الثورة أون لاين:
حذرت أربع منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة من أن 3ر2 مليون طفل يمني دون سن الخامسة معرضون لسوء تغذية حاد هذا العام بسبب الحصار وما يرافقه الآن من انتشار جائحة كورونا بينهم 400 ألف طفل يواجهون خطر الموت في حال لم يكن هناك تدخل دولي عاجل.
وقالت المنظمات وهي منظمة الأغذية والزراعة الفاو واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي في بيان مشترك اليوم: “كان هناك ارتفاع حاد في معدل سوء التغذية بنسبة 16 بالمئة العام الماضي بينهم 22 بالمئة أطفال تحت سن الخامسة فيما تهدد هذه المشكلة نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن”.
وأوضح البيان أن سوء التغذية يضر بالنمو الجسدي والمعرفي للطفل وخاصة خلال العامين الأولين من حياته ويؤدي إلى استمرار المرض مشيرا إلى أنه من المتوقع أيضا أن تعاني نحو 2ر1 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد في هذا العام.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور إن “المزيد من الأطفال اليمنيين سيموتون مع كل يوم يمر دون تحرك دولي وتحتاج المنظمات الإنسانية إلى موارد عاجلة والوصول دون عوائق إلى المجتمعات لتكون قادرة على إنقاذ الأرواح”.
بدوره قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيوا أنه “دون الأمن والاستقرار في اليمن والوصول إلى المزارعين لتزويدهم بالوسائل اللازمة لاستئناف زراعة ما يكفي من الغذاء الجيد سيستمر أطفال اليمن وأسرهم بالانزلاق أكثر في الجوع وسوء التغذية”.
من ناحيته أشار المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي إلى أن “الأرقام هي بمثابة صرخة أخرى لطلب المساعدة لليمن حيث أن كل طفل يعاني من سوء التغذية يعني أيضا أن الأسرة تكافح من أجل البقا” مشددا على وجوب إيجاد حل للمجاعة ونهاية للحرب لإنهاء معاناة أطفال اليمن.
كما حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الأمراض والبيئة الصحية السيئة من العوامل الرئيسة لسوء تغذية الأطفال وجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا ولكن مع تدخلات رخيصة وبسيطة نسبيا يمكن إنقاذ العديد من الأرواح.
ونبه التقرير إلى أن اليمن يعد من أكثر الأماكن خطرا في العالم لعيش الأطفال فيه حيث توجد معدلات عالية من الإصابة بالأمراض المعدية ومحدودية الوصول إلى اللقاحات الروتينية والخدمات الصحية للأطفال والعائلات إضافة إلى عدم كفاية أنظمة الصرف الصحي والنظافة وفي الوقت نفسه ضعف نظام الرعاية الصحية بسبب فيروس كورونا الذي استنزف الموارد الشحيحة ما أدى إلى تراجع عدد الأشخاص الذين يطلبون الرعاية الطبية.
يذكر أن العدوان السعودي على اليمن المستمر منذ آذار عام 2015 تسبب بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية في البلاد نتيجة الحصار الذي تفرضه قوى العدوان على الموانئ اليمنية وعدم السماح بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية ما أدى إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم وفق منظمات أممية عدة.