الثورة أون لاين – حسين صقر:
مصطلحات طبية كثيرة تقع على آذاننا ، نستبعد الإصابة فيها ، ولكن لايطول الأمر كثيراً حتى نسمع عن أشخاص من المحيط الذي نعيش فيه يعانون من آثارها المرضية التي يصعب معالجتها أحياناً لبلوغ المصاب فيها مراحل متقدمة من المرض .
“البارانويا” أو ما تسمى في الطب النفسي جنون الارتياب أو عدم الثقة ، وأحيانا جنون العظمة ، حيث لاتشكل خطراً على المصاب فيها وحسب ، بل على المحيط الذي يعيش فيه ، حيث يعاني الكثيرون حول العالم من هذا المرض وربما مجتمعات بأكملها .
وللبارانويا عدة صور وأنواع تختلف من حيث الأعراض وطرق العلاج .
وفي هذا السياق تقول المرشدة النفسية سوسن سفر : يعاني المصابون في البارانويا من سيطرة أفكار ومعتقدات لها تصور خاص من تخيلاتهم ، يتعلق بالشك والريبة والعناد المبالغ فيه ، في وقت يخيل للمصاب بأن كل ما يقوم به أفعال يمتلك فيه الحق ، وأن كل من حوله يخطئون بحقه ، وهؤلاء الأشخاص يغارون منه ، وأنه على صواب دائم ، موضحة أن المريض يعاند محاوره بشكل مبالغ فيه لإثبات صحة معتقداته وأفكاره ، في وقت تكون فيه ردود أفعاله أيضاً مبالغاً فيها تجاه أي تصرف مهما كان صغيراً ، وذلك لعدم ثقته بنفسه وبالآخرين .
وأوضحت سفر أن المصاب يعتقد بأن الآخرين يضطهدونه ويستغلونه ، بشكل أو بآخر ، أو أنهم يتآمرون عليه ويسخرون منه ، ويمكن أن يفكر بأنهم حتى يفكرون في قتله .
وعن أعراض هذا المرض قالت : يصعب تحديد أعراض معينة لأي مرض نفسي بشكل عام ، حيث إن بعض الأعراض تتشابه مع الأخرى ، ولكن لكل مرض بالنتيجة بعض الأعراض التي يمكن عن طريقها تمييزه ، وأشارت أنه بالنسبة للأعراض المميزة لمريض البارانويا فهي : الاعتقاد الدائم بخداع الآخرين له والترتيب للإيقاع به ،
و الشعور بتقدير الذات وعظمة مبالغ فيها ، بالإضافة للخوف الشديد من إعطاء الناس أي معلومات عنه ، ولو الأشخاص المقربين ، خشية استخدامها في إيذائه ، كما يتطور به الأمر إلى هلاوس سمعية وبصرية ، إلا أن نوع البارانويا التي يعاني المريض منها هي التي تحدد العرض المميز لها .
وضربت سفر مثلاً عن بارانويا الاضطهاد بالعمل ، وقالت : هو شعور يتولد لدى المريض بأن كل المحيطين به يغارون منه ، ويكرهونه يضطهدونه لأسباب يخترعها ويصدقها ، وتتقاطع مع بارانويا العظمة حيث يصاب بها المشاهير الذين يعانون من مشكلات في تكوين شخصيتهم ، أو من يتعرضون بالفعل إلى أذى الآخرين ومضايقاتهم ، فيجعلهم هذا يتمادون في التخيل أنهم عظماء أو أصحاب قوى خارقة .
ونوَّهت المرشدة النفسية أنه هناك البارانويا السوداوية : ويشعر مريض هذا النوع بعقدة الذنب الدائمة ، حيث يعتقد أن كل ما يحدث من كوارث بسببه بشكل أو بآخر ، ويشعر أنه مسؤول عن نتائجها ، فيطارده الشعور الدائم بالذنب ، وأنه يستحق العقاب الذي يمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى الانتحار ، ومع ذلك يظل الحديث عن أشخاص بعينهم قد أصيبوا بالأمراض النفسية والعصبية موضوعاً شائكاً حيث يتجنب معظم الأشخاص المحيطين بالمريض ، بالإضافة إلى المريض نفسه الحديث عن تلك المشكلة .
فيما ترتبط بهذا المرض اضطرابات نفسية رئيسية هي : اضطراب الشخصية ، ويعتبر هذا النوع هو الأخف من بين الأنواع الثلاثة ، ويبدأ مع الطفولة والمراهقة ، و يتسم أصحاب هذا الاضطراب بالغرابة و الشك وانعدام الثقة بالاخرين من دون وجود دليل منطقي .
كما بينت أن اضطراب الوهام ،
هو أحد أنواع الذهان ويعرف بأنه اضطراب عقلي لا يستطيع المصاب به التفريق بين الحقيقة والوهم ، ومن أهم سماته الاقتناع الراسخ لدى المصاب بوهم غير حقيقي ، ومن أمثلته اقتناع المريض بأن شخصاً ما يتجسس عليه أو يلاحقه بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك ، وهناك انفصام الشخصية ، ويعرف باسم الفصام البارانويدي ، ويعتبر الأشد من بين هذه الأنواع ، فهو اضطراب عقلي شديد ينتج عنه الإصابة بالهلوسة ، والأوهام وخاصةً الغريب منها ، والاضطراب في التفكير والسلوك ما يؤثر على أداء الوظائف اليومية