الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
بعد مضي سنوات عديدة من تربيته للنحل حباً لهذه المهنة التي تعلمها عن والده وأتقنتها بفضله ،إضافةً إلى تشجيع الدولة لتنمية هذه المشاريع الصغيرة فكان الدافع بالنسبة له للاستمرار بهذا المشروع الذي يسانده في تحمل المصاريف الجامعية وبنفس الوقت يسد حاجات الناس المحلية بشكل عام مما ينتجه النحل من عسل وغيره.. هذا ما تحدث عنه الشاب حبيب محمد عباس طالب سنة ثالثة في كلية العلوم السياسية، مبينا كيف بدأ مشروعه مع أخوته الجامعيين أيضا حيث كانت الانطلاقة بما يعادل 25 خلية نحل منذ أن كان عمره ١٣ عاماً حيث توسع المشروع عاماً بعد عام من خلال تطريد وتفريخ النحل حتى وصل الآن هذا المشروع إلى ٣٥٠ خلية موزعة على عدة مناطق لجني العديد من أنواع العسل بحسب تعدد المراعي والحدائق وغيرها، منها المناطق الجبلية والساحلية.
الفكرة أصبحت مشروعا.
يقول الشاب حبيب: أقمنا هذا المشروع بمجهود شخصي دون الاستعانة بأي قرض مادي من أي جهة رسمية أو غير رسمية ووجدنا في حقيقة الأمر الفائدة المعنوية والمادية التي ساعدتنا في تحمل أعباء ومصاريف كثيرة ومنها تكاليف الجامعة، حيث توسعنا في هذا المشروع عاماً بعد عام انطلاقاً من حاجة البيت والبيع للأصدقاء والجوار إلى فتح محل تجاري لبيع العسل خصوصاً في قرية المحروسة في منطقة مصياف التابعة لريف حماة الغربي.
المشروع الذي بدأ فكرة صغيرة، أصحابه اليوم شباب يعملون ببيع منتج العسل الطبيعي ومستلزمات النحل ومنتجاته كغبار الطلع والغذاء الملكي والعكبر وغيرها من استخلاص الأدوية الطبيعية من نتاج النحل، وأدوات أخرى تتعلق بتربية النحل كالخلايا والإطارات الخشبية والأساسات الشمعية والأدوية الطبيعية المتعلقة بأمراض النحل
عقبات كثيرة
في الحديث حول الصعوبات أشار الشاب حبيب إلى جملة من العقبات التي يواجهها النحال السوري بشكل عام وخصوصاً في الوقت الحالي والتي تعرقل إنتاجية العسل أو غبار الطلع ومن أهمها نقص الغطاء النباتي الناتج عن حرق الغابات والمحاصيل الزراعية في الآونة الأخيرة، وقلة المحاصيل الزراعية بسبب غلاء المواد الزراعية وعدم توفر المساحات الكافية من الأزهار والمواسم المثمرة التي بدورها تؤدي إلى قلة إنتاج العسل في الحالة الطبيعية، وعدم توفر مواد التدفئة خلال فصل الشتاء البارد الذي يؤدي إلى هلاك الكثير من النحل، حيث لا يمكن تخطي مرحلة فصل الشتاء بأقل الأضرار إلا بزيادة التكلفة المادية على إجراءات خاصة تستخدم في الحد من موت النحل. مبينا أن النحالين بشكل عام يبحثون دائما عن أفضل أداء للحد من ظاهرة موت النحل بشكل كبير خصوصاً في فصل الشتاء بأقل تكاليف مادية وخاصة في ظل عوامل أخرى تؤدي لموت وهلاك كميات كبيرة من النحل وهي التسمم بالمبيدات الكيميائية بعد رش المحاصيل الزراعية بها، وتواجد الكثير من الكائنات الأخرى التي تتغذى على النحل كالضب والضفدعً وطائر الوروار والدبور الأحمر وغيرها الكثير. لافتا إلى أهمية تشجيع الدولة على هكذا مشاريع للحفاظ على هذه الثروة بتوفير البيئة الملائمة لها لكي لا يؤدي إلى انقراض النحل لأنه يعد خسارة كبيرة للإنسان والطبيعة بشكل عام
الإنتاج الرئيسي
الإنتاج الرئيسي لهذا المشروع بحسب صاحبه حبيب عباس لا ينحصر فقط في العسل وإنما في منتجات أخرى أيضاً كالأدوية الطبيعية وغيرها، بغض النظر عن ما هو ناتج عن تلقيح الأزهار وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية بسبب هذه الحشرة اللطيفة، فهناك ناتج آخر تدره لنا هذه المشاريع كالغذاء الملكي وسم النحل ونواتج ما تجمعه العاملات من الرحيق الذي تحوله إلى غبار الطلع والعسل، وغيرها من غراء النحل كالعكبر والشمع، لذا فإن عملية تربية النحل تحتاج إلى أسس عملية، مثل فحص طوائف النحل وضمها وتثبيت الأساسات الشمعية وجمع العسل وعملية الفرز والتصفية والتعبئة، ويلزم لذلك توفر مجموعة من المعدات كأدوات الفرز (الفراز) ووعاء صهر الشمع وأدوات فحص الخلايا كالمدخن ومصائد الدبابير وأدوات كثيرة وعديدة.
وختم الشاب حديثه حول مشروعه بالحديث عن أهمية النحل وما ينتجه من مواد طبيعية وطبية محلية، متمنيا أن يكون لهم فرص للمشاركة في معارض أو بازارات تساهم في نشر منتوجهم وتشجع الآخرين على القيام بمثل هذه المشاريع المفيدة لهم ولدعم الحالة الاقتصادية، سائلا الله التوفيق والنجاح في مثل هذه المشاريع لكل من يحب تجربة تربية النحل.