة الرماية ورخصت لناد خاص .. وبدعم وتشجيع من بعض الأصدقاء الرماة استمر النادي رغم الحرب وظروفها القاسية ، وانتقلت من مجرد هاوٍ ومتابع إلى صاحب منشأة ، وكانت مشاركتنا الأولى في شهر أيلول عام 2016 في بطولة محلية بمشاركة 62 رامياً من كل محافظات القطر وكان لهذه البطولة صدى كبيراً على صعيد الأندية واللاعبين والجمهورية أيضاً ، وعلى الرغم من الخسارة المادية التي تكبدها النادي إلا أننا تابعنا عملنا وتطورنا ، وأدخلنا العديد من الألعاب المتنوعة برياضة الرماية ، وبات لدينا رماية التراب والسكيت والمسدس والبندقية الهوائية ، والمسدس والبندقية الحربية وهناك رماية القوس والسهم ، وأضفنا لعبة الأطباق المروحية وهي لعبة جديدة بالعالم وكانت مصر أول من مارسها ومن ثم سورية ،
وصحيح أن هذه اللعبة لم يُعترف بها أولمبياً ، وهي لعبة هاوية ، إلا أنها لعبة لها حضورها وممارسوها .. وأضاف كبة : أقمنا بطولة أعياد تشرين ضمن مهرجان صيدنايا السياحي في عام ٢٠١٩ السياحي ، لكن جائحة كورونا قلصت الأنشطة الرياضية واقتصرت على بطولة واحدة العام الماضي كانت تكريمية للبطل السوري فريد خربطلي . وفي محاولة منا للتخفيف من وطأة الحصار الجائر ، قمنا بتصنيع الأطباق بكل أنواعها وجاءت بنفس المواصفات ووصلنا للاكتفاء الذاتي ، ومع أننا ناد خاص إلا أننا نحتاج لدعم الاتحاد الذي ينظر لنا على أننا منشأة ربحية والمطلوب منها دفع الرسوم المضاعفة والمصاريف المتزايدة التي تنعكس على المشتركين فتقلصت أعدادهم وجعلت النادي يخسر الكثير من الريوع ، وقد وعدتنا إدارة اتحاد الرماية بالدعم وزيارة الموقع ، ونأمل منها الوقوف عند الحاجات الضرورية ومساعدتنا لنقدم للرماه أفضل التسهيلات في سبيل الارتقاء بمستوى اللعبة .
ونتمنى على الاتحاد إعارتنا الماكينات الأولمبية المتوقفة عن العمل في نادي شبعا بالغوطة ، ريثما تعود الأنشطة لهذا النادي الذي عانى من آثار الأزمة ، ولابد من تكاتف الجهود للإبقاءعلى لعبة الرماية ، كي لانضطر للاعتماد على لعبتي الفروسية والبولينغ لتغطية نفقات النادي ؟! صحيفة الثورة نقلت هذه الرؤية والتساؤلات إلى اتحاد الرماية ممثلاً برئيسه الأستاذ صلاح الدين الخطيب الذي وضع النقاط على الحروف ، بإجابته على جميع التساؤلات : بالنسبة للرسوم التي يدفعها النادي و التي تصل حد ٢٠% ، فهذا الموضوع ليس من اختصاص الاتحاد وإنما من اختصاص اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بريف دمشق .. حيث إن هذه الرسوم تسدد للاتحاد الرياضي العام وليس لاتحاد الرماية .. مع العلم بأن نادي صيدنايا لا يسدد منذ مدة ..!!! وفيما يتعلق بإقامة البطولات في نادي صيدنايا مع توقف نادي شبعا بسبب الظروف الحالية ؟ فإن بطولات متعددة تقام في الأندية والصالات المتواجدة على مساحة الوطن والرماية لا تقتصر على رماية الخرطوش غير المتوفر بكميات كافية بسبب العقوبات وبسبب الحجر وإغلاق الحدود مع لبنان بسبب الكورونا ، وليس هناك إمكانية لاعارة مكنات نادي شبعا لأنها ملك للدولة ، وهي بحاجة لصيانة دائمة ، وقد تم تجهيزها للبطولات القادمة ، وقدحصل الاتحاد على موافقات المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والجهات المختصة لشراء الذخيرة ومستلزمات اللعبة .
وتابع الخطيب حديثه بالقول : إن الرماية ليست محصورة برماية الخرطوش والرصاص والتي ننتظر فك الحظر ورفع العقوبات الجائرة لتأمين مستلزماتها ، وإنما هناك رمايات الهواء التي يتم الاهتمام بها في الوقت الحالي في كافة المحافظات ، ونظمت لها بطولات محلية ، وشاركت في بطولات خارجية خلال الفترة الماضية ، بهذا النوع من الرمايات ، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الحجر وإلغاء الأنشطة المتعددة بسبب جائحة كورونا ، لدينا خطة طموحة لاستعادة ألق اللعبة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها ،أخيراً فإن رئيس نادي صيدنايا يتكلم عن ناد خاص ، وليس منشأة حكومية تحكمها أنظمة وقوانين إدارية والبنية التحتية لناديه لا تسمح باستضافة بطولات على مستوى القطر في المسابقات المعترف بها أولمبياً ومن الاتحاد الدولي للرماية ، فالبطولات في ذلك النادي مقتصرة على رماية الحمام الممنوعة دولياً ، ورماية الأطباق المروحية غير المعترف بها أولمبياً ، ومع ذلك نغض الطرف عن ذلك لتغطية نفقات النادي .
أما عن الحلول فقد بدأ الاتحاد بالعمل على الإعداد لدورات في التحكيم والتدريب بغية رفد البنية التدريبية والتحكيمية بكوادر كفوءة